رحيل رائد قصيدة النثر في الأردن نادر هدى

الجمعة 2016/05/13
هدى: عانيت كثيرا في سبيل إكساء قصيدة النثر مشروعيتها

غيّب الموت، الاثنين، الشاعر الأردني نادر هدى عن عمر 55 سنة، إثر صراع طويل مع المرض. ويعد هدى من أبرز شعراء قصيدة النثر في الأردن. ولد في بلدة كفريوبا بمحافظة إربد، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية في بيروت عام 1984.

من مجموعاته الشعرية التي صدرت في عمان وبيروت “مسرات حجرية” (1985)، “حبر العتمة” (1992)، “لن تخلصني مني” (1993)، “مزامير الريح” (1993)، “عالم ألست فيه” (2000)، والأعمال الشعرية (الجزء الأول) (2002). كما أصدرت له دار البيروتي في الأردن عام 2010 كتاب “مشارب الرهبة” يقع في 600 صفحة، ويتكون من ثلاثة فصول “منازل الوجد”، “حرائق الروح” و”جمرة الذاكرة”، وهو سيرة إبداعية للشاعر حملت إضاءات وتفاصيل ذكريات، ومنابع وجد أثّرت في بحره الهائم بين حبيبة غائبة وأخرى منتظرة، إلى عاشق التراب بين النحلة والخلة، والمسافة التي يقطعها العاشق في سبيل المعنى للوصول إلى جمال الصورة، وإشراق الحركة، إلى ذكرياته، بدءا من كفريوبا قرية الشاعر، إلى بيروت حيث نهل فيها العلم والأدب والعلاقات، ثم عودته إلى إربد مقره ونجواه. وكان الشاعر يستعد لإصدار مجموعته الجديدة “سأعد أيامي بموتك”.

عن بدايته الشعرية يقول الراحل نادر هدى “بعيدا عن الإرهاصات الأولية، إرهاصات تلميذ المدرسة الإعدادية والثانوية، بدأت شاعرا نثريا، ذلك أنني وعند إكمال دراستي الثانوية سنة 1979 ذهبت إلى بيروت من أجل دراستي الجامعية، وكانت بيروت ساحة فكرية وإبداعية ثرية، ومن ذلك كانت إرهاصات قصيدة النثر في بعثها الثاني بعد جيل الرواد، مجلة شعر. ولدى اطلاعي على هذا التجريب بدأت فيه، ونظرا إلى احترامي لعديد الشعراء امتثالا لرغبتي الشعرية وجدتني أكتب قصيدة النثر.

لذا فإن انطلاقة تجربتي الشعرية كانت ومازالت مع قصيدة النثر، فكنت أردنيا كشاعر عُرفت بهذا اللون، وميدانيا كنت الرائد في ذلك، حيث أنني أول من عرفته الأردن كشاعر يكتب قصيدة النثر. وكان هذا يمثل هامشا غير مسموح له بالوجود والحياة، إلا أنني راهنت على ذلك حتى أخذت قصيدة النثر في الأردن مشروعيتها، واستطعت أن أقنع جيلي وجميع الشعراء في الأردن بأن قصيدة النثر، جنبا إلى جنب مع الألوان الشعرية الأخرى تستحق الاعتراف والحياة كفضاء شعري آخر لإبداعنا، وان كنت أقول إن قصيدة النثر هي قصيدتي، وقصيدة المستقبل فإن الواقع يشهد بهذا التأكيد. لقد عانيت كثيرا في سبيل إكساء قصيدة النثر مشروعيتها في الأردن، وبعد أكثر من عشرين عاما من بدء هذه المحاولات الميدانية أشعر بزهو الانتصار حقا”.

قال عنه الناقد المغربي محمد خرماش “في شعر نادر هدى صراع مرير مع اللغة التي تعجز عن حمل الشحنة عالية التوتر في صدره، فيضطر إلى استحداث التركيبات الخارقة التي يحملها فوق الطاقة، فتأتي بالدلالات محملة بإمكانات التوليد والتأويل”.

ووصفه الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين بأنه “شاعر لا تستهلكه الأوطان”.

15