معرض الرياض الدولي للكتاب تقليص عدد الناشرين وغلاء في الأسعار

الرياض- تحت شعار “الكتاب ذاكرة لا تشيخ” تقلص عدد دور النشر والتوكيلات المشاركة في معرض الرياض للكتاب لهذا العام إلى 500 دار نشر ومؤسسة وهيئة ووزارة بعد أن كان 915 العام الماضي. ويأتي هذا العدد الضئيل من أصل 1300 دار نشر تقدمت بشكل رسمي بطلباتها في المشاركة منذ فتح باب التسجيل الإلكتروني.
حمل المعرض هوية «وسط الرياض التاريخي» معبرا عنها من خلال مسميات الممرات والبوابات والمداخل الرئيسة والتصاميم ومنصات التوقيع التي قدّمت المعرض بصورة فنية تراثية. وقد شاركت كل من ألمانيا (3 دور)، وأسبانيا (دار واحدة)، وإيطاليا (دار واحدة)، والأردن (47 دارا)، والإمارات (24 دارا)، والجزائر (3 دور)، والسودان (دار واحدة)، والسويد (دار واحدة)، والعراق (دار واحدة)، والكويت (18 دارا)، واليمن (دار واحدة)، والمغرب (6 دور)، والهند (دار واحدة)، واليابان (دار واحدة)، وأميركا (داران)، وبريطانيا (7 دور)، وتركيا (داران)، وتونس (7 دور)، وعمان (4 دور)، وفرنسا (دار واحدة)، وفلسطين (داران)، وقطر (داران)، وكندا (داران)، ولبنان (63 دارا)، وليبيا (دار واحدة)، ومصر (126 دارا)، والبحرين (داران)، والسعودية الدولة المضيفة التي نالت نصيب الأسد (179 دارا)، بالإضافة إلى اليونان كضيف شرف.
معظم زوار المعرض يشتكون من غلاء الأسعار غير المبررة للكتب، حيث تجاوز سعر بعضها ضعف المبلغ المعتاد
ويشتكي معظم زوار المعرض من غلاء الأسعار غير المبررة للكتب، حيث تجاوز سعر بعضها ضعف المبلغ المعتاد، فقد تصادف مجموعة شعرية أو رواية صغيرة، لا تتجاوز صفحاتها المئة صفحة بقيمة خمسين ريالا سعوديا (13.3 دولار). الأمر الذي يتوقع منه عزوف المشترين وتدني المبيعات بسبب الضائقة المالية التي يعاني منها معظم أفراد الشعب السعودي ذوي الدخل المحدود مستبدلين الكتاب بالنسخة الإلكترونية المقرصنة المجانية.
خيبة أمل
لم ينطلق الإعلان الرسمي عن البرنامج الثقافي لهذا العام إلا قبل أيام قليلة جدا من افتتاح المعرض. ورغم تطلعات المثقفين العالية للبرنامج السنوي الذي عادة ما يصيبهم بالخيبة إلا أن برنامج هذا العام كان الأكثر خيبة من بين كل السنوات الماضية، فلم يحفل البرنامج الذي استمر عشرة أيام بأي اسم أو فعل ثقافي يمكن الرهان عليه جماهيريا أو يمكن أن يجمع عليه مثقفو المملكة المتقاطرون من جميع مناطقها لحضور هذه الاحتفالية السنوية كل مارس. ويرجّح بعض المثقفين أن أسباب هذه الخيبة تعود لاهتمام البرنامج بمناطق ثقافية جديدة تهتم بالشباب والميديا الحديثة مطلّقة بذلك الشكل الكلاسيكي للبرامج الثقافية المكرّسة.
لقد شهد البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض هذا العام مجموعة ندوات وأمسيات ومحاضرات وورش فنية وتجارب شبابية في التأليف، بالإضافة إلى أمسية سينمائية بالتعاون مع الجمعية العربية للثقافة والفنون التي سبق وأن أوقف عرضها العام الماضي بعد تحفظات من الوزارة الجديدة التي يقودها عادل الطريفي حيال الفعل السينمائي في مجتمع منغلق محافظ. ويأمل المنظمون والمتابعون أن تمضي الأمسية السينمائية التي ستعرض ثمانية أفلام من إخراج سعوديين بسلام دون اقتحام المحتسبين لصالة العرض كما حصل العام الماضي في ندوة “الشباب والفنون: دعوة للتعايش”. حين اقتحمتها مجموعة محتسبين مقاطعين ورقة الناقد معجب الزهراني.
|
وفي ظل ضعف البرنامج السنوي يقترح الكثير من المثقفين ضرورة إدخال المادة السينمائية وابتداع جائزة سنوية للسينمائيين، وكذلك الإشراف على صناعة أفلام وثائقية وروائية عن المثقفين الرواد أو المكرمين من قبل الوزارة.
تكريم مسرحي مفاجئ
في بادرة هي الأولى من نوعها في بلد لا يوجد فيه مسرح وطني رسمي، تفاجأ 12 مسرحيا بخبر تكريمهم من قبل وزارة الثقافة والإعلام بحفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب دون أن يتم التواصل مع بعضهم قبل الاحتفال، بل إن بعضهم لم يعلم أنه من المكرمين إلا من خلال نشر المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه خبر تكريمهم. وقد كان واضحا للجميع مدى الارتجال الذي شهدته قاعة المؤتمر في توزيع الدروع والشهادات عليهم دون تنظيم متقن، إلا أن بعض المسرحيين عدّ هذا التكريم مثل إشعال شمعة بدلا من لعن الظلام، وأنه يأتي تحديا لواقع المسرح المتواضع في المملكة.
من جهته شكر رئيس جمعية المسرحيين الفنان أحمد الهذيل كل من سعى لهذا التكريم، وتمنى أن تهتم الوزارة بالمسرح أكثر في هذا الجانب، خاصة أنه جانب معنوي، وذلك بإيجاد البنى التحتية للمسرح. وأكّد أنه لم يكن على علم بهذا التكريم ولا يعرف طبيعته ولا آليته ولا على أي أساس تم اختيار المسرحيين المكرمين الذين اختيروا بناء على كون عملهم المسرحي ينتمي إلى جيلي الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
غياب المرأة والرواية
كشف المؤتمر الصحافي الذي عقده المشرف على وكالة الشؤون الثقافية سعود الحازمي غياب الرواية عن لائحة الفائزين بجائزة الكتاب، كما غابت المرأة عن لائحة الفائزين. ويأتي ذلك على خلفية جائزة الوزارة السنوية للكتاب التي أسندت لأول مرة للجنة من خارج الوزارة تتولى تحكيم الكتب المتنافسة.
وقد فائز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب هذا العام عن العلوم التطبيقية (علوم الأغذية) د. عصام حسن حسين عويضة، وعن الفنون (المسرح) فهد بن ردة الحارثي، وعن العلوم النفسية سعيد بن سعد الزهراني، وعن العلوم الاجتماعية (تاريخ وسير) محمد بن عبدالله السيف، وعن الاقتصاد والإدارة د. عبدالله بن عبدالرحمن البريدي، وعن اللغة والأدب جاسم بن محمد الصحيح، وعن العلوم الاجتماعية (الموسوعات) أ. د. إسماعيل بن السيد خليل كتبخانة.
رغم أهميتها الثقافية العالمية فإن جناح اليونان الخاص في صالة المعرض الأساسية لم يشعر به أحد
أثينا ليست الرياض
الثقافة اليونانية الإنسانية والفلسفية والموسيقية الخالدة تحضر بخجل في عاصمة المملكة الرياض التي تحرّم هيئة كبار علمائها الموسيقى وتمنع تعلم الفلسفة بشكل رسمي. الأمر الذي يجعل حضور اليونان بثقلها الفلسفي والفني ضمن فعاليات المعرض أمرا مقلقا بالنسبة إلى المنظمين، حيث يتوجب عليهم أن يمشوا بخطواتهم الحذرة في حقل من الألغام مراعين في ذلك الإشكاليات الدينية والاجتماعية التي يمكنها أن تخلق حساسية كبيرة فيما لو أنهم أطلقوا العنان للدولة الضيفة في أن تقوم بفعالياتها الثقافية والفنية كما لو أنها كانت في أثينا.
ورغم الثقل الثقافي الذي تمثله اليونان عالميا، والذي عرفه القاصي والداني إلا أنه حضر من خلال جناحها الخاص في صالة المعرض الأساسية دون أن يشعر به أحد سوى أولئك المتبضعين والمتبضعات الذين اتخذوا من كراسي الجناح الوثيرة موئلا لاستراحاتهم بين جولة وأخرى على المعرض. كما أن ضيف الشرف اليوناني حضر في افتتاحية البرنامج الثقافي، حيث عرض خلال الافتتاح فيلم ترويجي، باللغة العربية، عن اليونان استعرض تاريخ البلاد وطبيعتها وأبرز معالمها السياحية والثقافية. بالإضافة إلى ندوة بعنوان “الثقافتان: اليونانية والعربية: أسئلة في التأثير والتأثر” شارك فيها حمد الدخيل، وعبدالرحمن الحبيب، وبيرسا كوموتسي، وفيفي كيفالا.
من جهتهم تمنى المشرفون على الجناح اليوناني أن يكون المعرض فرصة للبحث عن الجسور الثقافية التي تربط بين الثقافة العربية واليونانية وتعرفهم على بعضهم الآخر بشكل أفضل في سبيل خلق مجالات لتعاون جديد.