السياحة المصرية لا تملك بدائل عن أسواقها الرئيسية

القاهرة- تؤكد البيانات أن قطاع السياحة المصري، يشهد حاليا أسوأ ركود منذ سنوات، رغم مرور 5 أسابيع على سقوط الطائرة الروسية، وتشير إلى انهيار واسع في معدلات الإشغال السياحي في مدينتي شرم الشيخ والغردقة، رغم محاولات البحث عن أسواق بديلة.
وقال حسين صبور نائب رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب، والذي يملك فنادق ومنتجعات سياحية في شرم الشيخ، إن الفنادق بدأت تسريح نسبة كبيرة من العمال، بسبب حالة الركود الكبيرة التي طالت السوق السياحية.
وتعد أشهر ديسمبر ويناير وفبراير، ذروة الموسم السياحي في مناطق شرم الشيخ والغردقة، حيث تتحول إلى مقصد سياحي رئيسي خلال الشتاء. وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن أعداد السياح تراجعت في أكتوبر أي قبل سقوط الطائرة الروسية بنسبة 9.3 بالمئة بمقارنة سنوية.
وقال أشرف يوسف المحاسب بأحد الفنادق الكبيرة في شرم الشيخ لـ“العرب” إن إدارة الفندق قامت منذ شهر بتخفيض عدد العمال بشكل كبير، بعد أن تراجعت نسب الإشغال. وأضاف أن أكثر من 90 بالمئة من الفنادق تعاني من تراجع أعداد السياح.
وكشف مصدر مسؤول في غرفة المنشآت الفندقية المصرية لـ“العرب”، أن عددا من المستثمرين في مناطق سياحية مختلفة أغلقوا فنادقهم مؤقتا، بسبب انعكاسات أزمة الطائرة الروسية.
|
وأوضح أن معدلات الإشغال في بعض الفنادق الكبرى في شرم الشيخ والغردقة تبلغ 20 بالمئة، لكنها لا تتجاوز في معظم الفنادق 5 بالمئة، بل إن بعض الفنادق أصبحت خاوية تماما.
وقال أحمد منير عزالدين رئيس لجنة الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين لـ“العرب” إن هناك استراتيجية تستهدف إنقاذ السياحة وسيتم عرضها على المنتدى الاقتصادي خلال زيارة الرئيس الصيني لمصر في فبراير المقبل.
وأضاف أن الخطة تستهدف جذب نحو واحد بالمئة من السياحة الصينية السنوية إلى الخارج، والتي تصل إلى نحو 150 مليون سائح.
وذكر أن المجلس بدأ بالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة للقيام بحملة ترويجية في العاصمة الرومانية بوخارست وعدد من المدن الرئيسية، ودعا إلى ضرورة التنسيق بين القاهرة وبوخارست على المستوى الرسمي لعودة خطوط الطيران المشتركة بين البلدين.
وأكد عادل عبدالرازق، رئيس مجموعة فنادق “شارمنج إن” وعضو اتحاد الغرف السياحية لـ“العرب”، أنه لابد من البحث عن أسواق بديلة لإنقاذ السياحة من حالة الركود الشديد.
|
وكشف محمد أمين الرئيس السابق لقطاع السياحة الخارجية في هيئة تنشيط السياحة لـ“العرب” أن أسواق بولندا والتشيك، بدأت تتجه إلى المقصد السياحي المصري، لكن وزارة السياحة قامت بإغلاق مكاتب الترويج فيها، وهي خطوة غير موفقة، ضاعفت من أزمة السياحة، وخلقت عراقيل أمام الأسواق البديلة.
وحذر من دعوات وزارة السياحة إلى تخفيض أسعار الإقامة، التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة حقيقية وتأجيج ظاهرة “حرق الأسعار” التي واجهها القطاع في أعقاب ثورة يناير 2011.
وقال معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين السابق لـ“العرب” إن من البدائل، التركيز على الأسواق الآسيوية والأسواق العربية والخليجية، وأن يتم التسويق في كل البلدان، دون الاكتفاء بالترويج في السعودية والكويت والإمارات.
وقال باسم حلقة نقيب السياحيين المصريين، إنه يجب استغلال المبادرات التي أعلن عنها بعض المطربين والفنانين المصريين والعرب، لإقامة حفلات في شرم الشيخ.
وتوقع ألا تطول مدة تعليق رحلات الطيران، من جانب بريطانيا وروسيا، لأن السوق المصرية ليس لها منافس، من ناحية الأسعار ومزايا السياحة الشتوية.