الأهلي المصري يبحث عن صراعات لتجاوز أزمة مباراة الزمالك

جاء قرار اللجنة الأولمبية المصرية برفض الشكوى التي تقدم بها النادي الأهلي على قرار رابطة الأندية باعتباره منسحبا من مباراة الزمالك، لتزيد الضغوط على مجلس إدارته وتدفعه للدخول في صراعات متعددة مع معظم أطراف المنظومة الكروية، ما يهدد استقرار النادي الأهلي الذي كان أحد أهم مميزاته في مواجهة الفوضى التي تعيشها معظم الأندية المنافسة.
القاهرة - بينما تواجه إدارة الأهلي أزمات مختلفة مع اللجنة الأولمبية واتحاد الكرة ورابطة الأندية، قد تفتعل أزمة جديدة مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة نجم الأهلي السابق حسام حسن، وأخرى وشيكة مع نادي وجمهور الزمالك حال تأكد توقيع نجمه أحمد السيد زيزو.
ومع كثرة المشاكل التي تحيط بمجلس إدارة الأهلي، لجأ إلى رفع شعار “الهروب إلى الأمام”، وأن أفضل طريقة للتخلص من المشاكل افتعال مشاكل جديدة، حتى تتداخل الأزمات ويفقد الجميع في لحظة ما القدرة على ترتيبها والإحساس بها.
ووفقا لمصدر مقرب من مجلس إدارة الأهلي لم يكن أمام النادي مخرجا غير البحث عن صراعات جديدة كي يتجاوز المأزق الذي وضع نفسه فيه أمام جماهير النادي، بعد قرار اللجنة الأولمبية بتأييد قرارات الرابطة، في سابقة تاريخية لم يتعرض لها الأهلي من قبل، حيث كانت الجهات الرسمية تتدخل لإرضاء النادي وجماهيره.
وتواجه إدارة الأهلي معضلة تبدو فيها كل الطرق مسدودة، ولم يعد تنفيذ تهديده السابق بعدم استكمال الدوري حال اعتباره منسحبا من مباراة الزمالك خيارا متاحا، حيث يضعه في مواجهة مع جهات مسؤولة في الدولة ترى أن استثارة جماهيره التي تؤدي الى استنفار أمني غير مطلوب في وقت تواجه فيه الدولة تحديات كثيرة.
ورضوخ المجلس للأمر الواقع واستكمال الدوري بعد تطبيق اللوائح عليه يضعه في مواجهة مع الجمهور الذي بدأ ينقسم بالفعل ما بين مؤيد للمجلس ومعارض له، وهو أمر جديد على جمهور الأهلي، لهذا كان الخيار الأفضل بالنسبة لمجلس إدارة الأهلي، هو القفز إلى الأمام من خلال افتعال أزمات من العدم، أملا في اختلاق متاهة تشتت حالة التحفز التي تعيشها جماهير النادي، والمفارقة أن المجلس نفسه وليست الجماهير، هو من يجد نفسه داخل المتاهة مع كل أزمة، كأن هناك من رسم سيناريو محكم لإغلاق كل منافذ الخروج من دوامة قرار الانسحاب أمامه.
بداية الصراعات
الأهلي قرر تصعيد مواجهته مع رابطة الأندية من خلال إقامة دعوى قضائية، للمطالبة ببطلان مجلس إدارة الرابطة الحالي
كانت بداية الصراعات المختلقة تسريب أخبار لبعض الصحافيين والمواقع الرياضية المقربة من المجلس بإتمام الاتفاق مع زيزو نجم الزمالك لضمه بنهاية الموسم الحالي، ورغم تأكيد اللاعب نفسه والمسؤولين في الزمالك بعدم وجود شيء رسمي يربط اللاعب بالأهلي، استمرت المواقع في كتابة تفاصيل الاتفاق بين الطرفين، لدرجة الكشف عن القيمة المالية لعقده الجديد والمزايا التي وُعد بها.
وكان الهدف إشعار جمهور الأهلي بالنشوة ورد بعضا من اعتباره أمام جماهير الزمالك، ما يساعد على تجاوز الشعور بالقهر نتيجة اعتباره خاسرا في المباراة “الأزمة”، كما أن الإسهاب في الحديث عن ضم زيزو يمنح الصحف والمواقع والرياضية والصفحات المتخصصة على مواقع التواصل مادة دسمة للحديث عنها بعيدا عن أزمة مباراة الزمالك وتبعاتها، وينقل الأزمة من الأهلي إلى الزمالك الذي يتوقع أن تثور جماهيره على مجلس الإدارة الذي فشل في التجديد لأهم نجوم الفريق السنوات الأخيرة، وهو زيزو.
وقد يتحول إلى أزمة بين الناديين، عندما يبدأ السجال بين أعضاء في مجلسي إدارتهما، ما يشغل جماهير الكرة والبرامج الحوارية في الفضائيات لفترة، يمكن خلالها تمرير قرار مجلس إدارة الأهلي باستكمال الدوري دون إثارة غضب جمهوره.
وتفادى مجلس إدارة الزمالك وأعضاء لجنة التخطيط فيه الهجوم على الأهلي في تصريحاتهم التي أعقبت الكشف عن تسريبات انتقال زيزو، وعلى عكس المتوقع خرجت معظم التصريحات الزملكاوية هادئة تشير إلى احترامهم للاعب ووالده ووكيل أعماله، وتجنبت الإشارة للأهلي، ما فوّت فرصة اشتعال الأجواء بقضية أخرى.
ووجدت إدارة الأهلي في تصريحات المدير الفني لمنتخب مصر حسام حسن عقب مباراة سيراليون في تصفيات كأس العالم لكرة القدم فرصة للتصعيد ضد الجهاز الفني للمنتخب، حيث اتهم حسام لاعب الأهلي إمام عاشور بادعاء الإصابة للتهرب من اللعب للمنتخب، مؤكدا أن اللاعب سيظل مستبعدا حتى يعتذر للشعب المصري، كما أكد أنه لن يترك لاعبي الأهلي الدوليين خلال فترة التوقف الدولي المقبلة في يونيو لناديهم الذي سيكون في معسكر مغلق استعدادا للمشاركة في كأس العالم للأندية.
إدارة الأهلي تواجه معضلة تبدو فيها كل الطرق مسدودة، ولم يعد تنفيذ تهديده السابق بعدم استكمال الدوري حال اعتباره منسحبا من مباراة الزمالك خيارا متاحا
وينوي الأهلي التصعيد ضد حسام حسن، حيث يجهز بيانا لتوضيح موقف لاعبه إمام عاشور، وكشف ما وصفته مصادر تحدثت مع “العرب” بـ”أكاذيب” المدير الفني للمنتخب عن ادعائه الإصابة، وطلبت الإدارة من بعض الصحافيين المقربين منها نشر تقارير عن أحقية النادي في لاعبيه الدوليين خلال فترة مونديال الأندية المقبل، وفقا للائحة البطولة التي أرسلها الفيفا للاتحادات المحلية في نوفمبر الماضي، وتقضي بأحقية الأندية المشاركة في المونديال في لاعبيها الدوليين خلال فترة البطولة.
والمشكلة الحقيقية أن الأهلي يريد إقامة معسكر في الولايات المتحدة قبل البطولة بأيام، موعد بدء التجمع الدولي، وهو أمر لا يستند لأي لوائح ويحتاج إلى حل ودي بين النادي والجهاز الفني للمنتخب، يبدو مستبعدا، ويعوّل الأهلي على تدخل وزير الرياضة أشرف صبحي، ورئيس اتحاد الكرة هاني أبوريدة لإقناع حسام بترك لاعبي الأهلي الدوليين للنادي، لأن تلك الفترة لن تشهد مباريات رسمية.
معارك جديدة
ومع انشغال مجلس إدارة الأهلي بخوض معارك جديدة، لم يغلق مسؤولوه ملف المعارك القديمة وقرر تحويل اللجنة الأولمبية المصرية من حكم بينه وبين رابطة الأندية واتحاد الكرة إلى خصم مباشر، حيث أصدر النادي بيانا اتهم فيه اللجنة بالتعنت والتجهيز المسبق لتأييد عقوبات رابطة الأندية، لكن واجه المجلس خطرا محدقا بعدما استغل البعض تلميح البيان لوجود تجهيز مسبق لمعاقبته للتحريض ضد الدولة مثلما فعل الناقد الرياضي علاء صادق الذي يعيش في قطر الذي كتب تغريدة على موقع إكس قال فيها إن قرار خسارة الأهلي اتخذه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مضيفا “كان الله في عون جمهور الأهلي.”
وقرر الأهلي تصعيد مواجهته مع رابطة الأندية من خلال إقامة دعوى قضائية، للمطالبة ببطلان مجلس إدارة الرابطة الحالي، بناء على عدم انتخاب مجلس إدارة جديد قبل بداية الموسم، وتستند الدعوى إلى أن مجلس إدارة رابطة الأندية المصرية المحترفة يتم انتخابه سنويا والمجلس الحالي انتهت مدته بنهاية الموسم الماضي، ولم يحدث انتخاب لمجلس جديد، بالتالي فإدارته للمسابقة باطلة.
وما يضعف موقف الأهلي، جماهيريا على الأقل بعيدا عن الموقف القانوني، أن رئيسه محمود الخطيب وقع في بداية الموسم خلال اجتماع رؤساء الأندية مع مسؤولي الرابطة على شكل الدوري الاستثنائي هذا الموسم، ما يعني الإقرار ضمنيا بالموافقة على المجلس الحالي للرابطة، كما أن النادي يشارك في كأس الرابطة هذا الموسم لأول مرة منذ استحداثها قبل ثلاث سنوات، فكيف يقبل الأهلي المشاركة في بطولات ومناقشة اقتراحات لمجلس لا يعترف بشرعيته من الأصل؟