"إخفاء صدام حسين".. وثائقي نرويجي يسرد قصة فلاح ودكتاتور

من وظائف السينما الوصول إلى الحقيقة التاريخية، وهذا ما تسعى وراءه الأفلام الوثائقية التي تعيد نبش الماضي وتسترشد بالوثائق والأشخاص وإعادة قراءة الأحداث من زوايا أخرى، كل هذا للتأريخ بشكل أشمل من التاريخ الرسمي، وإن كانت تلتزم بالصدق فإنها لا تخلو من وجهات نظر. فيلم "إخفاء صدام حسين" من تلك الأعمال الوثائقية، ولكنه يخلو من السياسة والأيديولوجيا.
القبض على الدكتاتور العراقي صدام حسين من قبل القوات الأميركية في ديسمبر 2003 بعد مطاردة استمرت تسعة أشهر هي قصة لعبت على مرأى ومسمع من العالم. وقد عثر عليه مختبئا في حفرة صغيرة في مزرعة على بعد تسعة أميال خارج مسقط رأسه في تكريت، عالم بعيد عن بذخ قصوره الرئاسية.
بعد عقدين من الزمن المخرج النرويجي الكردي هلكوت مصطفى يسلط الضوء من جديد على تلك الأحداث من وجهة نظر المزارع علاء نامق، الذي آوى صدام حسين لمدة 235 يوما. يجمع فيلم “إخفاء صدام حسين” بين نوع من الاعتراف المباشر أمام الكاميرا مع عرض الصور واللقطات الأرشيفية.
توارى الرئيس العراقي السابق عن الأنظار بعد فترة وجيزة من غزو العراق عام 2003. وبدأ جيش الاحتلال الأميركي في مطاردته بعد أن وصفه بأنه “الهدف رقم واحد الأعلى قيمة”. وبدأت إحدى أكبر عمليات البحث في التاريخ. العملية العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وألقت إثرها القبض على صدام حسين. كان ذلك في 13 ديسمبر 2003 في بلدة الدور بالعراق.
سميت العملية على اسم فيلم “الفجر الأحمر” الذي صدر عام 1984. نفذت المهمة من قبل فرقة العمليات المشتركة 121 بدعم من فريق اللواء القتالي الأول من فرقة المشاة الرابعة بقيادة اللواء ريموند أوديرنو. وعثر على صدام حسين مختبئا في حفرة صغيرة في شمال مدينة الدور وأٌلقي القبض عليه من دون مقاومة.
عملية "الفجر الأحمر"
فيلم “إخفاء صدام حسين” وثائقي نرويجي يروي قصة علاء نامق، ذلك الفلاح الذي تمكن من إخفاء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين 235 يوما في حفرة تقع جنوب تكريت، بينما كان 150 ألف جندي أميركي يبحثون عنه. الفيلم من إخراج هلكوت مصطفى المخرج الكردي – النرويجي الجنسية. الذي أكد “رأينا صدام الدكتاتور الذي حكم العراق 35 سنة، ولكننا لم نكن نعلم ماذا حدث في أيامه الأخيرة، لذلك كان من المهم بالنسبة إليّ كمخرج أن أُري العالم تلك الأيام، والفيلم لا يتحدث عن صدام، إنما عن قصة علاء نامق”.
تبدأ أحداث الفيلم الوثائقي بعرض مشاهد مؤرشفة ترصد لحظة دخول الجيش الأميركي إلى العراق بحجة وجود أسلحة نووية، ثم يتتبع العمل هروب صدام حسين عابرا الأنهار والجبال، ليلجأ في النهاية إلى مزرعة نائية عاش فيها بحفرة في جنوب تكريت لمدة 8 أشهر من أبريل وحتى ديسمبر 2003.
عندما جاء صدام حسين وحراسه لأول مرة يطرقون باب نامق، كان الرجلان غريبان تماما، يجلس علاء نامق الخمسيني بزيه العربي ويروي كيف طلب منه إخوته مقابلة ضيف خاص. ويأخذ علاء على عاتقه مهمة الحامي والحارس لصدام. ينتهي بهم المطاف في كوخ الحقل الصغير الذي يصبح منزلهم المؤقت المشترك، ويقوم علاء بحفر حفرة للاختباء.
سرعان ما أصبح علاء نامق ظله وحارسه وخادمه، والطاهي، والسكرتير، والحلاق، والحارس الشخصي لصدام حسين، والاطلاع على تفاصيل عمّا كان يقوم به طوال أيامه داخل المزرعة، مثل كتابة الخطب الداعمة لمقاومة الاحتلال وتسجيلها على شرائط،، حتى أنه تعلم التدريب على الإسعافات الأولية ودق الإبر لمعالجة صدام في حال مرضه أو تعرضه لوعكة صحية.
في مرحلة ما، يتساءل نامق أمام الكاميرا عمّا إذا كان ينبغي عليه القيام بدور آخر – دور الخاطبة – معتقدا أن الزوجة ستكون مهمة في دعم ومساعدة الرئيس لقيامها بمهمات الطبخ أو الاستحمام. الآن في الخمسينات من عمره، يحكي كيف أصبح صديقا لواحدة من أكثر الشخصيات المطلوبة في العالم.
ليس هناك شك في أن العلاقة كانت مبنية على الخوف، مع تقدم القصة، يتضح أن علاء نامق كان معجبا بالفعل بضيفه، وما يزال كذلك، لأنه بصراحة أصبح مرتبطا به عاطفيا. يتذكر لقاءه بصدام حسين واستضافته – وفقا للعادات المحلية لا يسأل الشخص الضيف أبدا عن المدة التي سيبقاها – ويشير إليه على أنه ليس سوى “رئيس”. تتشابك شهادته، التي تتحرك في صدقها وواقعيتها، مع إعادة تمثيل مشاهد محورية من ذلك الوقت، بالإضافة إلى لقطات أرشيفية تتعقب مطاردة حسين.
العثور على علاء نامق
ثمانية أشهر، كانت القوات الأميركية الغازية تبحث في العراق عن رئيسها المخلوع صدام حسين الذي اختفى على ما يبدو عن الأنظار حتى العثور عليه أخيرا في بلدة الدور، يعيش في مخبأ جهزه سائقه وحارسه الشخصي بين أشجار التمر في بستانه. وأخفى علاء نامق (50 عاما) صدام لمدة 235 يوما قبل أن يتعقبه الأميركيون في عام 2003 وأعدموه بعد ثلاث سنوات.
صرح المخرج هلكوت مصطفى “في ما يتعلق بفيلم ‘إخفاء صدام حسين‘ كان مهما جدا بالنسبة إليّ الكشف عن حقيقة الحفرة، وما وراء قصتها. بحثت عن الفلاح علاء نامق الذي قام بحفرها وأخفى فيها صدام حسين لمدة عامين، أما إنتاج الفيلم فقد استغرق عشرة أعوام، وشاهدت خلالها أكثر من ثلاثة آلاف ساعة من أرشيف العراق واطلعت على خمسة عشر ألف وثيقة عن البلاد”. وأضاف “صحيفة واشنطن بوست ذكرت اسم علاء لأول مرة عام 2012، وكان مهما بالنسبة إليّ أن أبحث عن علاء. تمكنت من الحصول على رقم هاتف رئيس عشيرته عبر وسائل
إعلام، وبذلك تمكنت من العثور عليه واللقاء به. ما كان مهما بالنسبة إليّ هو معرفة ما حدث خلال الفترة التي كان صدام يعيش خلالها في الحفرة، وما الذي كان يقوم به، وأن يعرف العالم نهاية الأشخاص الذي يتمتعون بسلطة كبيرة ويسيئون استخدامها. هناك تمكنت من الحافظ على توازني، وأن أسرد كمخرج للفيلم القصة الحقيقية والكاملة كما هي. أعتقد أن كل البشر لديهم الحق في معرفة قصة تلك الحفرة”.
الفيلم لا يحاول إضفاء الطابع الإنساني على صدام حسين ونظامه بل يسرد فترة اختفائه حتى ليلة القبض عليه
أقنع هلكوت مصطفى الفلاح علاء نامق بسرد قصته لأول مرة في هذا الفيلم الوثائقي المذهل، وكان إنتاجه بالضرورة محاطا بالكثير من السرية لدرجة أنه حتى طاقم العمل لم يكن يعرف الموضوع الحقيقي للفيلم الذي كانوا يصنعونه. استغرق مصطفى وقتا طويلا لتعقب نامق. حاول صحافيون آخرون الحصول على القصة كاملة، لكن نامق شعر بالراحة في التحدث إلى مصطفى أمام الكاميرا. لم يناقش فقط تفاصيل حفر الحفرة وأيامه مع الدكتاتور، ولكن أيضا اعتقاله في سجن أبوغريب.
يكشف هلكوت البداية حين قال “في البداية، كان لديّ سؤال حقيقي واحد فقط. أردت أن أعرف من صنع الحفرة. لأنه بالنسبة إليّ، يمكن لشخص واحد فقط أن يروي هذه القصة وهو الشخص الذي صنع الحفرة”. ويستكمل حديثه “في اليوم الثالث، كنا نتشاجر لأنني كردي هارب من العراق بسبب نظام صدام حسين وسلطته، بينما كان علاء ينظر إلى صدام حسين على أنه رئيسه وقدوته. تشاجرنا وكان أيضا خائفا جدا من كيفية ظهور صورة صدام حسين. لكن في النهاية، فهم أنني لا أنظر إلى صدام حسين، الرئيس السابق. أنا أبحث عن القصة وراء الحفرة”.
نجح هلكوت في إقناع علاء بالامتناع عن بيع قصته لصحيفة أو برنامج إخباري تلفزيوني. وبدأ العمل الشاق الحقيقي الذي أمضى خلاله المخرج الآلاف من الساعات في التحقق المكثف من صحة كل ما قاله له نامق، والتحقق من معلومات أكثر من 3000 وثيقة مؤرشفة. وبمجرد الانتهاء من ذلك، سعى المخرج للحصول على التمويل، بعدها سافر أخيرا إلى العراق لتصوير الفيلم بالقرب من مزرعة نامق الفعلية في تكريت، وتكررت زياراته بما يقارب 24 مرة.
ويعلق على تلك الجولات قائلا “ربما كان هذا هو الجزء الأكثر رعبا في العملية برمتها، لأننا أردنا التصوير بالقرب من مزرعة علاء الفعلية، لكن داعش استولى على المنطقة في عام 2014. الجميع يتذكر تلك الصور الرهيبة لقطع الرؤوس، ولم أرغب في المخاطرة بحياة أيّ شخص لمجرد أننا أردنا صنع فيلم وثائقي”. إضافة إلى ذلك، كان المخرج مصمما على إبقاء المشروع طي الكتمان.
”إخفاء صدام حسين” هو فيلم وثائقي مقنع يقدم زاوية فريدة حول حدث تاريخي مهم. وبدلا من التركيز على المطاردة السياسية والعسكرية لصدام، فإنه يروي قصة علاء نامق، المزارع الذي قام بإخفاء صدام لمدة ثمانية أشهر. مزيج من إعادة التمثيل واللقطات الأرشيفية يبقي المشاهد مشدودا. كما يسلط الضوء على الرموز الثقافية والأخلاقية التي أثرت على أفعال علاء نامق.
الفيلم بلا طابع سياسي
متابعة الفيلم تظهر كيف يمكن تشكيل التاريخ من قبل أفراد غير متوقعين وتبيان خياراتهم. بشكل عام، “إخفاء صدام حسين” فرصة رائعة لأيّ شخص مهتم بالفروق الدقيقة في السلوك البشري في ظل ظروف غير عادية. وكيف نجح الفلاح التكريتي الذي أبقى الدكتاتور صدام حسين مختبئا خلال حرب العراق.
لم يفكر علاء نامق في شيء آخر غير الصداقة والفخر. بالكاد ينام ولمدة أشهر متتالية، يتنقل بين مخبأ صدام ومن ثم منزله مع زوجته وأطفاله الثلاثة على بعد 700 متر. يقول المخرج، إن الأهم بالنسبة إليه هو أن “هذا ليس فيلما سياسيا إنما هو قصة عن فلاح جاء من طريق الصدفة ليكون الشخص الذي أخفى صدام حسين، حاولت خلاله أن أحكي القصة من منظور إنساني العلاقة بين الفلاح والرئيس”.
المخرج هلكوت مصطفى لا يتعمق في الأيديولوجيا أو السياسة على الإطلاق، بالرغم من أنه عانى اضطهاد صدام حسين وأجبر على مغادرة العراق، لكنه لم يجعل الفيلم عن حاكم دكتاتور هارب وجنود الاحتلال تطارده ويحتمي في مزرعة بحماية فلاح تناسى جرائمه وبطشه وقسوته. بهذه الطريقة، قد يظهر علاء نامق على أنه ساذج بعض الشيء، ويبرر ذلك بأنه فلاح وراعي غنم وليس له علاقة بالسياسة، ولكنه شخص حقيقي ينقذ مواطنا من قوات غازية. وبالمثل، يظهر الرئيس الهارب كشخص متواضع وبسيط إلى حد ما. إنه يتحمل سقوط بلاده، ويتفاعل مع موت أبنائه على يد القوات الأميركية حين يجهش بالبكاء ويواسية الفلاح علاء نامق.
الفيلم لا يحاول إضفاء الطابع الإنساني على صدام حسين ونظامه بل يسرد فترة اختفائه حتى ليلة القبض عليه
ربما هناك نقطة مهمة، في الحقيقة أن الفيلم ليس مدفوعا بالإدانة المتوقعة. ولكن هل قال علاء نامق شهادته بصدق؟ أم مازال مهددا ويخشى الانتقام؟ شكوك كثيرة حول ذلك لاسيما بعد قيس النامق وشقيقه علاء المتهمان بالوشاية بصدام حسين وقبضهما مبلغ 25 مليون دولار من الجيش الأميركي مقابل تسليمهما صدام، لكن، هذه جزئية لا يتطرق إليها الفيلم، مكتفيا بإلقاء اللوم على الضابط محمد إبراهيم رئيس جهاز الأمن الخاص لصدام، واعتباره من يتحمل مسؤولية إرشاد الأميركيين إلى المزرعة.
وعلق علاء نامق على قبوله المشاركة في الفيلم وعن الدافع وراء تصوير الفيلم الوثائقي بعد مرور 20 عاما هو أن يحكي تفاصيل القصة، وأن يقول الحقيقة وراء الحفرة كما أنه رد على الافتراءات والأكاذيب التي تم اختلاقها، وأن يضع حدا للاتهامات والضغوط التي طالته، حتى إن كلفه الأمر حياته في سبيل الحفاظ على أسرته وإخوته وأبنائه، ويكون لهم مستقبل أفضل، كذلك كي تتوقف الاتهامات التي تلاحقه هو وأبناؤه بوصفه الخائن وأبناء الخائن، مضيفا “كان محتما أن أقول الحقيقة، وجاءت الآن الفرصة المناسبة من خلال الفيلم الوثائقي”.
تم خطف أخيه لمدة 33 يوما، إضافة إلى محاولات طالته لخطفه واغتياله مرات عدة، مؤكدا أن هذه الأحداث المأسوية التي عاشها مع أسرته كانت هي الأخرى من أسباب تصوير الفيلم لإظهار الحقيقة، وقد قال الكثير من المحللين والمراقبين إن عملية اعتقال صدام حسين لم تكن مفاجئة، وذلك بسبب تخلّي كل الأطراف وكل المقربين منه حتى من عائلته وعشيرته عنه.
“هل ستبيعني؟”، يسأل الرئيس السابق عندما سلّمه علاء نامق صحيفة ذات يوم، حيث تم ذكر مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدل على مكان صدام حسين. يبتسم المزارع مرة أخرى “أعتقد أنني سأنتظر حتى يرتفع السعر أكثر قليلا”، إنها قصة صداقة بين حاكم دكتاتور وفلاح مذعور والذي يحمل حياته بين يديه. في حين لا يرى الجميع أنه وسام نبل لإظهار هذا النوع من الولاء لدكتاتور بغيض مثل صدام حسين.
يركز الثلث الأخير من الفيلم على لقطات الحرب والتلفزيون، مثل كلمة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أعطى صدام إنذارا نهائيا لتسليمه نفسه، وكذلك عرض الحاكم الإداري بول بريمر مكافأة قدرها 25 مليون دولار أميركي لأيّ شخص لديه معلومات تؤدي إلى القبض على صدام، وأخيرا المؤتمر الصحفي لحظة إعلان القبض على صدام حسين. كما نرى الصور المزعجة للتعذيب في سجن أبوغريب، حين احتجز علاء لمدة سبعة أشهر. وقيام جنود الاحتلال الأميركي بالتعذيب الجسدي والنفسي المروع وإهانة السجناء العراقيين، والتقاط صور السيلفي وهم مبتسمون والمعتقلون عراة ورؤوسهم مغطاة بأكياس سوداء.
فيلم “إخفاء صدام حسين” لا يحاول إضفاء الطابع الإنساني على صدام حسين نظامه، بل يسرد فترة اختفائه حتى ليلة القبض عليه. إذا كانت هناك مشكلة في الفيلم، فقد تكون حيادية المخرج هلكوت مصطفى الذي لا يتعمق في الأيديولوجيا أو السياسة على الإطلاق أو حتى الفوضى التي رافقت اجتياح القوات الأميركية الغازية وما رافقها من قتل واغتيالات وتصفية للعلماء وضباط الجيش العراقي السابق والشخصيات الوطنية، بالرغم من أن المخرج عانى اضطهاد صدام حسين للأكراد مما أرغمه على الفرار من العراق، فإنه يتناسى جرائمه وبطشه وقسوته.
في شهادته ذكر علاء نامق أن الأميركان عرضوا على الرئيس السابق صدام حسين التفاوض والرجوع إلى السلطة من خلال رسالة حملها له مرافقه محمد إبراهيم، وهذه حكاية مختلقة وغير قابلة للتصديق وتخالف خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش قبل غزو العراق الذي افتتح المخرج مصطفى هلكوت فيلمه “على صدام وأبنائه مغادرة العراق”.
بالاستناد إلى العديد من المصادر والتحقيقات، عن مفاوضات سرية بين جنرالات وقادة أميركيين مع صدام حسين خلال فترة اعتقاله من قبل عناصر الاستخبارات الأميركية وليس قبل اعتقاله. وفي جديد تفاصيل الحقبة الأخيرة من حياته قبل اعتقاله، وحسب ادعاء خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع سابقا عن الرئيس الراحل، وعلى مدى أربع حلقات من برنامج “الذاكرة السياسية” والذي بث عبر قناة “العربية”، وكشف أن الإدارة الأميركية قدمت عرضا لصدام حسين مقابل إطلاق سراحه واعتزاله السياسة، وهو أن يكتب رسالة للشعب العراقي يطلب فيها وقف القتال والتفاوض مع القوات الأميركية، مقابل ذلك يطلق سراحه فورا إلى خارج العراق، وأكدوا عليه ألاّ يحمل همّ الأمور المالية والمعيشية لأنهم أجروا اتصالا بالخزينة العراقية. ومن الشروط ألاّ يكتب مذكراته وأن يعتزل السياسة، ولا يلتقي أحدا.