تونس تستكشف مناخ الأعمال في البرازيل

تسعى تونس في إطار سياسة الانفتاح التي اتخذها الرئيس قيس سعيد إلى تنويع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع مختلف الأقطاب الفاعلة إقليميا ودوليا مع تطوير مناخ الأعمال ودفع الاستثمار، وهو ما يتطلع وزير الخارجية نبيل عمار إلى تحقيقه في زيارته إلى البرازيل.
تونس - يؤدّي نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج زيارة عمل رسميّة إلى البرازيل لمدة ثلاثة أيام بدعوة من نظيره البرازيلي ماورو فييرا، في خطوة يرى مراقبون أنها ستمثل فرصة استكشافية للخارجية التونسية لبحث مناخ الأعمال.
وترى أوساط سياسية أن الزيارة ستكون مناسبة لعقد جلسة عمل مع وزير العلاقات الخارجية البرازيلي لتناول واقع وآفاق علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تطويرها، فضلا عن التشاور بخصوص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وذكر بيان للخارجية التونسية أن الزيارة ستمكّن من إمضاء مذكرة تفاهم في مجال التعاون الدبلوماسي بين الوزارتين.
وسيكون نبيل عمار مرفوقا بوفد يمثل الهياكل الرسمية التونسية المسؤولة عن قطاعات الأدوية والفوسفات، بالإضافة إلى الجمارك ووفد من رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في مجالات مختلفة يقوده سمير ماجول، رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
وأضاف البيان أن وزير الشؤون الخارجية التونسي سيترأس خلال هذه الزيارة أشغال المنتدى الاقتصادي التونسي – البرازيلي الذي تنظمه غرفة التجارة العربية البرازيلية بالتعاون مع مجلس الأعمال التونسي البرازيلي، فضلا عن تدشين المكتب التجاري والقنصلي التونسي بمقرّ غرفة التجارة العربية البرازيلية بمدينة ساوباولو والالتقاء بهذه المناسبة بمجموعة من التونسيين المقيمين بهذه المدينة.
وبحسب الوزارة، فقد بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين خلال العام 2023 "490 مليون دولار أميركي". وأوضحت أن "أهم المواد المصدّرة إلى البرازيل تمثلت في المواد الكيميائية والفوسفات وزيت الزيتون والتمور والآلات الكهربائية، في حين شكّلت القهوة والسكر والصودا أهم المواد المورّدة من البرازيل".
ووفق الخارجية التونسية، تم إرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956، والتوقيع عام 1990 في العاصمة برازيليا على الاتفاق المُنشئ للجنة المشتركة التونسية – البرازيلية التي عقدت دورتها الثالثة بالمدينة في السابع والعشرين والثامن والعشرين من أبريل 2017.
كما وقّع البلدان سنة 2001، بروتوكول اتفاق لإجراء مشاورات سياسية بين البلدين. وفي هذا الإطار، تم عقد الدورة الرابعة للمشاورات السياسية عبر تقنية الفيديو عن بعد في الثاني والعشرين من أبريل 2022.
وقال الناشط السياسي نبيل الرابحي إن “السياسة الجديدة لتونس هي الانفتاح على الأقطاب الصناعية في العالم خصوصا بعد الشروط المجحفة التي طلبها صندوق النقد الدولي لإقراضها، والبرازيل هي عضو مؤسس في مجموعة بريكس". وأكد في تصريح لـ"العرب" أن "البرازيل أول منتج للأعلاف في العالم وتونس الآن تعيش أزمة في توفير الأعلاف للمزارعين، كما ستكون الزيارة فرصة لتبادل الخبرات في عدة مجالات وأهمها الخبرات الزراعية".
وسبق أن كشف أمين عام الغرفة التجارية العربية البرازيلية تامر منصور عن رغبة السوق البرازيلية في استئناف توريد الفوسفات من تونس في ظل بلوغ حجم التبادل التجاري بين تونس والبرازيل 1395 مليون دينار خلال سنة 2022.
وعبر منصور عن استعادة السوق التونسية خلال لقاء عقده بتونس مع رئيس مدير عام مركز النهوض بالصّادرات مراد بن حسين بحضور الوزير المستشار بسفارة البرازيل بتونس قيصر أروجو والممثل عن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج حمّادي اللواتي.
وشدد على استعداد الغرفة للتنسيق مع المركز والجهات التونسيّة المعنيّة لتنظيم زيارة إلى تونس لفائدة ممثلي التعاونيّات الزراعية البرازيليّة لاستكشاف فرص التعاون بين الجانبين خاصّة في مجال الأسمدة ومشتقات الفوسفات الذي يتزايد عليه الطلب بالبرازيل.
ويتضمن التبادل التجاري لتونس مع البرازيل 1145 مليون دينار على شكل واردات و250 مليون دينار من الصادرات علما وأن الصادرات التونسية نحو هذه السوق سجلت تطورا بنسبة 141 في المئة متأثرة بتحسن صادرات الفوسفات.
وأفاد أستاذ الاقتصاد رضا الشكندالي بأن “تونس لديها عجز تجاري مع دول البريكس، ومن المهم في إطار العلاقات مع البرازيل جلب المستثمرين البرازليين إلى تونس في إطار رؤية واضحة لتوسيع الشراكة". وأضاف لـ"العرب"، "أفضل ما يمكن الاستفادة منه هو تأسيس شركات تصدير في تونس لدفع التعاون التجاري بين البلدين".
وتحاول تونس، بحسب المتابعين، الحفاظ على علاقاتها مع شركائها التقليديين (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، وتسعى في نفس الوقت إلى الانفتاح على دول أخرى تربطها بها علاقات تاريخية.