الرئيس التونسي يدعو إلى يقظة أمنية تقطع الطريق على محاولات زعزعة الاستقرار "لغايات انتخابية"

قيس سعيد يؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود بهدف التصدّي لكلّ أنواع الجريمة في ظلّ الاحترام الكامل للحقوق وللحريات ولكرامة الذات البشريّة.
السبت 2024/06/08
رقابة مستمرة

تونس - دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى زيادة درجة اليقظة والانتباه في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد، من أجل قطع الطريق على كل محاولات زعزعة الاستقرار في البلاد، واستهداف الاستحقاق الانتخابي الرئاسي المرتقب.

وترى أوساط سياسية، أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها بين شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، من الطبيعي جدا أن يتصاعد منسوب المخاطر الأمنية والسياسية والاجتماعية، التي قد تؤثر على الوضع العام في البلاد. 

وحسب تلك الأوساط، لا تقتصر الأزمات على الجانب المحلي بل تسعى أطراف خارجية إلى تغذيتها عبر ترويج الشائعات والأخبار الزائفة في مسعى للتشويش على المسار، في وقت يؤكد فيه الرئيس سعيد على الاهتمام بمختلف ولعب الدولة لدورها الاجتماعي.

وأكد الرئيس التونسي، خلال لقائه، الخميس بقصر قرطاج خالد النوري وزير الداخلية وسفيان بالصادق كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني، على ضرورة مضاعفة الجهود بهدف التصدّي لكلّ أنواع الجريمة في ظلّ الاحترام الكامل للحقوق وللحريات ولكرامة الذات البشريّة.

فريد العليبي: هناك قوة بيروقراطية تعمل على تأجيج الأوضاع في تونس
فريد العليبي: هناك قوة بيروقراطية تعمل على تأجيج الأوضاع في تونس

وتعرّض قيس سعيد إلى عدد من الأحداث التي عرفتها تونس خلال المدة الأخيرة داعيا إلى مزيد اليقظة وتحميل المسؤولية كاملة لمن يقف وراءها بهدف افتعال الأزمات، فعدد من هذه الأحداث لا هي طبيعية ولا هي بريئة والهدف منها زعزعة الاستقرار وبثّ الفوضى لغايات انتخابية مفضوحة.

كما شدد قيس سعيد، على أن يتم اختيار المسؤولين في المستوى الوطني وفي المستويين الجهوي والمحلي على أساس الولاء لتونس وحدها وعلى أساس الشعور المفعم بالمسؤولية، هذا فضلا عن الاستقامة والبذل غير المحدود.

ويقول مراقبون، لقد تصاعدت في الآونة الأخيرة، أصوات تسعى للتشكيك في نزاهة الانتخابات المنتظرة، والزعم بعدم وجود حرية من أجل إرباك المسار الذي يتبناه الرئيس.

وأفاد المتخصص في العلوم السياسية فريد العليبي، “هناك دعوة للتعامل بحزم مع محاولات زعزعة الاستقرار التي لها صلة بالانتخابات والحملات المبكرة الجارية في تونس حاليا مع أن موعدها لم يتحدّد بعد”.

وأضاف لـ”العرب”، “لاحظنا إثارة الشائعات التي ترافقها بعض المواقع والصحف الخارجية مثل إثارة مشكلات في المجال الرياضي، فضلا عن مشكلة العطش وتوفير الماء الصالح للشرب لعموم التونسيين، وهناك قوة بيروقراطية تعمل على تأجيج الأوضاع، إلى جانب حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، والزيادة في أسعار المواد الغذائية لخلق توتر بين الشعب والسلطة”.

وأشار فريد العليبي إلى أن “كل تلك المحاولات يتم استثمارها سياسيا في علاقة بالانتخابات الرئاسية القادمة”.

وتؤرق الحرائق التي يتزامن اندلاعها مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة والتي تشمل أساسا الغابات والمحاصيل الزراعية والعلفية، المزارعين، حيث أكد المتحدث باسم الحماية المدنيّة معز تريعة أن مجموع الحرائق خلال شهر مايو الماضي بلغت أكثر من 751 حريقا، من ضمنها 56 تدخل غابات وأعشاب، و14 تدخل محاصيل زراعية.

الرئيس التونسي يكرر أن هناك لوبيات تعمل على التنكيل بالتونسيين عبر افتعال الأزمات في علاقة بالمواد الغذائية مثل الحليب بهدف تأجيج الأوضاع الاجتماعية

ويكرر الرئيس التونسي أن هناك لوبيات تعمل على التنكيل بالتونسيين عبر افتعال الأزمات في علاقة بالمواد الغذائية مثل الحليب بهدف تأجيج الأوضاع الاجتماعية.

وكما يؤكد دائما أن الدولة ستتصدى بقوة القانون لكل من يسعى إلى تجويع التونسيين عبر افتعال الأزمات التي طالت عديد المواد كالأدوية والحليب والقهوة والسكر والأرز.

وأكد المحلل السياسي نبيل الرابحي أنه “عندما تكون هناك فترة انتخابية، من الطبيعي جدا أن ترافقها زيادة في مستوى اليقظة الأمنية تحسبا لكل المخاطر، وهذا قائم في كل بلدان العالم وليس حكرا على تونس”.

وقال في تصريح لـ”العرب”، ” هناك من يسعى لافتعال الأزمات بخلق الفوضى والانسياق وراء الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي كل الميادين مثل الرياضة والتعليم، وحتى بخصوص المواد الغذائية الأساسية لإدخال البلبلة وإرباك مسار 25 يوليو 2021″.

وفي مايو الماضي، نفت السلطات التونسية ما نشرته وسائل إعلام فرنسية بشأن وجود عناصر من مجموعة فاغنر في جزيرة جربة أو نزول مقاتلات روسية في مطارها وذلك بعد أيام من نفي مماثل من قبل السفارة الروسية في ليبيا فيما تثير العلاقات التونسية الروسية مخاوف الغرب.

واعتبرت السفارة التونسية في باريس أن ما نشرته القناة الإخبارية الفرنسية “ال سي إي ” في برنامج “24 ساعة بوجاداس” من “ادعاءات” بشأن وجود عناصر من مجموعة “فاغنر” بجزيرة جربة هو أمر غير صحيح.

بدوره، قال الناشط السياسي مصطفى بن أحمد، “هناك يقظة أمنية ورقابة كاملة من خلال ما نلاحظه يوميا، لكن الواقع الحالي منتج للأزمات والدولة عليها أن تجد حلولا لذلك”.

وأضاف لـ”العرب”، أن “الأزمات لا تحلّ إلا بالوسائل السياسية، ولقاء الرئيس بوزير الداخلية يتكرر دائما في إطار الوقوف على واقع الوضع الأمني”.

4