الكاتبة المصرية رشا سمير: أعمالي تحمل هموم الإنسان بعيدا عن المسميات

تعتبر الكاتبة المصرية رشا سمير متنوعة التجربة الأدبية، إذ كتبت في القصة والرواية وحتى المقالة الصحفية، ولكنها في كل ما كتبته وتكتبه تضع وعيها في الصدارة، منه تنطلق لتخاطب قارئها الذي تحترمه وتضعه في اعتبارها بشكل كبير، وهو ما جعل الدراما تقتبس من أدبها مسلسلا جديدا. “العرب” كان لها هذا الحوار مع الكاتبة عن الأدب ورؤاها حوله.
الدكتورة رشا سمير، طبيبة أسنان وروائية وكاتبة صحفية صدرت لها ست مجموعات قصصية وأربع روايات، تعاقدت على تحويل إحدى رواياتها لمسلسل ضخم من إنتاج أم.بي.سي وهي رواية “جواري العشق”، ولها عمود أسبوعي في جريدة “الفجر” كما تتولى إدارة صالون إحسان عبدالقدوس.
حددت حلمها منذ الطفولة مثلما يحدث في اليابان، حيث يجعلون الأطفال يكتبون أحلامهم في سن صغيرة ولا تمر السنوات إلا وقد حققوها، هكذا فعلت سمير، كانت توقع الأوتوغراف لزميلاتها بالمدرسة “الطبيبة الأديبة”، لتلتحق بعد الثانوية العامة بكلية طب الأسنان وتصدر أعمالا أدبية هامة، ويكون لها نشاط ثقافي ليس على مستوى بلدها فحسب، ولكن يتخطى ذلك إلى بلدان العالم.
قضايا الكتابة
نبدأ مع سمير من مرحلة الطفولة، ونسألها من الذي حبَّب إليها القراءة؟ وإن كانت شغفا فطريا أم أن هناك شخصا داعما وراء هذه المحبة للقراءة؟ تقول “أمي ثم أمي ثم أمي، أمي قارئة عظيمة قرأت من الأدب المصري والعربي وحتى الصيني والياباني. الكتب في بيتنا كانت من الأرض إلى السقف، حتى أني ظننت أن الكتب في بيتنا أكثر من الكتب في المكتبة. ومعرض الكتاب كان حدثا سنويا لا نفوّته، فأنا تربيت في بيئة ثقافية تدعم وتشجع على القراءة، ففي سن الرابعة والخامسة سنوات كنت أقرا ‘المكتبة الخضراء’. كانت أمي في البداية تقرأ لنا ثم طلبت منا أن نقرأ، وحينما وصلت إلى سن المراهقة بدأت أقرأ لإحسان عبدالقدوس، وكانت أول رواية طويلة أقرأها ‘أنا حرة'”.
حول الرابط بين رواية “أنا حرة” لإحسان عبدالقدوس ورواية “جواري العشق” لرشا سمير تقول الأخيرة “لقد قمت بعمل الرابط بنفسك، فكرة ‘جواري العشق’ هي فكرة الحرية ففي عمر 13 و14 سنة فهمت هذا المعنى من ‘أنا حرة’ فهمت من أمي أن معنى الحرية ليس أن تعمل شيئا أو خطأ مطلقا بلا رادع أو حدود، ولكن الحرية أن يكون عندك مبدأ، أن يكون عندك هدف، وبدأت أدافع عن قضايا أرى أنها مهمة. وكما قال الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس ‘لا يوجد ما يسمى بالحرية وأكثرنا حرية هو عبد للمبادئ التي يؤمن بها، فاعرف مبادئك تجد حريتك'”.
وتضيف “النساء على مر العصور يبحثن عن الحرية، وظلت هذه الفكرة في عقلي حتى كتبت ‘جواري العشق’ وأردت أن أوضح أن الحرية كانت، ولا تزال، وستظل دائما، هي الإرادة والمبدأ وليست الانحلال. وهذا ما عالجه الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، وهذا أيضا يفسر ما أردت الإشارة إليه في ‘جواري العشقّ’، فالمرأة حين تقع في براثن رجل يتحكم فيها تصبح جارية في بلاط عشقه وليست امرأة حرة”.
نفهم من حديث سمير أنها تطرح دائما معنى الحرية المسؤولة وليست الحرية بالمعنى الذي يهاجمه البعض متصورين أنها الانحلال؟ تعلق الكاتبة “المشكلة ليست في الأشخاص التي تهاجم ولكن المشكلة في مفهوم الحرية عند البنات والشباب الصغير. فكما تعلمنا حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، لكن بعض الناس تسيء استخدامها فتجد من يركن صفا ثانيا في الشارع، على سبيل المثال. وكما ذكرتِ كلمة مهمة ‘الحرية المسؤولة’ فالإنسان معها مسؤول عن تصرفاته ومبادئه ويحدد لنفسه طريقا يتصدى لكل ما يراه خاطئا ويرفع فيه من شأن ما يراه صحيحا. وخطأ فهم المعنى الصحيح للحرية هو عدم وجود التوجيه الصحيح والذي تقع مسؤوليته على عاتق الأم والأب والأسرة والمجتمع”.
الأدب العربي اليوم مطالب بأن يكون جسرا مهما وممتدا للتواصل وسحق الفوارق بين مختلف البلدان العربية
الحرية هي إحدى قضايا المرأة التي كتبت عنها سمير، ولكنها تهتم بقضايا المرأة في العموم، وحول تلك القضايا التي تتناولها في أعمالها، تقول “قضية أخرى تناولتها في ‘سألقاك هناك’، وهي قضية العنف ضد المرأة، صحيح أن الرواية تدور في أصفهان في إيران، ولكن هذه قضية عامة تمس المرأة في كل دول العالم، فدعيني أقول إنها قضية المرأة الإنسانة في كل مكان تواجه كل الصعوبات والتحديات. فبداية الرواية تتعرض والدة البطلة لعنف جسدي، ثم تتعرض هي نفسها لعنف إنساني، وظلت عاجزة عن الخروج من دائرة العنف تلك طوال سنوات حتى قابلت القدوة واستطاعت أن تكمل في الطريق الذي عجزت عنه والدتها”.
وتضيف “القضية الثانية قضية المراهقات تناولتها في رواية ‘بنات في حكايات’ وهي أول رواية طويلة لي، وهي تلقي الضوء على هذه الفترة العمرية التي لا تلقى الكثير من الاهتمام والدعم النفسي وفهم قضاياها ومشاكلها بالشكل المناسب، ويرتكز الاهتمام على الفسح والرحلات وبالتالي فالمراهق غير حاضر في المجتمع مما يجعله يبحث لنفسه عن هوية وعما يفتقده، لتكون رحلته مع الميديا، المخدرات، وأصدقاء السوء، فالرواية مبنية على قصص حقيقية من خلال صديقات ابنتي، وبنات صديقاتي، وأرى أنه يجب على الأسرة أن تولي أبناءها في هذه السن كل الاهتمام بدلا من أن يبحثوا عن شخص غيرنا يقدم لهم هذا الدعم”.
نسأل سمير ما وجه الشبه بين بطلات رواياتها وبطلة رواية “أنا حرة” على سبيل المثال؟، لتجيبنا “وجه الشبه هو محاولتهن أن يجدن أنفسهن وأن يجدن حريتهن، ففي ‘أنا حرة’ المرأة تسعى لحريتها وتحصل على جزء ثم تبحث عن المزيد من الحرية. وفي ‘جواري العشق’ البطلات الثلاث كن يبحثن عن هويتهن وحريتهن، منهن من نجحت في أن تنال حريتها ومنهن من فشلت في الوصول إليها، وكانت ‘قمر’ هي التي نجحت في الحصول على الحرية لأنها فهمتها ولأنها كانت تبحث عما أسميتِه ‘الحرية المسؤولة’. ولكن مَن أتى بعدها من نسلها وهما ‘مهشيد’ و’أيسل’ اللتان فهمتا الحرية بشكل خاطئ وكل منهما وقعت في غرام رجل تصورت أنه الخلاص ولكنها أصبحت جارية في بلاط الرجل الذي أحبته”.
الكتاب والعالم الرقمي
بين كل رواية ورواية للكاتبة رشا سمير ثلاث سنوات، من الواضح أنها تراجع أعمالها جيدا قبل النشر وهذا يدل على إخلاصها لما تقدمه، عن كواليس الكتابة والتحضير لها تقول “أشكرك على كلمة الإخلاص لما أكتب، أعجبتني بشدة، فعلا الرواية تستغرق معي من ثلاث سنوات إلى ثلاث سنوات ونصف، ولو حامل كنت أنجبت مرتين لكن – وهذا ليس شعارات- أنا أحترم قارئي جدا، وأحترم أن قارئ رشا سمير هو من صنع اسمها وليس أي شيء آخر وهذا فضل من الله طبعا”.
تقول سمير “القارئ هو من يدفع الكاتبة ويشجعها ولذلك فهو يستحق أن تحترميه، وربما لأن أغلب رواياتي بها جزء تاريخي، ما عدا ‘للقلب مرسى أخير’ ليست تاريخا ولكنها جغرافيا تدور في عدة دول، وكل دولة لها معالمها، أغلب الدول التي زُرتها لم أكتب عنها وأغلب الدول التي لم أزرها كتبت عنها وأشعر أنه تحدٍّ كبير ولكني أبحث جيدا وأدقق في التفاصيل قبل أن أكتب، حتى أن بعض الناس ظنوا أنني إيرانية أو على الأقل زُرتها والحقيقة أني لم أزر إيران ولو لمرة واحدة”.
وتتابع “في رواية ‘للقلب مرسى أخير’ هناك قارئ قال لي هذا المطعم في نيويورك الذي ذكرته في الرواية هل زُرته؟ وحين نفيت ذلك، أبدى دهشته وقال: كأنك تصفينه وأنت جالسة فيه، وأنا أشعر أن هذا هو التحدي. سبب آخر وهو أنني كسولة بعض الشيء، فأنا أعمل ولديّ عيادة أسنان وأم، وأدير صالون إحسان عبدالقدوس ولي مقالي الأسبوعي بجريدة الفجر. وليس عندي روتين معين لوقت ثابت للكتابة يوميا، ولكن غالبا أكتب صباحا، فنجان القهوة أساسي إلا أنني لا أكتب على صوت فيروز الجميل لأنني أفضل الهدوء. كما أنني أعيد وأراجع ما أكتبه عدة مرات، فأحيانا أكتب عن مكان ما ثم أزوره فأعيد كتابة ما كتبته عنه أو أكتب عن شخص أو مهنة ثم أقابله”.
الأغلفة مهمة جدا بالنسبة إلى الكاتبة، نسأل الكاتبة إن كانت موافقتها على الغلاف تستغرق وقتا، لتقول “أنا برج الجدي ومعروف عن برج الجدي أنه مصمم ودقيق جدا، لذا فأنا أهتم بالعنوان والغلاف لأنه جزء مهم في جذب القارئ لشراء الكتاب خاصة في البداية حتى يُعرف الكاتب ويكون له قراء ينتظرون كتبه. فمثلا ‘سألقاك هناك’ كنت أرى الغلاف من قبل تصميمه والحقيقة المصمم الشاب عمرو كفراوي عندما جلسنا سويا لمناقشة فكرة الغلاف قلت له تصوري ونفذه كما تصورته بالضبط. أما ‘جواري العشق’ لنفس المصمم وبعد عدة أغلفة بأفكار لم تعجبني وصلت لتصميم الغلاف الحالي، وكان هناك اقتراح لتغيير اسم الرواية ولكني صممت على الاسم بعكس ‘سألقاك هناك’ وافقت على تغييره. والحقيقة أن الناشر كان متعاونا جدا، وبالفعل الغلاف والاسم كانا سببا في مبيعات كثيرة”.
حين سُئل الكاتب الكبير نجيب محفوظ هل تضع جزءا منك في إحدى رواياتك، أشار إلى أنه بالفعل كان كمال في الثلاثية، نسأل سمير إن كانت تضع في رواياتها جزءا منها، لتجيب “لا أعتقد أنه هناك كاتبا لم يضع جزءا منه أو كتبا عن جزء من تجربته الشخصية ولو من خلال الإسقاط دون أن يدري”.
طلبنا منها أمثلة عن ذلك، تقول “أنا كنت أرى نفسي في ‘قمر’ في ‘جواري العشق’ لأن قمر هي سيدة قوية جدا رغم أن ظروفها فرضت عليها أن تصبح جارية، ورغم ذلك كان عندها قوة ونظرة كبرياء، إلا أنها كانت مصممه أن تصبح قوية، كما أن لديها هدفا وأنا كذلك عندي هدف وأسعى إليه، ولا أَمَلّ من قول كلمة حق ولا أملّ أدافع عن هدفي حتى أصل له”.
وتضيف “أرى نفسي في فريدة في ‘بنات وحكايات’ فهي مدرّسة الرسم التي احتوت طالباتها في المدرسة، فسمعتهن وتفهمت مشاكلهن واستطاعت مساعدتهن في حل تلك المشاكل، وهذا بالفعل ما مررت به مع ابنتي وأصحابها وأصحابي أنا شخصيا وبناتهم فدائما ما كانوا يأتون ليحكوا لي. وفيّ جزء من نهاد في ‘للقلب مرسي أخير'”.
وعن رأيها حول دخول الذكاء الاصطناعي في الكتابة، إذ أصبحت هناك تطبيقات تساعد في تطوير الكتابة، تقول “أكيد سمعت بذلك ولكني لم أجربه، ومنه من يقوم بمراجعة النص، أن تملي عليه ويكتب ويصحح ما أمليته. أنا حتى وقت قريب كنت أكتب ورقي وبعد فترة من نشر الأعمال”.
وإن كان يمكنها استخدام تلك التطبيقات مستقبلا تقول “أظنها ستشتتني، أنا أحب الكتابة في هدوء دون وجود مشتتات، فأتوقع أن استخدامها لن يساعدني على تجميع أفكاري. وربما ألجأ له في يوم من الأيام”.
نسألها عن الكتابة الورقية قبل أن تبدأ في الكتابة مباشرة على اللاب توب، لتوضح “ما كتبته ورقيا هو ما كتبته قديما المجموعات القصصية التي قدمتها للهيئة المصرية العامة للكتاب وعندي المسودات القديمة مازلت محتفظة بها. ففي بداية كتاباتي لم يكن لدى كل كاتب لاب توب، ولم يكن قد ظهر بعد، فكنا نكتب ونرسل لمكتب آلة كاتبة يكتب ويرجع لي وأصحح له وكانت عملية تستغرق الكثير من الوقت، فالمجموعات القصصية الأولى كلها حتى ‘يعني إيه راجل؟’. أما كل الروايات فقد كتبتها على اللاب توب، كما أنه سهل في التعديل”.
في ظل وجود الكتب الإلكترونية وقارئات الحبر الإلكتروني والكتب الصوتية، نسأل الكاتبة هل ترى أن الكتاب الورقي سيظل له بريقه أم أنه سيندثر؟ تجيبنا “طبعا في رأيي سيظل له بريقه ولن يندثر، عكس إذا سألتني عن الصحافة الورقية فسأقول الصحافة الورقية ستندثر في خلال ثلاث أو أربع سنوات، أما الكتب فأعتقد أن ذلك مستحيل، فجيلي وأجيال أخرى تحب الكتاب وتسعى للحصول على التوقيعات وأصنف كتب مكتبتي، فملمس الكتاب الورقي ورائحته لا يعوض”.
أما عن تأثير الكتاب المسموع على خيال القارئ، فتقول “في الأول كنت أتعجب كيف سأجعل شخصا يقرأ لي كتابا في أذني، وللحقيقة أنا لم أسمع كتابا صوتيا سوى ‘سألقاك هناك’ لأن شخصيات أخرى موجودة على ‘ستوري تل’ ومعمولة بشكل جيد. وأرى أنها أثرت بشكل جيد لأن بعض الكتاب لا يصف الشخصية ليترك للقارئ تخيل الشخصية وتخيل المكان، فجزء من متعة القراءة هو التخيل مما يجعلك تعيشين الأحداث وتشاركين متعة الكتابة. فالصوت والضوء مثلًا يحدثان لي تشتتا من كثرة تركيزي في الصوت والتعرف عليه (هذا الصوت سميحة أيوب، وهذا الصوت لبنى عبدالعزيز) فأشعر أنني أفقد جزءا من الخيال ورغم ذلك أفتح مجالا لأناس كثيرين للقراءة”.
وتضيف “ممكن لا أستمتع بأن يقرأ لي شخص الكتاب، ولكن هناك ناس ليس لديها وقت للقراءة فيقرأ/ تقرأ أثناء القيادة، قراءة أثناء أعمال المطبخ أو شخص كفيف، فبالطبع يكون شيئا مفيدا لهم”.
وعن مشروعها الأدبي الخاص بقضايا المرأة، تقول سمير “أكيد أحب أن أكتب عن القضايا التي تمس المرأة وهذا دور كل نساء العالم، والكتابة عن الأقليات والمرأة أقلية على فكرة، وسعيدة أنني أدافع عن المرأة وحقوقها وأن أكون صوتها، ولكن ليس هذا مشروعي الأساسي، فمثلا التاريخ أخذ من رواياتي الكثير (معبد للحب، حواديت عرافة) مجموعتي القصصية كان فيها تاريخ، ‘جواري العشق’ و’سألقاك هناك’ فيها تاريخ. وأعتبر نفسي من أوائل من كتب عن المماليك؛ فروايتي ‘جواري العشق’ صدرت عام 2014. لذلك أعتبر التاريخ جزءا ثانيا من مشروعي الأدبي”.
تجنبوا ملاحقة الشهر

نسألها إن كان لها تصور للفنانات الثلاث اللاتي يمكن أن تقمن بدور الثلاث نساء في “جواري العشق”؟، فتجيبنا “منة شلبي تصلح في دور قمر، وأرى أنها أقوى ممثلات جيلها، وأراها متمكنة وممثلة تقدم كل الأدوار. أيسل من الممكن أن تكون شخصية متمردة مثل جميلة عوض، وقد أخبرتها حين قابلتها أنها ممثلة جيدة”.
أما عن رأيها كقارئة مَن مِن الكتاب المعاصرين حريصة على قراءة كتبه فور صدورها، فتقر بأنه ربيع جابر، رغم أنها لم تلتقي به إلى الآن، وإن كانت تتمنى ذلك فهي تبحث عن رواياته القديمة، مبينة أن دار الساقي إصداراتها جميلة ودار الآداب لها تراجم كثيرة. وتتمنى لو تمكنت من محاورة إليف شافاك ولكنها لم تتمكن من محاورتها أو إخبارها عن رأيها. كما تمنت لو لاقت الراحلة رضوى عاشور. ذاكرة أن جبور دويهي الذي توفي مؤخرا، أجرت معه حورا وهو كاتب لبناني وحالة جميلة جدا.
أجرت سمير حوارات مع كتاب كبار من خلال مبادرتها “كاتبان وكتاب”، عن أهم تلك الشخصيات التي حاورتها، تقول “مبادرة ‘كاتبان وكتاب’ فكرة بدأت في فترة الحظر الصحي التي تعرضنا لها جميعا بسبب جائحة كورونا، ووجودنا في المنزل بعيدا عن الندوات واللقاءات، توقف صالون إحسان عبدالقدوس وقتها، فقررت أن أنقل شغفي بنشر الثقافة إلى لقاءات عبر المسافات على صفحتي الشخصية، ولأنني قارئة نهمة ولأنني أيضا من المؤمنين بأن الأدب العربي يجب أن يكون جسرا مهما للتواصل ولسحق الفوارق بين البلدان العربية. قررت أن أقوم باستضافة أحد الكتاب العرب بعد قراءة أغلب أعماله باستفاضة ومناقشته فيها في محاولة لتعريف القارئ بأعمال لها قيمة”.
الكاتبة مدافع شرس عن المرأة وتؤكد أن قضية المرأة الإنسانة في كل مكان تواجه كل الصعوبات والتحديات
وتضيف “فوجئت بنجاح المبادرة، وبشباب يتابعونها والأهم بمتابعين من كل الوطن العربي، وسعدت جدا بموافقة كبار الكتاب من حول العالم في المشاركة مثل الكاتب الفرنسي الشهير جيلبيرت سينويه، ومن بعده أهم كتاب الوطن العربي ممن هم أصدقاء وزملاء قلم مثل حبيب السالمي، واسيني الأعرج، هدى بركات، ليلى الأطرش، محمد المنسي قنديل، جان دوست، أمير تاج السر، جبور الدويهي، هشام مطر، سعود السنعوسي، بدرية البشر وأميمة الخميس ونجوى بركات، الناشرة رانيا المعلم، المترجم السوري خالد جبيل، وغيرهما من الكتاب”.
وعن النصائح التي يمكنها تقديمها للكتاب والروائيين الشباب تقول سمير “عليهم أن يتجنبوا البحث عن الشهرة السريعة، هو يريد أن يصبح كاتبا اليوم ويلتقط صورة مع كتابه وينشر كتابه. الفكرة ليست في كم الإصدارات، الفكرة أن أنشر كتابا يبقي بعد 20، 30، 100 سنة يقال فلان كتابه بقي. فكرة الاستعراض أكبر من فكرة التقييم، والشاب – أو الشابة – يريد أن يجلس ليوقع كتابا، وكل من أتى بصاحبه يعمل معه حوارا، يعتقد أنه كاتب”.
وتضيف “الكاتب يجب أن يشتغل على نفسه، يقرأ كثيرا. نصيحتي الأولى والأخيرة في كل أنواع الأدب والأدب المترجم من كل اللغات، وسيتعلم من كل أسلوب شيئا، ومن هذا كله يصبح له أسلوبه الخاص. فعل ممارسة الكتابة، جرّب أن تكتب قصة قصيرة، جرّب تكتب خواطر، جرّب مرة واثنتين وثلاثا، ولا تتوقع من أول مرة أن تكون الكتابة رائعة، عندما أراجع كتاباتي القديمة أقول ما هذا الذي كنت أكتبه ولكن وقتها كانت حاجة مهمة”.