بينيديكشن أو مباركة: فيلم يوثق سيرة الشاعر الإنجليزي سيغفريد ساسون ذي الجذور العراقية

تصوير درامي لعذاب نفسي وتجارب مؤلمة خاضها الشاعر المناهض للحروب.
الأربعاء 2022/10/26
المخرج تيرينس ديفيز مع بطل الفيلم جاك لودين والممثلة كاتي فيليبس

يرصد المخرج والمؤلف تيرينس ديفيز حياة واحد من أشهر الشعراء في بريطانيا، وهو سيغفريد ساسون الذي جعلته الحرب يتحدى النظام السياسي ويتمرد على العنف عبر شعره وصوته الذي لم يتردد في قول ما يشعر به، فيقدمه للجمهور بعد عقود عن رحيله ليخوضوا صراعاته النفسية والتجارب المؤلمة التي صنعت منه مبدعا لا مثيل له.

الشاعر الإنجليزي سيغفريد لورين ساسون أحد أشهر شعراء الحرب العالمية الأولى في إنجلترا (1886 – 1967) ينحدر من أسرة ساسون العراقية اليهودية، وهي من العائلات البغدادية الثرية العريقة في القرن الثامن عشر، وكان أفرادها بمثابة أمناء صندوق لدى الولاة العثمانيين في العراق. ومن أبنائها حسقيل ساسون (1860 – 1932) الذي أصبح في عام 1921 أول وزير للمالية في العراق الحديث.

وكان سيغفريد ساسون شاعرًا وكاتبًا وجنديًا بريطانيًا خدم خلال الحرب العالمية الأولى ومن أكثر الشخصيات شهرة في القرن العشرين، وصورت قصائده وحشية الحرب في عصر غررت دعاية المروجين للحروب وتجارها في الكثيرين بالتطوع والانخراط في الجيش. ونقل شعره المشاهد الدموية واللاإنسانية على جبهة الحرب والخراب الذي تخلفه.

ولد سيغفريد ساسون في ماتفيلد، كنت، بالمملكة المتحدة، كان والده رجل أعمال يهودي ثري وأمه أنجلو كاثوليكية، تلقى تعليمه في كلية مارلبورو ومن ثم كلية كلير، جامعة كامبريدج، على الرغم من أنه غادر دون إكمال شهادته، وانضم إلى الجيش البريطاني قبل بداية الحرب العالمية الأولى.

وعلى الرغم من الأوسمة والسمعة التي يتمتع بها، قرر ساسون في عام 1917 اتخاذ موقف ضد إدارة الحرب. كان أحد أسباب شعوره العنيف المناهض للحرب وفاة أخيه في معركة جاليبولي وصديقه ديفيد كوثبرت توماس الذي ظهر باسم “ديك تيلتوود” في ثلاثية شيرستون. رفض ساسون العودة إلى الخدمة. وبدلاً من ذلك، وبتشجيع من أصدقاء مسالمين مثل برتراند راسل والسيدة أوتولين موريل، أرسل رسالة إلى قائده بعنوان “إعلان جندي”.

تم إرسال الإعلان إلى الصحافة وتلاها في مجلس العموم من قبل عضو متعاطف من البرلمان، وقد اعتبر البعض الرسالة خيانة وعلى أنها تحدّ متعمد للسلطة العسكرية أو في أحسن الأحوال إدانة دوافع حكومة الحرب. وبدلاً من محاكمة ساسون العسكرية، قررت المحكمة العسكرية أنه غير لائق للخدمة وأرسلته إلى مستشفى كريغلوكارت الحربي بالقرب من إدنبرة حيث عولج رسميًا من وهن عصبي (صدمة قذيفة).

جندي شجاع

الفيلم سيرة ذاتية مأساوية وفلسفية، يغمرها ديفيز بجودة غنائية تأخذك على إيقاع الفالس إلى حياة الشاعر ساسون
الفيلم سيرة ذاتية مأساوية وفلسفية، يغمرها ديفيز بجودة غنائية تأخذك على إيقاع الفالس إلى حياة الشاعر ساسون

عرض مهرجان لندن السينمائي في دورته الخامسة والستين التي انعقدت في وقت سابق من الشهر الحالي فيلم “بينيدكشن” أو مباركة، وهو فيلم سيرة ذاتية حول الشاعر سيغفريد لورين ساسون، الحاصل على رتبة الإمبراطورية البريطانية والصليب العسكري، والمعروف عنه شجاعته أثناء مشاركته في الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى، وكان أحد الشعراء المتميزين في الحرب العالمية الأولى.

الفيلم من تأليف وإخراج تيرينس ديفيز وبطولة جيريمي إيرفين وجاك لودين وبيتر كابالدي.

في افتتاح الفيلم نرى الشاب سيغفريد (جاك لودن) يحضر عرضا لموسيقى “طقوس الربيع” لسترافينسكي عام 1914، بعد ذلك تعرض نشرات الأخبار صورا لشباب يتطوعون للخدمة العسكرية، بينما نسمع شعر ساسون في التعليق الصوتي ونشعر بنبرة الحزن المتجمع في الروح.

وسرعان ما تظهر صور الرعب بالأبيض والأسود مع ساسون وهو يقرأ شعره فوق مشاهد الخراب والدمار. إنه يتحدى في تعبيره وهو يروي بشجاعة اضطرابه المتمثل في تجربة القتال. كما أنه يعارض الحرب ويعتقد أنه تم خداعه عمليا للقتال من أجل بلده. فيصرخ “لا يمكنني الصمت في مواجهة الضحايا (…) ما أشعر به لا يمكن تهدئته. لقد مات الكثيرون”.

هذا الافتتاح اللافت يتبعه تسلسل يحاول على عجل أن يرصد الشاعر خلال خدمته العسكرية، والجدل الذي أعقب إعلانه الشهير عام 1917 ضد الحرب، والذي تمت قراءته في الفيلم كخلفية لصور من الحرب العالمية الأولى.

سرعان ما أثبت ساسون أنه جندي مثالي وحصل على الصليب العسكري لشجاعته الاستثنائية على الجبهة الغربية. ولكن مع استمرار الحرب يصاب بخيبة أمل متزايدة بسبب فشل بلاده في إنهاء الصراع. تطارده أهوال ساحة المعركة (ذكريات ممثلة بصريا من خلال لقطات أفلام أرشيفية حقيقية بالأبيض والأسود) ويبدأ في الاحتجاج علنا على استمراريتها. وبدلا من أن تمنح المحكمة العسكرية بطلها الحاصل على وسام، التقدير والاحترام، يفسرون رفضه للحرب خيانة ويقدم للمحاكمة وينجو من المحاكمة العسكرية بأعجوبة، إذ ترسله الحكومة إلى مستشفى للأمراض النفسية.

نرى التصميم القوي لسيغفريد عندما شجب “حرب العدوان والغزو” التي أودت بلا داع بحياة الملايين، بمن في ذلك شقيقه الأصغر (توم أشلي). لكن احتجاجه الجريء ليس له تأثير يذكر. وتم تقديمه إلى محكمة عسكرية أقرت أنه مريض عقليًا وأرسل إلى مستشفى عسكري.

هناك يلتقي ساسون بشاعر طموح مصدوم من القذائف يدعى ويلفريد أوين (ماثيو تينيسون)، يقرأ الشاعر ساسون قصيدته الاستفزازية للذكرى “معاق”، بصوت عال في نهاية الفيلم والتي كتبت أثناء وجود الشاعر أوين في المستشفى ونشرت بعد وفاته والقصيدة تصور جنديا مصابا يعود إلى المنزل ليجد نفسه موضوعا للشفقة، وساقاه المقطوعتان رمز للعجز وانعدام القيمة.

تتبلور علاقة ساسون مع زميله شاعر الحرب ويلفريد أوين العظيم (ماثيو تينيسون)، الذي يحرر مجلة المستشفى الأدبية. أوين خجول وله تأتأة طفيفة ويريد إقناع صديقه الجديد بقصائده. ساسون في البداية يبدو حاسما، يتدرب الثنائي على الرقص في قاعة الرقص.

يركز المخرج ديفيز على النظرة المثيرة الرقيقة والرومانسية، في مشهد الرقص، ونفس الشيء بالنسبة إلى المشهد الذي يجمع الصديقين في حوض السباحة. هذا التضمين الرومانسي هو كل ما يحصل عليه المشاهد هنا، على الرغم من أن المشاعر محسوسة جدًا لدرجة أنها تكاد تكون ملموسة، خاصة بعد الموافقة على عودة أوين إلى جبهة القتال وافتراق الاثنين.

صديقان جمعتهما الحرب
صديقان جمعتهما الحرب

يعود أوين إلى الخدمة ويموت في إحدى جبهات القتال قبل أسبوع من نهاية الحرب. وهذا الحدث المأساوي وعلاقة الصداقة ونتائجها تأخذ حيزا كبيرا في الفيلم. فأوين هو آخر الرجال الذين لم يتمكن الشاعر ساسون من إنقاذهم في المعركة، مما يبرز السبب الرئيسي الذي جعله يعترض في الأصل على العودة إلى الجبهة.

ويستغني ساسون عن الكثير من هذا الحزن بعد الانغماس في علاقة مع الموسيقي الشهير إيفور نوفيلو (جيريمي إيرفين)، ونوفيلو ممثل وكاتب مسرحي ومغن وملحن ويلزي أصبح واحدا من أشهر الفنانين البريطانيين في النصف الأول من القرن العشرين، كان يتمتع بشعبية كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى، ويغني قصائد الشاعر على البيانو.

لكن الحب الكبير لبطل الفيلم في هذه الفترة كان مع ستيفن تينانت (كالام لينش) وهو شخص نرجسي اجتماعي سيتركه أكثر حزنًا على الإطلاق.

في نهاية المطاف، يتزوج الشاعر ساسون من هيستر جاتي (تلعب دورها كيت فيليبس) على أمل العثور على الاستقرار والراحة النفسية. وينعم بابن في منتصف العمر، لكنه لا يجد أبدا راحة البال التي يؤكد أنه يتوق إليها ويشعر بالسخط والوحدة قرب نهاية حياته.

ساسون (الذي يلعب دوره بيتر كابالدي كرجل أكبر سنًا) يزداد تعذيبًا ومرارة وغضبًا، في مرحلة قادمة يتعامل مع زوجته هيستر (تلعب دورها جيما جونز بصفتها امرأة أكبر سنا) وابنهما جورج (ريتشارد غولدينغ)، بازدراء قاس ومتغطرس. إنه يبحث عن العزاء من خلال التحول إلى الكاثوليكية، لكن التكريس الديني لا يوفر إلا القليل من الراحة.

ولا يغوص المخرج ديفيز في الجوانب الأخرى من حياة الشاعر ساسون بدلاً من ذلك، يقوم بتعديل التواريخ من أجل التركيز على كثافة الأحداث في حياة الشاعر الدرامية ومعاناته النفسية، من خلال العمل على الإسقاطات الخلفية واللقطات الأرشيفية واللقطات الثابتة المقلقة في الحركة، فيبدو الفيلم صورة بيولوجية من الداخل إلى الخارج للشاعر البريطاني سيغفريد ساسون إنه يتتبع الحياة الداخلية للشاعر. والنتيجة أنه قدم لنا ميلودراما واسعة النطاق تجسد القوة الفنية لبطلها وشغفه إلى التجربة المدمرة للحرب والاضطهاد.

صورة مقنعة

xx

طوال الفيلم، كانت الحرب جرحًا مفتوحًا في ذهن ساسون، ومع تقدمه في العمر، يعذبه الجرح أكثر من أي وقت مضى. يصنع المخرج ديفيز تأثيرات بسيطة ومذهلة لاستحضار ذكريات ساسون الصادمة في مجرى حياته اليومية. قصة حياة ساسون درامية بدرجة كافية لدرجة أن مجرد وصف أحداثها الرئيسية تجعلها فيلما متكامل العناصر. وهو رجل مثلي الجنس في وقت كانت فيه المثلية الجنسية غير قانونية في بريطانيا. بعد الحرب، تقاعد من الجيش لأسباب صحية، شارك لفترة وجيزة في السياسة والحركة العمالية، وكان له دور فعال في نشر أعمال الشاعر ويلفريد أوين وساعد في تعزيز سمعته، كما حقق نجاحًا كبيرًا في سيرته الذاتية الخيالية (مذكرات رجل صيد الثعالب، عام 1928)، وأصبح ساسون مغرمًا بالعزلة في نهاية حياته واعتنق الكاثوليكية الرومانية وقام بزيارات منتظمة لراهبات دير ستانبروك.

ويقدم لنا الفيلم ساسون الأكبر وهو رجل يصرخ على ابنه جورج (ريتشارد غولدينغ) وتربطه علاقة ضعيفة بزوجته هيستر جاتي (جيما جونز). ويصدم جورج لأن والده غير المتدين في السابق قرر الانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية.

وكان سيغفريد ساسون معروفا بأنه شاعر حرب، لكن تجربته في خنادق الحرب العالمية الأولى هزته بوضوح. وفي هذه السيرة الذاتية الرائعة تتم قراءة العديد من قصائده بمرافقة مشاهد من الحرب، لكن القصيدة الرئيسية في الفيلم ستكون “معاق” لصديقة الراحل ويلفريد أوين.

الفيلم من تأليف وإخراج تيرينس ديفيز وبطولة جيريمي إيرفين وجاك لودين وبيتر كابالدي

في قراءته الأولى وجد ساسون أنها تقدم رائع في مسيرة الشاعر الأدبية، وفيها يجد الشاعر لأول مرة صوته واستقلاله وتأكيده على نفسه وحريته العاطفية. ونسمعها فقط قرب نهاية الفيلم، حين يصبح الشاعر ساسون رجلا مسنا، بندم محفور على قسمات وجهه، تصاحبها مشاعر الخسارة والخيبة العاطفية.

وتبدو حميمية الشخصيات وكرامتها في الفيلم أكثر قيمة من خطر التعرض للذات والضعف الذي تواجهه. ومع ذلك، يذهب المخرج إلى أبعد من النص ليعطيه هوية سينمائية مميزة. يبتكر أسلوبًا ينقش على ما يبدو الخطاب الحاد لشخصياته على الشاشة.

هذه الطريقة جريئة في بساطتها، فاستخدام الأطر المشدودة والثابتة وأحياناً المطولة، يمنح الممثلين مساحة كافية لنقل لغتهم من خلال مواقفهم وإيماءاتهم وكذلك من خلال انعكاساتهم الصوتية.

ويعرض التصوير السينمائي لنيكولا دالي أيضًا مشاهد مؤثرة وغنية باستخدام كاميرا رشيقة تستخدم الإطار لتتبع حركة الوقت (وهي طريقة تذكرنا بأسلوب الفنان السينمائي ماكس أوفولس).

أما بالنسبة إلى الشعر الموجود في الفيلم فلا ينفصل إلى حد كبير عن ذكريات الحرب، مع تأطيره بمقاطع وثائقية أرشيفية عن الحرب ولحظات حشد القوات والتجنيد على الجبهة الداخلية، وكذلك الدمار والجثث المتعفنة في ساحة المعركة، والجنود الجرحى والمصابون.

هكذا كان الفيلم سيرة جديدة عن أحد أفراد عائلة ساسون تجار القطن والنفط والذهب والفضة والفنون الجميلة، ورغم أن سيغفريد ولد وتربى في إنجلترا، ورغم أنه من عائلة يهودية بالغة الثراء (كان أفراد عائلة ساسون تُطلق عليهم في بريطانيا تسمية آل روتشيلد الشرق)، وتربى لاحقا تربية إنجليزية خالصة في كنف أمه القريبة في موقعها الاجتماعي من الطبقة الأرستقراطية الإنجليزية، إلا أنه ظل بعيدا عن التعصب مهما كان نوعه، يزدري التفاخر والفخفخة الاستعراضية ومبتعدا عن أجواء التجارة والثروة والشهرة. ولم تفارق مخيلته الأجواء الشرقية العربية.

الفيلم نجح في تقديم صورة مقنعة لعملاق أدبي، إذ قدم الممثل جاك لودن أقوى أداء له في تجسيد شخصية الشاعر ساسون في شبابه

وإن كان فيلم المخرج الإنجليزي تيرنس ديفيز يأخذ نهجا موسيقيا، فهو من الناحية الهيكلية والشكلية يغوص في مراحل حياة الشاعر سيغفريد ساسون وفي تصوير درامي للعذاب النفسي الذي عاشه الشاعر البريطاني.

ابتكر ديفيز مرثاة للجسد الفاني عبر مطاردته التجارب المؤلمة التي خاضها ساسون أثناء القتال في الحرب العالمية الأولى، حتى تحوله إلى واحد من دعاة السلام ومناهض للحرب بالإضافة إلى رجل مثلي الجنس كان له علاقات متعددة مع رجال من النخبة الإنجليزية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى.

والمخرج تيرينس ديفيز الرجل الذي تبدو أفلامه أشبه بالتأملات الشعرية في الحالة المزاجية والعواطف والأحداث أكثر من كونها روايات مباشرة، جعلنا كما لو أننا نطفو فوق النص السردي لحكاية ساسون ونلامس مشاعر وأماكن مختلفة.

يقفز ديفيز بين ماضي لودين والأطر الزمنية الحالية لكابالدي، ليحول الممثل الأصغر بصريًا إلى الممثل الأكبر سنًا في بعض الأحيان. يعرض ديفيز صورًا لعالم ساسون ويضعنا فيه باستخدام لقطات أرشيفية بالأبيض والأسود للمدينة وأزياء تلك الفترة الزمنية كي يؤسس الأهداف الجمالية والتاريخية والنفسية لفيلمه، وفي المحصلة، سيكون فيلم “بينديكشن” فيلمًا متأثرًا بالفن والحرب والشعر والموسيقى، الحب والموت دفعة واحدة.

هكذا يكون “مباركة” سيرة ذاتية مأساوية وفلسفية لافتة للنظر، يغمرها ديفيز بجودة غنائية تأخذك على إيقاع الفالس إلى حياة الشاعر ساسون الحزينة والمؤلمة.

وفي واحد من أكثر المشاهد تأثيرا في الفيلم، نرى ضحية الحرب العالمية الأولى، رجلا بلا ساقين، ترك في الخارج وحيدا على كرسي متحرك مع حلول الليل. ونسمع قصيدة رائعة اتضح أن كاتبها ليس الشاعر ساسون بل صديقة أوين.

ويمكن القول إن الفيلم نجح في تقديم صورة مقنعة لعملاق أدبي، إذ قدم الممثل جاك لودن أقوى أداء له في تجسيد شخصية الشاعر ساسون في شبابه، بالإضافة إلى فريق عمل متميز حوّل الحياة إلى فن.

وهناك جملة رائعة تلخص هذا الفيلم تمامًا، وهي “يعيش معظم الناس في الوقت الحالي. لكنك تريد أن تعيش في الأبدية”. هذا تلخيص شعري جميل ليس فقط لحياة ساسون ولكن للفن بشكل عام.

14