نوبل للسلام أم للحرب: آبي أحمد يقود المعارك ضد جبهة تيغراي

رئيس الوزراء الإثيوبي يرفض الدعوات المطالبة بوقف الحرب ويتوعد جبهة تيغراي ضمن تحركات عسكرية تنذر بالتصعيد.
السبت 2021/11/27
آبي أحمد يتوعد بدفن العدو

أديس أبابا- أثار قرار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالذهاب إلى الجبهة وقيادة العمليات العسكرية ضد جبهة تيغراي تساؤلات بشأن جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها في 2019، هل كانت مكافأة له على جهود السلام، أم أنها أعطته الضوء الأخضر لخوض الحرب؟

ووصفت أوساط سياسية إثيوبية مشاركة آبي أحمد في الجبهة بأنها هروب من الجبهة الحقيقية التي انتخبه الإثيوبيون لأجلها، وهي الجبهة السياسية التي كان من أبرز عناوينها تحقيق السلام في البلاد، وإقامة حوار بين ممثلي مختلف العرقيات وقطع الطريق أمام عودة الحرب الأهلية التي عرفتها البلاد في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

وترك رئيس الوزراء الإثيوبي منصبه وفوض نائبه للقيام بمهامه وذهب إلى الجبهة وظهر وهو يرتدي البدلة العسكرية.

◄ مرسوم إثيوبي يمنع مختلف وسائل الإعلام من نقل تغطيات لا تتماشى مع ما تعلنه البيانات الرسمية للجيش

ورفض آبي محاولات مختلفة لوقف الحرب كانت من أهمها المساعي التي قادها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وتوعد آبي أحمد الجمعة “بدفن العدو” في رسالة قالت وسائل إعلام رسمية إنها الأولى له من جبهة القتال، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن النزاع المسلح المستمر منذ عام جعل أكثر من مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية الأربعاء أن آبي، العسكري السابق الذي كان مكلفا باتصالات اللاسلكي قبل ترقيته لرتبة لفتنانت كولونيل، وصل إلى خطوط الجبهة لقيادة هجوم مضاد على المتمردين، بعد أن سلم مهامه الاعتيادية لنائبه.

وفي مقابلة مع هيئة إذاعة أوروميا الجمعة قال الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019 إنه واثق من الانتصار على “جبهة تحرير شعب تيغراي” المتمردة.

وأضاف “إلى أن ندفن العدو… إلى أن يتأكد استقلال إثيوبيا، لن نتراجع عن المسار. ما نريد رؤيته هو إثيوبيا صامدة فيما نحن نموت”.

وأكد أن الجيش يسيطر على كاساغيتا ويعتزم استعادة السيطرة على منطقة شيفرا وبلدة بوركا في إقليم عفر، المحاذي لإقليم تيغراي معقل جبهة تحرير شعب تيغراي. وقال “ليس لدى العدو القدرة على منافستنا، سوف ننتصر”.

وبُثت المقابلة قبل ساعات على إعلان الحكومة عن قواعد جديدة تحظر نشر مستجدات المعارك التي لم تعلنها قنوات رسمية، في خطوة قد تحمل عقوبات بحق صحافيين.

وينص المرسوم الجديد الذي صدر في ساعة متأخرة الخميس على أنه “يُمنع في أي منظومة اتصال نشر أي مستجدات حول المجريات العسكرية أو ساحة المعركة”، وهو ما يعني أن الحكومة ترفض أي تغطية محايدة يمكن أن تكشف عن معطيات لا تتماشى مع ما تعلنه البيانات الرسمية للجيش.

ويضيف المرسوم “سوف تتخذ القوات الأمنية كل التدابير الضرورية بحق من يُعتبر أنه خالف” الأوامر، وذلك في تحذير محتمل إلى وسائل إعلام وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أوردت ما أعلنه المتمردون من أخبار عن تحقيق مكاسب على الأرض.

ومنعت الحكومة أيضا المواطنين من “استخدام مختلف أنواع منصات وسائل الإعلام لدعم المجموعة الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر”، في إشارة إلى جيش تحرير شعب تيغراي، كما حذرت كل من يتجاهل المرسوم بعواقب لم تحددها.

◄ آبي رفض محاولات مختلفة لوقف الحرب كانت من أهمها المساعي التي قادها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن

وحالة الطوارئ التي فرضت في الثاني من نوفمبر تتيح للسلطات تجنيد “كل المواطنين الذين يمتلكون السلاح وهم في سن تسمح لهم بالقتال” وتعليق صدور كل وسيلة إعلامية يُشتبه بأنها تقدّم “دعما معنويا مباشرا أو غير مباشر” لجبهة تحرير شعب تيغراي.

ومع استمرار المعارك كثفت الحكومة استخدامها لسلاح الجو ضد متمردي تيغراي، وهو المجال الذي تتفوق عليهم فيه عسكريا.

وأعلن المتمردون ومسؤول مستشفى الجمعة عن وقوع ضربتين جويتين في ميكيلي، عاصمة تيغراي.

وقالت مصادر إن الضربة الأولى جاءت على مقربة من منزل قيادي للمتمردين وقرب تل رُكّز عليه مدفع مضاد للطائرات.
ومعظم المنطقة الغارقة في النزاع حُجبت فيها الاتصالات وفُرضت فيها قيود على وصول الصحافيين، ما يجعل التحقق من التقارير الواردة من ميدان المعارك صعبا.

وقالت المتحدثة باسم آبي أحمد بيلين سيوم إن “لا معلومات” لديها عن ضربات بطائرات مسيرة في ميكيلي التي استعاد المتمردون السيطرة عليها في يونيو قبل وصولهم إلى أمهرة وعفر.

1