معسكر البيجاما

إدارة مدرسة ابتدائية في بريطانيا تناشد أولياء الأمور ارتداء ثياب مناسبة عند إحضار أطفالهم صباحا إلى المدرسة والعودة لاصطحابهم مساء.
السبت 2021/10/23
الخط الفاصل بين الملابس العامة والخاصة بدأ يتلاشى

عندما قرأت مناشدة إدارة مدرسة ابتدائية في بريطانيا أولياء الأمور لارتداء ثياب مناسبة عند إحضار أطفالهم صباحا إلى المدرسة والعودة لاصطحابهم مساء بعد تزايد ظاهرة عروض أزياء البيجامات والعباءات أمام المدرسة، انتابتني نوبة ضحك، لست الوحيدة إذن هي ظاهرة عالمية.

كنت تلقيت ملاحظة مماثلة في قالب مزاح ثقيل عندما أوصلت ابنتي إلى مدرستها لكنها أصرت على العودة إلى المنزل. ولإقناعها بالبقاء قالت مديرة المدرسة إن “أمك (تقصدني) ستذهب لارتداء سروال جينز والعودة لاصطحابك في الحال!”.

لكن ما بها ملابسي؟ أنا أرتدي عباءة غير أن سروال البيجاما القطني الأحمر يصر على الظهور لينسدل فوق الحذاء الرياضي الوردي الذي أضطر للباسه كل صباح لأستطيع القيادة… كرنفال ألوان أليس كذلك؟

لكن من قرر أن سروال الجينز هو اللباس اللائق لإيصال الأطفال إلى المدارس؟ الحقيقة أنني أبقى كل صباح أحصي عدد الأمهات اللاتي يضعن “أيلاينر” فوق جفونهن المنسدلة، كيف وجدن الوقت لذلك؟

ولأنه يُعتقد أنه يمكنك معرفة الكثير عن أي شخص من خلال الملابس التي يرتديها، فبالنسبة إلي لطالما كنت من أنصار الملابس الفضفاضة والمريحة، أنا من المدافعات المتحمسات في معسكر “البيجاما كملابس يومية” ضد المعسكر الذي يؤكد أن الخروج ببيجاما “إهانة عالمية للأزياء”.

يقرر كثيرون إهانة الأزياء الملائمة واللائقة ويخرجون بالبيجاما لأسباب تتراوح بين الراحة المطلقة إلى تحدي الأعراف الاجتماعية.

لم يعد الناس يواجهون نفس الضغوط الاجتماعية التي كانوا يواجهونها منذ قرون، أو حتى قبل عقد من الزمن بشأن الملابس. ورغم ذلك فالضغط الاجتماعي يتمثل في القواعد غير المكتوبة حول كيفية الارتداء التي كانت موجودة دائمًا ولا تزال قائمة. لا تزال الملابس معيارًا اجتماعيًا، نحن نعرف الزي المناسب عندما نراه. عندما لا يبدو شيء ما على ما يرام، فإننا نلاحظ ذلك على الفور.

لا شك أن الخط الفاصل بين الملابس العامة والخاصة بدأ يتلاشى. ومع ذلك، لا يزال الأمر بعيدًا كل البعد عن توصيل الأطفال إلى المدارس بالبيجاما. الخط الفاصل تلاشى بين المنزل والحي على ما يبدو ولم يصل بعد إلى المدارس، وفق مديرات المدارس من تونس إلى بريطانيا.

وكما اختار بعض الآباء تجاهل الحظر في المدرسة البريطانية فقد تجاهلت ملاحظة المديرة أيضا. وعلى كل حال فلا بأس من ارتداء جينز بين الفترة والأخرى لمعرفة إن اكتسبتم عشرين رطلا أو ثلاثين.

في الأخير ستستسلمون لوجبة دسمة وسروال فضفاض مريح.

20