عش ودع غيرك يعش

إذا كنت تبحث عن جنسية ثانية، فلن يضر الانضمام إلى جمهورية ليبرلاند الحرة إن كانت تتوفر فيك الشروط، حتى ولو كان فضولا لمعرفة ما سيحدث مستقبلا.
السبت 2021/10/16
أمة نصبت نفسها بنفسها

إن كنتم سئمتم حياتكم الرتيبة وتفكرون في البحث عن حياة جديدة، فإن البدء من “جمهورية ليبرلاند الحرة” قد يبدو مغامرة تستحق التجربة.

وصلني إيميل قبل أيام يخبرني أن طلب إقامتي في ليبرلاند قد قُبل، وأن ما علي سوى تحويل مبلغ 150 دولارا للحصول على بطاقة الإقامة الإلكترونية مدى الحياة تمهيدا للحصول على الجنسية وجواز سفر.

كنت قدمت المطلب قبل ست سنوات خلال رحلة بحث عن الدولة الجديدة حينها، فلطالما تحمست لولادة أمم جديدة وبدا لي البلد واعدا.. قد يكون سنغافورة الثانية.

يعد التقدم بطلب للحصول على الجنسية لتصبح ليبرلانديا أمرا سهلا، سيرسلون لك بريدا إلكترونيا بالتأكيد.

ترحب جمهورية ليبرلاند بأي شخص يتقدم ليصبح مواطنا يحترم جميع الناس، ويجب أن يكون صاحب فلسفة تحررية، وليس له تاريخ إجرامي، كما لا يجب أيضا أن يكون لديه “ماض شيوعي أو نازي”. حتى الآن، تقدم ما يقدر بنحو ربع مليون شخص من جميع أنحاء العالم بطلب ليصبحوا مواطنين ليبرلانديين.

ترفع جمهورية ليبرلاند الحرة شعار “عش ودع غيرك يعش”، قد يكون الشعار مستوحى من الشعار الاقتصادي الليبرالي “دعه يعمل دعه يمر”. يشير المصطلح إلى ترك الحكومة التجارة دون التدخل فيها، وهنا قد يشير في جمهورية ليبرلاند إلى ضمان عدم التدخل في فلسفة عيش الناس “المختارين”.

ليبرلاند هذه هي دولة صغيرة، أكبر من مدينة الفاتيكان بقليل، تم إنشاؤها في عام 2015 تقع على أطراف الاتحاد الأوروبي تحديدا على ضفاف نهر الدانوب بين صربيا وكرواتيا. أمة نصبت نفسها بنفسها.

ومنذ أن وضع علم ليبرلاند الجديد في العاصمة ليبيربوليس، كان رجل الأعمال التشيكي فيت جيدليكا الذي أعلن قيامها مشغولا بشدة بإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم لتأكيد أن بلاده تريد أن تكون جزءا من الخارطة.

بالنسبة إليّ كان مثيرا للاهتمام مراقبة تفاعل أوروبا مع إعلان قيام الدولة الجديدة في وسط قارتها المفلسة.

لم يتأخر الجواب فقد بدأت السلطات الفرنسية حذرة من هذه الأمة الصغيرة، ألزمت مسؤولي الحدود برفض دخول مواطني ليبرلاند إلى فرنسا. لقد مُكّن “المواطنون” من جوازات سفر دبلوماسية من “جمهورية ليبرلاند الحرة”.

بالنسبة إلي، إذا كنت تبحث عن جنسية ثانية، فلن يضر الانضمام إلى جمهورية ليبرلاند الحرة إن كانت تتوفر فيك الشروط، حتى ولو كان فضولا لمعرفة ما سيحدث مستقبلا. لن يضر أن تصبح مواطنا في ليبرلاند، حتى وإن كانت الجنسية غير فعالة، لكن من يعلم لربّما أصبحت ليبرلاند الدولة ذات السيادة رقم 197 على خارطة العالم.

20