صندوق الثروة السعودي يستعد لطرح باكورة ديونه الخضراء

الرياض- يستعد صندوق الاستثمارات العامة السعودية (صندوق الثروة السيادية) لخوض باكورة تجاربه في مجال الديون الخضراء، والذي يعتبر إحدى الأدوات التي تراهن عليها الحكومة من أجل إطلاق مشروعات صديقة للبيئة.

وقال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي في لقاء عبر الإنترنت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء إن “الصندوق يعتزم الإعلان قريبا عن أول صفقة لدَين أخضر يرتبط فيها الاقتراض بالاستدامة”.

وأضاف “سنصبح أول صندوق للثروة السيادية في العالم يعلن هذا الإصدار الأخضر”، لكن الرميان لم يكشف بدقة عن حجم الإصدار المرتقب.

ويعد صندوق الثروة السيادي محور خطط السعودية لتحويل الاقتصاد بتأسيس قطاعات جديدة وتنويع الإيرادات، وهو يحاول أن يكون أفضل الصناديق السيادية في منطقة الخليج على المدى البعيد عبر الاستخدام الأمثل للموارد.

وعززت الحكومة من خطواتها باتجاه إدارة أمثل للثروة بإعلانها مطلع يونيو الماضي عن إعادة هيكلة الصندوق في تحرك يتماشى مع برنامج الإصلاح الاقتصادي الواسع الذي يشمل كل مؤسسات الدولة.

ياسر الرميان: سنصبح أول صندوق للثروة السيادية في العالم يعلن هذا الإصدار الأخضر

وفي يوليو الماضي ذكرت وكالة رويترز أن الصندوق البالغ حجم أصوله نحو 430 مليار دولار، خاطب بنوكا لطلب مقترحات لوضع إطار عمل للمسائل البيئية والاجتماعية والحوكمة.

وكان معهد صناديق الثروة السيادية (أس.دبليو.أف انستتيوت) المختص بتتبع الصناديق السيادية على مستوى العالم قد أكد في دراسته السنوية التي نشرها في يونيو الماضي أن الصندوق السيادي يتجه لتعزيز الشفافية والحوكمة في إدارة نشاطه.

وأشارت نشرة آي.إف.آر الإخبارية الشهر الماضي إلى أن الصندوق تعاقد مع بنوك لكي تشارك في عضوية هيئته الخاصة بالقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة لرسم استراتيجيته متوسطة المدى للتمويل.

وقال الرميان إن “الصندوق يعمل مع مؤسسة بلاك روك في وضع هذا الإطار”. وأضاف “نحن نعمل مع شركاء كثيرين من مختلف أنحاء العالم على المستويين المحلي والدولي من أجل تحسين الالتزام بالقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة في كل ما نفعله”.

وسبق أن قالت مصادر مصرفية لرويترز إن وضع هذا الإطار بالصندوق قد يؤدي إلى أول إصدار سندات بعدة مليارات من الدولارات يرتبط بالاستدامة خلال العام الجاري.

وشهدت السعودية زيادة في الاهتمام بالمبادرات الخاصة بهذه القضايا وسط تنامي الوعي بين المستثمرين العالميين بما تنطوي عليه من مخاطر.

وكان الصندوق السيادي قد وقع قرضا قيمته 15 مليار دولار مع مجموعة من البنوك في مارس الماضي وذلك عقب الاتفاق على قرض قيمته عشرة مليارات دولار في 2019 وتم سداده العام الماضي وبعد تسهيل قيمته 11 مليار دولار حصل عليه في 2018.

وحصلت شركة البحر الأحمر للتطوير، إحدى شركات الصندوق السيادي والتي تبني منتجعا شاطئيا جديدا في المملكة، على قرض أخضر قيمته 3.8 مليار دولار هذا العام لبناء فنادق جديدة تعمل بالطاقة المتجددة.

وقال الرميان إن السعودية ستعلن “مبادرة خضراء” الشهر المقبل تعقبها مبادرة الشرق الأوسط والتي تشمل زراعة 50 مليار شجرة. وأضاف “لدينا رؤى للأجل الطويل. ولا نريد استغلال كل مواردنا بين عشية وضحاها”.

ويقوم الصندوق بعدة مشاريع ضخمة  يشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مثل مشروع السياحة الرائد بمنطقة البحر الأحمر ومنطقة نيوم الاقتصادية المزمع إنشاؤها بتكلفة 500 مليار دولار ومدينة ترفيهية في القدية.