النفط والصلاحيات وراء اشتباكات مسلحة داخل هيئة الرقابة الإدارية بطرابلس

العاصمة الليبية تشهد اشتباكات عنيفة وصل صداها إلى المناطق والأحياء المجاورة.
الأربعاء 2021/09/01
الاشتباكات تتوسع

طرابلس - شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات عنيفة ظهر الثلاثاء، انطلقت من شارع الجمهورية ووصل صداها إلى المناطق والأحياء المجاورة.

وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن الاشتباكات جدت بين مجموعتين متنافستين على السيطرة على هيئة الرقابة المالية، استعملتا فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وقد تلتحق مدرعات تركية بساحة القتال.

وأضافت أن المجموعة الأولى موالية لخالد سعيد عمار ضو، المعين كوكيل مؤقت للهيئة من قبل مجلس النواب والذي استلم مهام عمله في يناير الماضي، أما المجموعة الثانية فهي موالية لسليمان الشنطي رئيس الهيئة المكلف من قبل رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري.

وتابعت أن ضو الذي يرتبط كذلك بعلاقة ودية مع المشري، سعى للسيطرة على المبنى والمنظومة الإلكترونية والملفات الموجودة داخله، بعد أن تم مؤخرا منعه من دخول مقر الهيئة، وبادرت مجموعته المسلحة باقتحام المقر لترد عليها مجموعة الشنطي المدعوم من رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، وهو ما دفع لاحقا بجماعات مسلحة للالتحاق بساحة الاشتباك ليدعم كل منها أحد الطرفين المتنازعين.

وبينت المصادر أن الشنطي الذي بلغ سن التقاعد يرغب في الاستمرار في منصبه بعد أن فشل مجلس النواب ومجلس الدولة الاستشاري في التوصل إلى تنفيذ اتفاق بوزنيقة حول التعيينات الرئيسية في المؤسسات السيادية، المبرم في يناير الماضي، والذي يشمل هيئة الرقابة. وتابعت أن “الخلافات اتسعت بين الطرفين بعد أن رفض الشنطي التعامل مع ضو وقرر منعه من دخول مقر الهيئة.

والاثنين أصدر ضو بصفته وكيلا لجهاز الرقابة الإدارية قرارا يطالب فيه وزير النفط محمد عون بسرعة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الليبية للنفط وفقا للقوانين واللوائح، وهو ما اعتبره البعض دعما مباشرا لقرار الوزير بوقف مصطفى صنع الله رئيس شركة النفط المملوكة للدولة عن العمل، مع تعيين بديل لتولي الإدارة.

ودعا ضو رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة إلى سرعة إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، وفقا للقوانين والقرارات النافذة.

سليمان الشنطي: هناك حالة من الهلع والخوف بين الموظفين نتيجة للاعتداء

وقال في بيانه الموقع بختم هيئة الرقابة الإدارية إن قرار تكليف صنع الله صادر عن وكيل وزارة النفط والغاز، قبل سبع سنوات، وهو يلزم الإدارة الجديدة بإعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة خصوصا وأن هناك مخالفات قانونية وإدارية تستوجب ذلك.

وتابع أنه وفقا للبيان الصادر عن وزير النفط والغاز والذي يقترح فيه على الحكومة إعادة تشكيل المجلس، فإن الهيئة تطالب بسرعة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة وفقا للقوانين المنظمة لهذا الشأن.

وأوضح وزير النفط الليبي في رسالة أكدتها مصادر بالوزارة أن صنع الله يخضع للتحقيق وتم وقفه عن العمل، لكنه رفض القرار، مؤكدا أنه لا يوجد قانون يسمح لعون بتعيين رئيس بالنيابة للمؤسسة الوطنية للنفط.

وفي الأثناء، وجه الدبيبة خطابا إلى وزير النفط والغاز عون، ووكيل وزارة النفط لشؤون الإنتاج، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط صنع الله، لعقد اجتماع الأحد المقبل لمتابعة العمل بالوزارة والمؤسسات التابعة لها والتعرف على الصعوبات والمشاكل التي تواجهها في أداء مهامها بالشكل المطلوب.

واستنكر رئيس هيئة الرقابة الإدارية بطرابلس الشنطي في تصريحات صحافية قيام وكيل الهيئة  ضو باقتحام مقر هيئة الرقابة الإدارية مع استغرابه ذلك رغم مباشرة ضو مهامه الاثنين من مقر الهيئة.

وأكد الشنطي على حدوث حالة هلع وخوف بين الموظفين وذلك نتيجة للاعتداء الذي حصل على هيئة الرقابة الإدارية، مع تأكيده تخوف السكان المحليين القاطنين بجانب مقر هيئة الرقابة مما حدث بالهجوم بالأسلحة الثقيلة.

كما ناشد الشنطي الجهات القانونية المختصة بالقبض على ضو وذلك لقيامه بالاعتداء على الرقابة والتسبب في إصابة المتواجدين هناك بساعات العمل.

 
4