على ركبة ونصف

سيدة شابة جميلة تجثو على ركبتيها، تسحب خاتمًا من حقيبة يدها وتطرح السؤال على حبيبها إن كان يقبل أن يتزوجها.
السبت 2021/08/14
البحث عن شريك الحياة بالورود

مشهد غير مألوف شاهده التونسيون الأسبوع الماضي.. فتاة في كامل زينتها وأناقتها تحمل باقة من الزهور وخاتما، أمام منزل حبيبها، تطلب يده من عائلته!

ثم أصبحت الفتاة مصدر تندر، بعض الأصوات تنتقد “الذين لا يفهمون” و”لا يتقدمون”.. لماذا لا تخطب الفتاة حبيبها؟ ما الذي يمنع ذلك؟

لا يعد الموضوع في تونس استثناء، ففي كل العالم لا يزال الجدل حول تقدم الفتاة لطلب يد رجل تجده جذابًا مستمراً منذ سنين طويلة.

تخيلوا سيدة شابة جميلة تجثو على ركبتيها، تسحب خاتمًا من حقيبة يدها وتطرح السؤال على حبيبها إن كان يقبل أن يتزوجها، والذي قد يتفاعل بالقفز والصراخ “نعم أفعل”. قد تغلبه دموعه ويبكي فرحا.. وقد يعرض عنها وتجد نفسها في مقطع فيديو على السوشيال ميديا يشاهده الملايين.

تطورت مؤسسة الزواج عبر الزمن لتصبح أكثر مرونة بين الجنسين ومؤسسة مساواة، إلا أن طقوس العرض بقيت عنيدة، راكدة يقودها الذكور. قليلات هن النساء اللواتي طرحن السؤال: بريتني سبيرز، زازا غابور والسناتور الأميركية إليزابيث وارين.

عندما ينطق رجل عبارة “هل تتزوجيني” تحيل العبارة إلى تقليد قديم ومقبول على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن النطق بنفس العبارة من قبل امرأة – باستثناء السنوات الكبيسة عندما ظهر تقليد أيرلندي قديم جعل المرأة هي من تقترح الزواج – لا يزال نادرًا بشكل مدهش.

تقول الأسطورة إن “امتياز السيدات”، كما كان معروفًا آنذاك، نشأ في القرن الخامس مع راهبة أيرلندية عُرفت باسم سانت بريجيد. من خلال اتفاق تقرر أنه في التاسع والعشرين من فبراير ستُمنح النساء الفرصة للتقدم للزواج كطريقة لموازنة الأدوار التقليدية للجنسين بطريقة لا تختلف عن الطريقة التي تعمل بها السنة الكبيسة على تحقيق التوازن في التقويم.

في ظاهر الأمر، بدا إعطاء المرأة فرصة لطلب يد الرجل لحظة تمكين. لكن لا يرى الجميع الأمر بهذه الطريقة.. فالنساء اللواتي طلبن من الرجال الزواج صورن على أنهن قبيحات رخيصات وحتى يائسات. لكن الحقيقة لم تكن النساء سبب المشكلة بل أن الكثير من الرجال اعتبروا اللحظة لحظة “إخصاء علني”..

تثبت بعض الإحصائيات اليوم أن الشباب، أكثر من كبار السن، يعتبرون أن مبادرة المرأة بطلب الزواج أمر “غير مقبول”. أكثر من ثلث الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا لا يوافقون.

وعلى كل حال بالنسبة إلى أي فتاة لا تنتظري أبدًا حتى يتخذ شخص قرارا ويتقدم للزواج منك. لقد ولت الأيام التي احتاجت فيها المرأة إلى الانتظار حتى يختارها رجل.. تتغير المواقف الآن وقد يكون الوقت حان أيضا لتغيير بعض الإجراءات.

24