قناة الجزيرة تستهدف البحرين في خرق للمصالحة الخليجية

وزارة الخارجية البحرينية وجهت مذكرة احتجاج رسمية لقطر مستنكرة خرق قناة الجزيرة لبنود بيان العُلا.
الجمعة 2021/03/12
الجزيرة تتجاهل وجود مصالحة خليجية

المنامة - وجهت وزارة الخارجية البحرينية مذكرة احتجاج رسمية لقطر، الأربعاء، مستنكرة المعلومات التي بثتها قناة الجزيرة القطرية خلال برنامج “خارج النص” الذي تضمن معلومات “كاذبة”، في خرق جديد من قبل القناة لبنود بيان العُلا.

وبحسب البيان، عرضت قناة الجزيرة برنامج “خارج النص” في السابع من مارس، وسلّط الضوء على كتاب يحمل عنوان “زفرات” يتضمن معلومات وصفتها الخارجية البحرينية بالكاذبة، وقالت إن الادعاءات التي وردت فيه “باطلة يسوقها محرضون يتلقون أوامرهم من جهات معادية لمملكة البحرين”.

ويروي “زفرات” الذي أعدّه نادر متروك، شهادات مزعومة لسجناء معارضين يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب في سجن “جو” المركزي في عام 2015.

ورأت الخارجية البحرينية كذلك أن عرض البرنامج لا يساهم في الاستقرار والأمن في المنطقة، معتبرة أنه يتنافى أيضا مع روح ومبادئ قمة العلا.

وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني، محمد السيسي البوعينين، أن استمرار قناة الجزيرة وفق أسلوب ممنهج في استهداف مملكة البحرين عبر ما تواصل بثه من تقارير مغلوطة، يمثل تدخلا مباشرا في الشؤون الداخلية للبحرين وسيادتها، الأمر الذي يُسهم في زعزعة استقرار وأمن المنطقة، ولا يتسق مع متطلبات التوافق الخليجي ولا يراعي المصلحة العليا لدول مجلس التعاون الخليجي.

ومنذ اتفاق المصالحة الخليجية مطلع العام الحالي، اتجهت الأنظار نحو وسائل الإعلام الخليجية باعتبارها تتحمل مسؤولية كبيرة في تسهيل مهمة عودة العلاقات الخليجية العربية لطبيعتها، خاصة بعد ما شهدته أزمة المقاطعة من تخلي بعض القنوات العربية عن المهنية ومساهمتها في تأجيج مشاعر الشعوب.

قناة الجزيرة سلّط الضوء على كتاب يحمل عنوان “زفرات” يتضمن شهادات مزعومة لسجناء معارضين يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب في سجن “جو” المركزي في عام 2015 والتي وصفتها الخارجية البحرينية بالكاذبة

ورأى متابعون أن إجراءات بناء الثقة يجب أن تتمثل في تغيير سياسة قناة الجزيرة ونهجها في التعامل مع الدول العربية. وهو ما حدث بالفعل لفترة وجيزة، ثم استأنفت استهدافها لدول خليجية، وبدت للجميع أنها أداة إعلامية مسيسة تعمل وفق أجنداتها.

وبرز هذا واضحا خلال مهاجمة القناة القطرية للإمارات ودورها في اليمن على وجه التحديد، واليوم تستأنف استهداف البحرين، ما يؤكد أن هذا التصعيد الإعلامي مقصود بهدف إيصال رسالة مفادها أن الدوحة غير ملتزمة بتغيير خطابها الإعلامي تجاه دول المنطقة.

وحتى وقت قريب كان النهج الإعلامي القطري يعتمد على التقرب من الرياض وتحييد القاهرة وتجاهل المنامة وخوض مواجهة منفردة مع أبوظبي، لكن يبدو أن هذا النهج يشهد تصعيدا واضحا اليوم يشير إلى تغير في السياسات القطرية تجاه هذه الدول، باستهداف البحرين.

وقال البوعينين “إن النهج الإعلامي الذي تسير عليه الجزيرة في تعاطيها مع الملفات الداخلية لمملكة البحرين يستدعي اتخاذ إجراءات جادة من الحكومة القطرية، وذلك حرصا على تنفيذ بنود بيان العُلا”.

وأشار المسؤول البحريني إلى أن دولة قطر لم تتخذ أي إجراءات واضحة بشأن تفعيل بنود بيان العُلا في ما يتعلق بمطالبات مملكة البحرين أو لمحاسبة القناة على ما تبثه من أكاذيب في الشأن الداخلي البحريني.

وأكد أن الحوار الدبلوماسي وفتح قنوات التواصل المباشرة والحل الودي هي أجدى السبل لحلحلة الملفات العالقة، وتوحيدا للبيت الخليجي.

ويعتقد خبراء إعلام أن قناة الجزيرة فشلت في انتهاج سياق مهني في التعامل مع ملف المصالحة الخليجية، واقتناص الفرصة لتعزيز التفاهم الإقليمي وتجنيب الشعوب تبعات القرارات السياسية القطرية.

18