ليبيا تعلن بدء العمل على توحيد الإعلام العام والخاص

طرابلس - أعلن رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو بدء العمل على توحيد الإعلام الليبي العام والخاص موقفا وخطابا، وذلك مع دخول البلاد مرحلة انتقالية جديدة غداة انتخاب سلطة تنفيذية مؤقتة وموحدة.
وأضاف بعيو في تدوينة له في موقع فيسبوك “ليكن إعلامُنا إعلام السلام والمصالحة والوحدة والتنمية والاستقرار”.
وتعيش وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية في ليبيا منذ سنوات في حالة فوضى واسعة النطاق في ظل تحكم أطراف سياسية وقبلية في امتلاك وإدارة هذه الوسائل وتوجيهها لضرب السلم المجتمعي والتحريض على العنف أو الدعوة إلى الانتقام، مما أحدث شرخاً اجتماعيا واسعا وانقساما في الشارع الليبي.
وقد رصدت تقارير محلية ودولية انتهاكات مهنية ارتكبتها العديد من وسائل الإعلام الليبية الخاصة التي لا تتمتع بالشفافية في الكشف عن مصادر تمويلها وقد وظفت من بثها خارج الأراضي الليبية أو داخلها لتوجيه الرأي العام وزيادة معدلات العنف والانتقام وضرب أطراف المجتمع الليبي.
وتشكل هذه المنابر تحديا لخطة توحيد الإعلام. وأوضح بعيو في تصريحات سابقة هذه العقبات قائلا “إعلام السلام ليس مجرد شعار، حيث يتطلب تعديل الخطاب وضع معايير وتشجيع من يدعو إلى إعلام السلام وتوسيع دائرة تأثير إعلام السلام في مواجهة الحرب أو الدعوة إلى الحرب”.
ونوه إلى ضرورة صياغة وتوقيع وثيقة قيم ومبادئ حاكمة للإعلام الليبي تحدد أدوات الإعلام والتمويل والخطاب وغيرها، إضافة إلى تحشيد -من خلال الإعلام- الرأي العام والنخب والسلطات لتجريم خطاب التحريض على العنف والحرب، ثم الانفتاح الكامل على الإعلام الخاص والإعلاميين وتنظيم المنصات الإعلامية.
وتعتبر وسائل الإعلام التي تبث من خارج ليبيا عائقا حقيقيا في طريق إرساء مفهوم إعلام السلام، ويبحث القائمون على الإعلام الليبي عن طرق لإلزامها بمنع خطاب التحريض على الحرب في ليبيا، كما يطالب صحافيون بفرض عقوبات على المنابر أو مستخدمي مواقع التواصل الذين يمارسون التحريض على العنف، إضافة إلى إنشاء مرصد وطني قوي حقيقي لرصد الخطاب المحرض على العنف.
الصحافيون الليبيون يأملون أن تشهد المرحلة القادمة جهودا من قبل المسؤولين لحماية وسائل الإعلام المستقلة وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين إلى العدالة
وقد شهدت ليبيا مؤخرًا زيادة غير مسبوقة في المعلومات المضلّلة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وخارجها، مما أدّى إلى تأجيج الصراع. لذلك صارت الحاجة إلى وجود صحافة مهنيّة وموثوقة ملحّة من أجل التصدّي للرّوايات الزّائفة وخطابات التّحريض على الكراهية.
وأصدر محمد بعيّو الأسبوع الماضي قرار إنشاء “شبكة تلفزيون وراديو ليبيا” التي تمت تسميتها اختصارا “تال”، ومقرها الرئيسي في طرابلس وتتبعه فروع في بنغازي وسبها وهي بدورها تتبعها مكاتب محلية ودولية عند الضرورة، ولها ميزانية موحدة.
وتضم الشبكة جميع القنوات المرئية والإذاعات المسموعة التابعة للمؤسسة الليبية للإعلام، والممولة من الخزانة العامة والمعروفة بالإعلام الحكومي، وتنتهي الوضعية الإدارية السابقة للقنوات والإذاعات وتؤول اختصاصاتها الإدارية السابقة إلى لجنة تسيّر الشبكة.
ويهدف إنشاء هذه الشبكة إلى توحيد إدارة وحدات الإعلام الوطني الليبي، وتحقيق التكامل بين القدرات والخبرات البشرية والإمكانيات الفنية لهذه القنوات والإذاعات، من أجل الارتقاء بمستوى أدائها وتنظيم خطابها وتحديد الهوية الإعلامية والبصرية لكل منها، مع المحافظة على الهوية الخاصة بكل وحدة من وحدات الشبكة.
وجاء في توضيح القرار أن الهدف منها توحيد الإعلام الوطني الليبي، والقدرة على الاستفادة من المهارات البشرية والإمكانيات الفنية، للصعود بالإعلام الليبي نحو مستوى جيد، كي يتم بذلك غلق ظاهرة الجزر المعزولة التي كان عليها الوضع قبل إقامة هذه الشبكة الإعلامية.
ويأمل الصحافيون الليبيون أن تشهد المرحلة القادمة جهودا من قبل المسؤولين لحماية وسائل الإعلام المستقلة وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين إلى العدالة. حتى يتمكّن الصحافيون من أداء عملهم دون مخاوف من التعرّض للعنف أو الرقابة أو التهديد بالملاحقة القضائية بموجب ادّعاءات وتهم زائفة، وحتى يتم تخفيف العوائق التي يواجهها الصّحافيون الأجانب عند أداء عملهم في ليبيا.
يذكر أن ليبيا جاءت في المركز الثالث عشر عربيًا، والـ164 عالميًا، بحسب تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” لعام 2020، إذ سجلت تراجعا مقارنة بعام 2019 حيث كانت تحتل المركز الـ162.