خرق تفاهمات لجنة 5+5 في ليبيا يفقد اجتماعاتها الجدية

تونس – عقدت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الليبية الخميس الجولة السابعة من محادثاتها في مدينة سرت وسط تعاظم المخاوف من عدم إتمام هذه اللجنة للمهام المنوطة بعهدتها لاسيما بعد تسجيل العديد من الخروقات لتفاهماتها، علاوة على التباطؤ في تنفيذ تلك التفاهمات ما أفقد مباحثاتها الجدية اللازمة.
ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بانعقاد الجولة السابعة من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة في مقرها في مدينة سرت، وذلك في الفترة من 4 إلى 7 فبراير لمواصلة التخطيط لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020 في جنيف.
وقالت البعثة، في بيان، إن اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة، يتمحور حول الإسراع في فتح الطريق الساحلي بغية تمكين المرور الآمن للمواطنين والبضائع والمساعدات الإنسانية، بناءً على التقدم المحرز في الجولات السابقة من محادثات اللجنة.
وأضافت في البيان ذاته أنه “لهذا الغرض، سيحضر الاجتماع خبراء إزالة الألغام من كلا الجانبين، بالإضافة إلى خبراء من البعثة، لتقديم الدعم الفني ومناقشة سبل المضي في عملية إزالة الألغام ومخلفات الحرب في المناطق الواقعة تحت سيطرة كل طرف”.
وتمحورت أجندة الاجتماع أساسا حول مسألة إخراج جميع المرتزقة من البلاد وهي نقطة يرى مراقبون أن تحقيقها يبقى أمرا صعب المنال لاسيما أن المهلة التي وضعها اتفاق جنيف من أجل إتمامها انتهت منذ أيام دون تحقيق تقدم بشأنها، إضافة إلى نشر مراقبين لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتباحث بشأن ملف تبادل الأسرى.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تزايد فيه الحديث لدى أوساط ليبية عن ضغوط أميركية في الكواليس من أجل إرغام طرفي النزاع على ترحيل المرتزقة الذين تم الاستنجاد بهم خلال الحرب التي دارت رحاها حول السيطرة على العاصمة طرابلس بين الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر وميليشيات حكومة “الوفاق”.
ولم تنجح هذه اللجنة التي تعقد اجتماعاتها برعاية الأمم المتحدة في منع الفرقاء من انتهاك التفاهمات التي تم التوصل إليها، حيث لا يزال تدفق المرتزقة مستمرا بالرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف ينص على رحيل هؤلاء تمهيدا للترتيبات السياسية الجارية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض رامي عبدالرحمن، الخميس، إن “تركيا تجري عمليات تبديلية للمرتزقة الموالين لها في الأراضي الليبية”.
وأكد عبدالرحمان في تصريحات صحافية، نقلتها وكالة أنباء “نوفا” الإيطالية، أن “تركيا تقوم بتجهيز وتدريب دفعات جديدة من المرتزقة السوريين في مناطق بالقرب من الحدود السورية لنقلهم إلى ليبيا”.
وتابع أن “الدفعات الجديدة تستعد لنقلها إلى ليبيا مقابل عودة بعض المرتزقة من طرابلس، وذلك لتقليل غضب المرتزقة بعد تقليل رواتبهم”.
وشدد عبدالرحمن على أن “آخر إحصائية تمت منذ بضعة أشهر للمرتزقة في ليبيا وصلت إلى 7 آلاف مرتزق وهم لم يتغيروا منذ فترة”، مشيرا إلى أن “ما حدث خلال الأيام الماضية عبارة عن عمليات تبديلية، تعود خلالها دفعات مقابل ذهاب دفعات أخرى”.
كما لا تزال نقطة فتح الطرقات والمعابر البرية والجوية في ليبيا من بين النقاط العالقة رغم التفاؤل الذي يبديه طرفا النزاع.
وأكد وزير الدفاع في حكومة “الوفاق” صلاح الدين النمروش، مساء الأربعاء، إحراز تقدم في إعادة فتح الطريق الساحلي الذي دعت إليه اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وذلك خلال اتصال هاتفي بين النمروش والسفير الأميركي ريتشارد نورلاند.
ومن جهته، أكد عضو مجلس النواب (البرلمان) الليبي، علي السعيدي، أن “المؤسسة العسكرية الليبية جادة في كل اللقاءات التي عقدتها في الغردقة، مروراً بجنيف وبعدها غدامس”، مشككاً في نوايا بعثة الأمم المتحدة بسبب “انحرافها وعدم جديتها في تفعيل ما تم الاتفاق عليه، وخاصة خروج المرتزقة وفتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب”.
واتهم السعيدي في تصريحات صحافية البعثة الأممية في ليبيا “بوضع عدة عراقيل من أجل إطالة الأزمة كي تظهر للعالم أن أبناء الشعب الليبي غير جادين في التوصل لحلول” وفق قوله، معرباً عن أمله في أن يتم التوصل إلى نتائج إيجابية في الاجتماع الذي عُقد أمس الخميس في سرت.
ولفت إلى أن تفعيل ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية سيكون له دور كبير في التوصل لاتفاق شامل سياسياً، مضيفاً “الأمور لا تزال ضبابية، ولن تكون هناك أي إنجازات إيجابية في ظل تخاذل البعثة الأممية، لست متفائلا حول إمكانية تحقيق إنجاز في المسار العسكري”.