ممتنة لنظاراتي

امتلاك نظارات كان كفيلا بجعلي انتبه إلى بعض التفاصيل التي لطالما اعتبرتها طبيعية في حياتي، يجب أن نتعلم رؤية الأشياء وليس مجرد النظر إليها.
السبت 2021/01/09
محظوظون لكوننا ننظر للنصف الممتلئ من الكأس

عالقون في القيود التي وضعناها لأنفسنا والقيود التي أضافها كوفيد – 19، بات من الصعب علينا أخذ وقت مستقطع للتعبير عن الامتنان أو أي شيء آخر… أصبحنا نميل إلى إغلاق أعيننا حتى عما هو أمامنا مباشرة.

الأسبوع الماضي، كنت ممتنة حقا لنظاراتي التي علي أن أرتديها كل صباح قبل جلوسي على المكتب، عندما رأيت أشخاصا يبحثون عن بعض المساعدة لشراء نظارات طبية. أستطيع تمييز إحساسهم جيدا فأنا أعاني قصر نظر، ورغم أنه ليس حادا فهو يجعل الكلمات على شاشة الكمبيوتر ضبابية ويخيل إلي أنها تتراقص في كل مكان ما يجعلني أفقد التركيز وأصاب بصداع لا يحتمل.

 تغير نظاراتي كل ذلك وتجعلني أرى الكلمات في مكانها الطبيعي وتخلصني من الصداع.

كثيرًا ما آمنت بأنه إذا كان علي الاختيار يوما بين السمع والرؤية، فسأختار الرؤية لأن معجزة البصر مذهلة جدًا. أظن أنّ ذلك ينطبق على الأغلبية أيضا.

لا يعرف كثيرون أن النظارات لقصار النظر أهم كثيرا مما تبدو عليه، إذ يسبّب عدم ارتداء الأطفال ضعاف النظر للنظارات -إضافة إلى الصداع المزمن- ضعف احترام الذات والفشل الدراسي وتأخر النمو وإعاقات التعلم وسوء التكيف الاجتماعي وحتى الجنوح. وبالنسبة إلى البالغين، يمكن أن يعني عدم وجود نظارات الفرق بين العمل والبطالة. ويمكن لضعف البصر بالنسبة إلى كبار السن أن يحد من قدرتهم على عيش حياة مستقلة.

ورغم ذلك نبدو، نحن ضعاف النظر، محظوظين جدا لكوننا ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس. نحن نعيش في عصر تطورت فيه العدسات الطبية وأيضا عمليات الليزر التصحيحية.

هل تعرفون أن العدسات التصحيحية للنظر ظهرت لأول مرة في أوروبا في القرن الخامس عشر فقط؟ قبل ذلك، لا يُعرف الكثير عن كيفية تعامل ضعاف البصر مع الأمر، رغم أنه تمت ملاحظة ضعف النظر لأول مرة حوالي سنة 350 قبل الميلاد من قبل أرسطو.

امتلاك نظارات كان كفيلا بجعلي انتبه إلى بعض التفاصيل التي لطالما اعتبرتها طبيعية في حياتي، يجب أن نتعلم رؤية الأشياء وليس مجرد النظر إليها. يجب أن نتعلّم كيف نكون ممتنين لها، لأن الامتنان هو أفضل موقف يجب اتباعه للتغلب على الإحباطات.

أن نكون ممتنين عندما نستيقظ كل صباح فهذا يعني أن الحياة تمنحني يومًا آخر وفرصة جديدة.

اليوم، تؤكد الأبحاث في علم النفس أن الامتنان عنصر أساسي في العلاقات الصحية ومظهر من مظاهر الذكاء العاطفي والاجتماعي.

يجب على البشر ألا يتوقفوا أبدا عن الاحتفاء بالامتنان.

الامتنان قوة جبارة: سخّروها!

24