تفاؤل حذر بين الخليجيين بعد قمة المصالحة

الدوحة - يسيطر القلق وعدم الثقة في المستقبل على الكثير من الخليجيين في أول يوم بعد المصالحة التي تمت في قمة العلا بالسعودية. ويأمل هؤلاء في عودة الأمور إلى ما قبل أزمة يونيو 2017 ولمّ شمل العائلات التي كانت الأكثر تضررا من الخلافات السياسية.
وإذا كانت المصالحة السياسية قد تمت بقرار سياسي خلال فترة محدود من الزمن، فإن المصالحة الاجتماعية ستحتاج إلى وقت أكبر وأن الزمن كفيل بتحقيقها.
وسيعيد قرار فتح الحدود بين السعودية وقطر إحياء الآمال بجمع أعداد من العائلات في انتظار قرار أعمّ يشمل بقية دول الخليج.
ويقول فهد الذي يعمل في مجال النفط والغاز “كل الناس الذين أتحدث معهم سعداء لأنهم يستطيعون رؤية عائلاتهم وسيتمكنون من السفر”.
وأثارت المصالحة آمالا بتدشين عهد جديد، ولو أن البعض لا يزال يشعر بشيء من عدم الثقة، فيتعاطى مع الحدث بحذر.
واضطر عدد كبير من القطريين إلى ترك عائلاتهم في البحرين والإمارات والمغادرة إلى الدوحة بعد قطع العلاقات. وتسبب ذلك أيضا في خلافات داخل العائلات المختلطة.
وبموجب أرقام صادرة عن السلطات القطرية، تأثر أكثر من 3600 زواج مسجل بين قطريين وإماراتيين بسبب الإجراءات التي اتخذتها الدول المقاطعة عند إغلاق حدودها والمجال الجوي أمام القطريين.
ويقول القطري راشد، المولود من أم إماراتية، إنه في الأيام الأولى بعد قطع العلاقات “كنا غاضبين للغاية من بعضنا البعض إلى درجة أننا توقفنا عن الحديث معا لفترة”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق “بحب الوطن”.
ويضيف راشد “حدث الأمر ذاته مع أقاربي في السعودية”.
ويقول موظف سابق في الخطوط الجوية القطرية كان في الدوحة عند بدء الأزمة، إن “العديد من الزيجات فشلت بسبب القيود المفروضة”.
ويوضح أن “هناك العديد من الأشخاص الذين خسروا أزواجهم أو زوجاتهم”.
وتمكنت بعض العائلات من اللقاء خارج الدول المعنية بالأزمة.
ويقول عبدالرحمن راشد الكواري -وهو طالب جامعي يدرس إدارة الأعمال- “بعد الاتفاق وفتح الحدود لا يوجد خوف وصارت الأمور طيبة، خصوصا مع السعودية، ولا نحتاج أي شيء آخر. وسوف نذهب لزيارة الأماكن المقدسة، خاصة فريضة الحج فهي أمر ضروري بالنسبة إلينا”.
كما تركت الأزمة أثرا اقتصاديا في كل المنطقة خصوصا مع انخفاض أسعار النفط وتأثيرات فايروس كورونا.
وخلال سنوات الأزمة، لم يتمكن السعوديون من زيارة الدوحة لتمضية عطل نهاية الأسبوع، كما كانوا يفعلون سابقا.
وسيتمثل الاختبار الحقيقي الشهر المقبل بعدد المشجعين من الدول المقاطعة الذين سيحضرون إلى الدوحة لمشاهدة منافسات كأس العالم للأندية التي ستجري في الدوحة في حال سمحت بذلك القيود المفروضة للحد من انتشار فايروس كورونا.
في السابق، كان السعوديون المهووسون بكرة القدم يحضرون إلى قطر بأعداد كبيرة.
وبحسب فهد “هذا سيساعدنا في تجنب الملاعب الفارغة” في كأس العالم 2022 التي من المقرر أن تقام في قطر.