احتفالات فلسطينية بفوز بايدن عنوانها شماتة في السعودية

متابعة تعليقات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف آليات التفكير.
الثلاثاء 2020/11/10
ترامب ما عاد متصلا

أظهر فلسطينيون شماتة إلكترونية غير مسبوقة بخسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولم تكن الشماتة بترامب على قدر ما كانت بالسعودية، وهو ما أثار جدلا على مواقع التواصل.

رام الله - تجاوز ابتهاج الفلسطينيين الإلكتروني بانتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأميركية الشماتة بالرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى الشماتة بالسعودية وبعض البلدان الخليجية الأخرى وهو ما فجر جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانضم فلسطينيون في ذلك إلى المعسكر المحسوب على الإخوان. والشماتة الفلسطينية من ترامب “مبررة”، وفق كثيرين لكن لا يُعرف سبب الشماتة في السعودية. وأغفل فلسطينيون في تغريداتهم تأكيد بايدن في أكثر من مناسبة أنه “صهيوني متشدد في تأييد إسرائيل”، وذهبوا إلى التذكير بمواقفه تجاه السعودية واستحضار تصريحاته المهددة في هذا الشأن.

ووصل الأمر إلى تداول بعض التغريدات الساخرة التي تفيد بأن الولايات المتحدة في عهد بايدن “ستجرد السعودية من جبل أحد والكعبة”.

وغردت الكاتبة السعودية هيلة المشوح:

hailahabdulah20@

من الحمق أن تقول “أتمنى أن يفوز فلان ليسحق الدولة الفلانية”. الانتخابات “وعود”… وما بعدها “مصالح”… فقط!

وأضافت:

hailahabdulah20@

جو بايدن وصف أردوغان بـ”المستبد” وتوعد بدعم المعارضة التركية لإسقاطه.. ولكن.. هل تعلم أن “الأخوان” ينتظرون فوز بايدن بشغف نكاية بالسعودية واعتقادا بأنها ستخضع؟ لو عادوا إلى التاريخ لوجدوا أن علاقة المملكة بأميركا لم تتغير منذ التأسيس حتى اليوم وأن المملكة تستمد قوتها من “ذاتها” فقط!

وشبه مغردون ما يحدث على مواقع التواصل بما حدث عند فوز ترامب بالرئاسة عام 2016.

وشرح مغرد في هذا السياق:

fdeet_alnssr@

في 2016 فرحوا لفوز ترمب على هيلاري لاعتقادهم بأنه سيضر السعودية، وفي 2020 هم أنفسهم يفرحون لفوز بايدن على ترمب لاعتقادهم بأنه سيضر السعودية. لم يستوعبوا الدرس ولا حجمهم الحقيقي.. السعودية دولة رائدة وقائدة، لها وزنها، وهي قوة اقتصادية وعسكرية وليست دولة هامشية أو صغيرة أو خيمة 3 في 4.

وانفردت السعودية بكونها الدولة الوحيدة في الخليج العربي التي لم تبادر بتهنئة المرشح الديمقراطي بالفوز. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بعثا ببرقيات تهنئة لكل من الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدين ونائبته كمالا هاريس، بعد تأخير 24 ساعة على إعلان وسائل إعلام أميركية فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

وربط منتقدون الأمر بمقطع فيديو ظهر فيه بايدن يتوعد السعودية بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وقال سعوديون إنه “في كل مرة يصل البيت الأبيض رئيس جديد، يخرج المتطفلون على مائدة السياسة يعيدون نشر تصريحات الرئيس الجديد التي هاجم فيها السعودية، هدفهم تخويف السعوديين من باب الشماتة لا الحرص”.

ونقل الباحث الفلسطيني في علم الاجتماع العربي بلال الصبّاح بعض تعليقات الفلسطينيين على موقع إخباري فلسطيني بمجرد عرض صورة لبايدن وأسرته وكتب:

BelalAlsabbah@

هذه تعليقات بعض الفلسطينيين “يؤسفني نقلها” ولكن لضرورة فهم أزمة الهوية الفلسطينية من أبعادها الخفية.. فأزمتنا أخلاقية، وثقافتنا تأسست عليها.

وقال الصباح إن “متابعة تعليقات الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في كشف آلية التفكير في المجتمع الفلسطيني”.

ووفق ما يقول سعوديون، فهناك فلسطينيون باتوا “بيادق” في صف أعدائهم ضد بلادهم، وهو ما يثير غضبهم.

وتحول فلسطينيون مؤثرون، سياسيون وإعلاميون وغيرهم، في السنوات الماضية إلى بيادق بأيادي دول تعادي السعودية وباتوا يخوضون حروبا بالوكالة أثرت على القضية الفلسطينية.

وسبق للكاتب السعودي تركي الحمد أن قال عن الهجمات الإلكترونية التي يخوضها الفلسطينيون ضد السعودية “لا أجد سببا موضوعيا واحدا لكل هذا.. موجة من الكراهية غير طبيعية ضد السعودية ودول الخليج دون سبب مقنع.. ظاهرة تستحق الدراسة..”.

وأضاف “لست من دعاة الكراهية ضد أحد، وخاصة إذا كان ‘أخا’ عربيا، ولكن بهذه السلوكيات يدفعوننا دفعا إلى عدم التعاطف معهم.. للأسف”.

وانتقد مغردون الجدل التويتري الذي يفتقد إلى نقاش موضوعي وجدي لقراءة التاريخ السعودي الفلسطيني والواقع الحالي.

وحذر كثيرون من اندفاع قطاعات من مستخدمي فيسبوك أو تويتر في تبادل الشتائم والاتهامات ما قد تكون له انعكاسات سلبية، بالأخص على مستوى العلاقات بين الشعوب. وكتب بعضهم إن هناك مأجورين يحاولون خلق فتنة مستغلين الظرف الحالي ومستخدمين في ذلك تعبئة عنصرية مقيتة شعارها القومية والمتاجرة بقضايا الأمة مع تغذية إعلام مشحون موجه.

وتساءل معلق على فيسبوك:

Zahi Alawi

الفلسطينيون ليش مبسوطين على فوز بايدن؟ كان في إدارة أوباما، وشو عمل؟ استيطان استمر، القدس تهودت، منازل الفلسطينيين تهدمت، وأوباما حاصل على نوبل للسلام!

وكتب مغرد:

Sultan_Alhamer@

الأخوة #العرب في الشمال وتجار “المقاولة” في #إيران وأتباعها المبسوطون بفوز #بايدن وهزيمة #ترامب شماتة في #الخليج الذي يعتقدون أنه كان مبسوطا برئاسة #ترامب ويتمنى لو استمرت. هذا هو بايدن “الصهيوني” باعترافه كيف سيحل لكم #القضية_الفلسطينية #الانتخابات_الرئاسية_الأميركية.

ودعا مؤثرون سعوديون إلى عدم الانجرار للاستفزازات.

من جانب آخر، دعا مؤثرون الفلسطينيين إلى استغلال الوضع لإعادة إنعاش القضية الفلسطينية.

وكتب بلال الصباح في هذا السياق:

BelalAlsabbah@

أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في الخطاب الانتخابي لكل من #بايدن و#ترامب هو أمر عظيم، والأولى استثمارها مع القوى العربية التي جعلت #فلسطين قضية عالمية كـ#السعودية و#الإمارات و#مصر، ولكن الفلسطينيين لا يفهمون من السياسة إلا روايات ماركس ولينين وغيفارا.

19