إجبار الطفل على إنهاء الطعام يفقده القدرة على تمييز إشارات الجوع والشبع

دراسة: الأطفال الذين ينتقون طعامهم بدقة يحصلون في النهاية على كافة المواد الغذائية التي تحتاجها أجسامهم.
الأحد 2020/11/08
الأطفال يكتسبون عادات غذائية تستمر معهم عند الكبر

واشنطن - حذر خبراء التغذية الآباء من عادة إنهاء طبق الطعام كاملا، التي يحاول الآباء تعويد أطفالهم عليها منذ الصغر لتظل ملازمة لهم طول العمر، والتي يمكن أن تجعلهم عرضة للإصابة بالسمنة.

ومن المعروف أن الجسم في مراحل العمر المبكرة ينمو سريعا ويكتسب الطفل بمرور الوقت عادات غذائية قد تستمر معه حتى مرحلة البلوغ، ولهذا فإن الطفل البدين، إذا واظب على العادات الغذائية الخاطئة، سيصبح بدينا في الكِبر.

ويدعو الخبراء إلى أن تُترك للأطفال بعض الحرية لتحديد ما يكفيهم من الطعام، لأن إرغامهم على “إنهاء أطباقهم”، يفقدهم القدرة على تمييز إشارات الجوع والشبع ويشجعهم على الإفراط في الأكل في الكِبر.

وأشارت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد الأميركية إلى أنه حتى الأطفال الذين ينتقون طعامهم بدقة شديدة يحصلون في النهاية على كافة المواد الغذائية التي تحتاجها أجسامهم.

وقال رئيس المؤتمر الاتحادي الألماني للاستشارات التربوية أولريش غيرث “لنفترض أننا ندعهم يختارون طعامهم بأنفسهم، وأنهم لا يأكلون شيئا غير الخبز المحمص الذي يوضع عليه معجون البندق. فإنهم سيملون منه بعد فترة وسيغيرونه من تلقاء أنفسهم”.

وأضاف “إنها مسألة شخصية إلى حد ما. فهناك طفل يحب الطعام، ويأكل الكثير منه، ويتناول كافة أنواعه. وثمة آخر نيّق يأكل مثل الطيور، وفضلا عن كونها مسألة شخصية، هناك عوامل نفسية تلعب دورا في ذلك، وأحيانا يكون ذلك إظهارا للاستقلالية من جانب الطفل”.

وأوضح غيرث أن الأكل مسألة شخصية، وبرفض الطفل تناول الطعام فإنه بذلك يضع خطا فاصلا بينه وبين أبيه مع رسالة مفادها “إنك لن تملي عليّ ما أقوم به”.

الآباء الذين يتناولون المقرمشات بدلا من الفاكهة والخضروات يجب ألا يفاجئهم قيام أطفالهم بنفس الشيء

ولكن للأسف حتى وإن كان الآباء يعلمون هذه الحقيقة، فإنه من الصعب عليهم أن يقفوا موقف المتفرج، ويشاهدوا أطفالهم وهم يتناولون وجبات غير متوازنة على نحو مستمر لعدة أيام. غير أنه ليس من السهل التعامل بصورة سليمة مع عناد الطفل ورفضه لأنواع معينة من الطعام.

وقالت العضو في الفريق العلمي لمعهد أبحاث تغذية الأطفال أوته أليكسي “تلعب عادات الآباء في تناول الطعام دورا أيضا بالتأكيد. ففي النهاية، يظل الآباء قدوة لأبنائهم”.

وأضافت “الآباء الذين يتناولون الشوكولاتة والمقرمشات، بدلا من الفاكهة والخضروات، يجب ألا يفاجئهم قيام أطفالهم بنفس الشيء. وعلى نفس المنوال، يمكن أن يكون لتلك العادات تأثير إيجابي إذا ضرب الأبوان مثالا طيبا يحتذى به من خلال تناول طعام شهي باستمتاع أمام الطفل”.

وشددت أليكسي على ضرورة عدم استسلام الأبوين في حال فشلت أول محاولة لحث الطفل على تناول نوع معين من الطعام، بل يجب عليهما أن يكررا محاولاتهما مرارا وتكرارا حتى يتقبل الأطفال الأطعمة غير المألوفة.

وقال الباحث ميشال مايماران “نعتقد أن الطعام الذي نقدمه للطفل ونقول له إنه يساعدك على القراءة أو الحساب، ينفر منه، لأنه يستخلص أن طعمه ليس لذيذًا وبالتالي يأكل القليل منه”.

ودعا مايماران الآباء الذين يجدون صعوبة في جعل أطفالهم يتناولون طعاما صحيا، إلى تقديم الطعام دون تعليقات أو مدح للمذاق اللذيذ.

وينصح خبراء التغذية الآباء بضرورة تقديم طعام صحي ومتوازن لأطفالهم منذ أعمار مبكرة، حتى وإن كانت ردة فعلهم في البداية الرفض. كما يمكن للآباء، بإتاحة الأغذية والمشروبات الصحية في البيت التأثير في سلوكيات أطفالهم.

21