أفلام عن الأساطير الغامضة تعرض في مهرجان الجونة

ندوة خاصة قدمها مهرجان الجونة عن راويات رابطة شقيقات وهن تسع مخرجات عربيات يتطلعن أن تكون تجاربهن ذات موضوعات جديدة ورؤية مختلفة.
الثلاثاء 2020/10/27
"لَّيْل" فيلم عن الألم المُشكّل لوجدان وهوية سكان الشرق الأوسط

الجونة ( مصر)- واصل مهرجان الجونة السينمائي فعاليات نسخته الرابعة، الاثنين، مقدّما 25 عرضا لأفلام تسيطر على أحداثها الأساطير والسرديات الغامضة بجانب القضايا الإنسانية.

ومن بين الأفلام التي عرضت ضمن فعاليات اليوم الثالث للمهرجان، الفيلم المكسيكي الفرنسي “غابة مأساوية” للمخرجة يولين أوليزولا، والذي يعرض ضمن برنامج تيار الرسمي (خارج المسابقة).

وتدور أحداث الفيلم خلال عام 1920، وفي أعماق غابات المايا على الحدود المكسيكية، أين ينعدم القانون وتكثر الأساطير حيث تواجه مجموعة من العمال وحش زاتاباي الأسطوري في قلب الغابة.

مبادرة "راویات" تجمع صانعات أفلام من مختلف أقطار الشرق الأوسط وشمال أفریقیا ودول المهجر، بهدف خلق مشهد جديد على مستوى المنطقة وخارجها

وفى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، عرض الفيلم الأذربيجاني المكسيكي الأميركي “احتضار” للمخرج هلال بيداروف، وتدور أحداثه حول شاب يحاول العثور على عائلته الحقيقية والأشخاص الذين يحبهم ويمنحون معنى لحياته، وعلى مدار يوم واحد، يختبر سلسلة من الحوادث الغريبة، يفضي بعضها إلى موت بشر أو تُعيد أخرى إلى الذهن ذكريات خفية وأحيانا تكشف عن سرديات غامضة.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، عرض الفيلم الإيطالي الفرنسي الإسباني “لَّيْل” للمخرج جيانفرانكو روسي. ويحاول الفيلم الإجابة على سؤال بشأن مقدار الألم المُشكّل لوجدان وهوية سكان الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق تبدأ أحداث الفيلم الذي صُوّر على مدى ثلاث سنوات على طول الحدود الفاصلة بين سوريا والعراق وكردستان ولبنان.

وجيانفرانكو روسي، مخرج أفلام وثائقية إيطالي أميركي ولد في عام 1963 في إريتريا ونشأ ما بين إيطاليا وتركيا. في سن الـ19، ترك روسي دراسة الطب في جامعة بيزا، للالتحاق بمدرسة السينما بجامعة نيويورك.

فاز فيلمه “ساكرو جي.آر.أي” (2013) بجائزة الأسد الذهبي في الدورة الـ70 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، فيما حصل “نار في البحر” (2016) على جائزة الدب الذهبي في الدورة الـ66 لمهرجان برلين السينمائي الدولي.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، عرض أيضا الفيلم الإيطالي الأميركي اليوناني “صائدو الكمأ” من إخراج مايكل دوّيك وغريغوري كيرشاو. وتجري أحداثه في أعماق الغابات الواقعة في شمال غرب إيطاليا، حيث تبحث مجموعة من كبار السن عن كمأ الألب الأبيض غالي الثمن، طيب الطعم.

4 راويات من مؤسسات رابطة شقیقات في حب السينما
4 راويات من مؤسسات رابطة شقیقات في حب السينما

وضمن فعاليات برنامج جسر الجونة السينمائي، أقيمت، الاثنين، ثلاث فعاليات هي “ندوة تمكين النساء بواسطة السينما”، ومحاضرة قدّمها كريستوفر ماك، مدير قسم تطوير واستثمار المواهب الإبداعية العالمية في منصة نتفليكس الترفيهية، و”إيفتا: رحلة صانع الأفلام من مختبرات التطوير إلى منصات الفيديو حسب الطلب”.

كما أقيمت، الأحد، ندوة خاصة عن راویات رابطة شقیقات في حب السينما، بحضور مؤسِّسات الرابطة المخرجة الجزائرية لينا سويلم والمخرجة المصرية كوثر يونس والمخرجة الفلسطينية الأردنية دينا ناصر والصحافية الجزائرية دوروثي میریام كلو، تحدثن فيها حول أهداف الرابطة.

وقالت المخرجة دينا ناصر إن مشاركتهنّ في مهرجان الجونة هي الأولى لهنّ مضيفة “سعيدات بتعريف أنفسنا”. وأضافت “نحن تسع مخرجات راويات الأفلام التسجيلية موجودات بالوطن العربي نساعد بعضنا لإنتاج تسعة أفلام، ونتطلع لأن تكون تجاربنا ذات موضوعات جديدة ورؤية مختلفة، ونحن هنا لنقدّم ونطرح أنفسنا”.

وتابعت “نقوم بتدشين موقعنا الإلكتروني ونعمل على السيناريوهات القادمة، والرابطة سيكون لها موقع إلكتروني قريبا ومن خلال استمارة مشاركة يمكن لصانعات السينما في الوطن العربي الانضمام إلينا، ومن يحتاج إلى مساعدتنا أو حتى من يريد طرح أفكار جديدة سيستطيع التواصل معنا”.

وبدورها أكّدت المخرجة الجزائرية لينا سويلم أنها محظوظة بعرض أول أفلامها “جزائرهم” في مسابقة الأفلام التسجيلية بمهرجان الجونة، قائلة “كنت أواجه مشاكل في التواصل مع المهرجانات أو اختيار الأفضل بالنسبة لإرسال أفلامي، وكان ينقصنا بعض الخبرة في التواصل مع صناع السينما الآخرين في العالم العربي، وهذا ما ستساعد فيه الرابطة للتواصل مع بعضنا البعض، وتوافر المعلومات في مكان يمكننا الوصول إليه”.

وقالت المخرجة المصرية كوثر يونس إن مبادرة “راویات” تجمع صانعات أفلام من مختلف أقطار الشرق الأوسط وشمال أفریقیا ودول المهجر، بهدف خلق مشهد جديد على مستوى المنطقة وخارجها، والهدف أن تولد مساحات للتواصل والدعم والرعایة للأصوات السینمائية النسائیة الجدیدة والمترسخة بالفعل، لخلق صناعة أكثر إبداعا.

الجونة السينمائي يواصل عرض أفلام عالمية في عرضها العالمي الأول، بالإضافة إلى الندوات الفكرية المختصة

وأضافت يونس “نحن مجموعة مستقلة لا نتبع جهة، فكل بلد فيه قوانين وقواعد ومن المبكر الحديث مع الحكومات عن نشاطنا، كلنا مستقلات ولذلك قمنا بتدشين الرابطة لتسهيل الحياة، كل فيلم له قوام خاص لكن إذا نظرنا جيدا سنجد شيئا متشابها وليس لدينا دعم من أي جهة حكومية، نحن لا نبحث عن مخرجات في كل بلد فنحن مجموعة أسّسنا شيئا، ونرغب طبعا بانضمام مخرجات أخريات لنا، وهناك مخرجات مصريات وعربيات يعرفن المشروع، لكن لا يستطعن المساعدة إلاّ عندما يكون لدينا كيان قائم بالفعل”.

واختتمت المخرجة دوروثي میریام كلو الحديث، قائلة “لم نفكّر في دعم بعينه، ولكن نفكر كصانعات فيلم لفتح طريق وتقديم تسهيلات أو معلومات، ولا زلنا في مرحلة بناء كيان، فمثلا نحن كمخرجات نحتاج إلى تمويل ودعم قوي من مكان آخر لنذهب إلى المهرجانات، وكثيرا ما نجد صعوبة ولا نعرف كيف نجد الأشخاص لمساعدتنا، ووجودنا كمخرجات عربيات في المنطقة مهم وليس لدينا حاليا غير مهرجان الجونة، وهذا شيء جيد بالنسبة لنا ولوجودنا للتعريف بنا، نحن بحاجة إلى وجود أساس لنا في المنطقة العربية”.

وتابعت “سيكون لدينا شراكات وحضور آخر لنا في مهرجانات أخرى، وهذا أول اجتماع لنا، نحن في مرحلة التعريف بأنفسنا، فمجتمعنا ينظر إلى النساء كأقلية ومن خلال الرابطة نحاول أن نتعامل مع هذا المنظور، ونحاول أن نكون حاضرات بطريقتنا للتعبير عن أنفسنا”.

16