لوحة لفرهاد مشيري تتصدّر مزاد كريستيز لفنون الشرق الأوسط

لندن – يتصدّر عمل "كان يا ما كان" للفنان الإيراني فرهاد مشيري مزاد فنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة الذي ستقيمه دار “كريستيز” للمزادات عبر الإنترنت في الفترة الممتدة بين 4 و24 نوفمبر المقبل.
وتم عرض هذا العمل الفني الهام آخر مرة أمام الجمهور في متحف آندي وارهول في بيتسبرغ في أوائل عام 2018، وسيتراوح سعره التقديري بين 220 و280 ألف جنيه إسترليني.
وسيضم المزاد المرتقب نحو خمسين عملا فنيا رفيعا، بالإضافة إلى عشر قطع من التصاميم الشرق أوسطية التي قدّمها المهندس المعماري الشهير والمصمّم فيكتور أودزينيجا.
وأنجز فرهاد مشيري عمله الفني “كان يا ما كان” في عام 2011 كجزء من أربعة أعمال ضمن مشروع تعاون مع دار لويس فيتون، ليصبح بذلك أول فنان شرق أوسطي يتعاون مع هذه الدار الشهيرة.
ويصف الفنان الإيراني عمله بأنه “مستوحى من مجموعة بطاقات بريدية قديمة قمت بجمعها، والتي كنا نرسلها إلى أحبائنا عند سفرهم أو خلال مواسم الأعياد”، حيث تجسّد دار لويس فويتون بالنسبة إلى مشيري روح السفر المتحرّرة.
وخلال فترة عمله على إنجاز المشروع زار مشيري منزل عائلة لويس فويتون بدعوة منها، كما زار ورش العمل الكائنة في أسنيير في باريس لمشاهدة الحرفيين وهم ينتجون السلع والبضائع الجلدية، ليتعرّف بذلك على تراث دار لويس فويتون العريق وخبرتها الواسعة.
ووجد مشيري، الذي يعتمد في عمله على حرفيته اليدوية، أن هذه التجربة الغنية عكست في الكثير من الأحيان أسلوبه في إنجاز الأعمال الفنية التي تستند بدورها على فن التطريز والمهارات الأخرى التي تناقلتها نساء إيران من جيل إلى آخر.
ويمثل عمل “كان يا ما كان” أجمل أعمال الفنان وأكثرها عمقا ضمن سلسلة الأعمال الأربعة، حيث يمزج فيه مشيري أساليبه الفريدة -التطريز واستخدام الخرز- في تناغم تام. وقام الفنان بتزيين العمل بحدود مطرزة يدويا واستخدم أدوات قديمة لإضافة الخرز والألوان بدقة متناهية.
ويُعتبر فرهاد مشيري أحد أهم فناني حركة البوب الجديدة أو ما يعرف بـ“النيو بوب”، وهو من أبرز الشخصيات المؤثرة في الفن المعاصر في الشرق الأوسط، حيث اشتهر بتفسيراته الساخرة التي تجمع من خلال أعماله بين الأشكال الإيرانية التقليدية وتلك الخاصة بالثقافة الاستهلاكية والشعبية المعولمة.
ويستخدم فرهاد مشيري العديد من المواد غير المألوفة كبديل عن الألوان في معالجته للقضايا ذات الصلة والمسائل التي تحظى باهتمام المتلقي المعاصر، فهو يلعب مع رموز الحداثة لتشكيل صورة فنية صارخة.