دعاية الجيش الصيني برعاية هوليوود

بكين - أثار مقطع فيديو دعائي نشره الجيش الصيني يظهر فيه عمليات قصف جوية، سخرية بالغة بعدما تبيّن أنها مقاطع من أفلام هوليوودية شهيرة.
وكانت القوات الجوية الصينية نشرت الفيديو السبت الماضي وتبلغ مدّته حوالي دقيقتين ونصف الدقيقة وكتبت بجانبه “نحن حماة المجال الجوي الصيني ولدينا الثقة والقدرة على الدفاع عن سماوات أمّنا الصين”.
وفي الفيديو تظهر القاذفة الصينية الشهيرة “شيان إتش-6” النووية وهي تحاكي تنفيذ هجوم على ما يبدو مثل قاعدة عسكرية أميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ.
وجذب الفيديو في البداية المديح من مستخدمي الإنترنت “الوطنيين”، لكن فقاعة الشعور بالرضا سرعان ما انفجرت بعد أن كشف مصدر المشاهد.
وأظهر الدقيقة 1:07 من الفيديو كرة نارية ضخمة من الغارة الجوية الصينية اتضح أنها متطابقة مع المشهد الافتتاحي للفيلم الفائز بجائزة الأوسكار عام 2010 “خزانة الألم”.
كما تم اكتشاف مشهد آخر يصور صاروخًا يطير باتجاه القاعدة العسكرية تبيّن أنه مأخوذ من مشهد في فيلم “المتحولون” الذي صدر في عام 2009.
كما لاحظ مستخدمو الإنترنت أن مشهدًا ثالثًا يظهر انفجارا هائلا في قاعدة عسكرية، هو من فيلم “الصخرة”.
وسارع المشاهدون المحبطون إلى السخرية من المقطع الدعائي.
وسأل البعض عما إذا كان يجب استخدام المشاهد “المستعارة” لأن المسؤولين الفاسدين قد اختلسوا ميزانية الدعاية.
ولم يعلّق الجيش الصيني على الفيديو غير أن مصدراً مقرباً من الجيش قال لصحيفة “ساوث تشاينا مورننغ بوست” -ميالة إلى المعارضة ومقرها هونغ كونغ- إن الضباط الصينيين يستعيرون غالباً مشاهد من أفلام أميركية.
ويتزامن نشر الفيديو مع مناورات عسكرية يقوم بها الجيش الصيني قرب تايوان، وذلك رداً على زيارة وزير أميركي للجزيرة التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ منها.
وقال كولين كوه، وهو باحث في معهد سنغافورة للدراسات الدفاعية والاستراتيجية، إنّ الفيديو كان يهدف إلى “تحذير الأميركيين من أنه حتى المواقع التي يفترض أنها آمنة مثل غوام قد تتعرض للتهديد عندما تندلع النزاعات حول بؤر التوتر الإقليمية، أكانت تايوان أو بحر الصين الجنوبي”.
وفي عام 2015، انتقدت أكبر هيئة تنظيمية لوسائل الإعلام في الصين الأعمال الدرامية الحربية “سيئة الصنع” بسبب استخدام حبكات غير واقعية لسرد قصص عن حروب الصين الحقيقية.