الأقنعة الجراحية والأقنعة المزودة بفلاتر أكثر نجاعة من الماسكات القماشية

قدرة أصغر الجزيئات على البقاء في الألياف تحدد فاعلية القناع في الحماية من كورونا.
الأحد 2020/07/19
القناع يوفر قدرا من الحماية لحامله

لا تزال الخامات التي يمكنها إيقاف جزيئات في حجم فايروس كورونا بصورة جيدة، والخامات الأقل جودة، محور عديد البحوث التي يجريها الخبراء على الأقنعة الواقية من الفايروس. وقد أثبت الخبراء أن الأقنعة القماشية أقل نجاعة من الأقنعة الأخرى من حيث الحماية من فايروس كورونا مشيرين إلى أن التوليفة المثالية للماسكات القماشية يجب أن تتكون من ثلاث طبقات.

برلين - يلجأ الناس في ظل تفشي فايروس كورونا إلى أنواع مختلفة من الأقنعة أو الماسكات للحماية من العدوي، سواء كانت مصنوعة من المناشف الورقية أو المنسوجات أو الماسكات الجراحية. وبشكل أساسي يجب أن تقوم هذه الماسكات بجمع الجزيئات الدقيقة من هواء التنفس لحماية الآخرين من العدوى المحتملة بفايروس كورونا، وأن تكون مصنوعة من خامة تسمح للمرء بالتنفس بصورة جيدة.

وأوضح الباحث فرانك درفينيك مشكلة الماسكات قائلا “يمكن القول بكل سذاجة إن الرقاقات البلاستيكية لا تسمح بمرور الجزيئات، ولكنها لا تسمح أيضا بمرور الهواء، ويصبح الوضع عكس ذلك عند استعمال مصفاة، ولذلك يتعين على المرء العثور على شيء تكون المساحة المفتوحة به كبيرة قدر الإمكان، ولكن المسام الفردية تكون صغيرة نسبيا”.

ويترأس فرانك درفينيك مجموعة بحثية في معهد ماكس بلانك للكيمياء في مدينة ماينز الألمانية، والتي ينصب اهتمامها على دراسة المواد المختلفة في ما يتعلق بقدرة الفلترة أو

ما يعرف باسم كفاءة الفصل، بمعنى قدرة أصغر الجزيئات على البقاء في الألياف.

ويهتم الخبير الألماني أيضا بمعرفة نوعية الخامات، التي يمكنها إيقاف جزيئات في حجم فايروس كورونا بصورة جيدة، والخامات الأقل جودة، وقد قام الخبير الألماني بمعاونة فريقه البحثي باختبار العشرات من الخامات المختلفة.

وأظهرت الخامات، التي تم تصنيعها من أجل الفلترة، أفضل القياسات، مثل الأقمشة غير المنسوجة، والتي يتم الاعتماد عليها في تصنيع الماسكات الجراحية، وأضاف فرانك درفينيك قائلا “عادة ما تكون هذه الأقنعة مصنوعة من أقمشة غير منسوجة؛ حيث يتم خلط الألياف، وبالتالي لا يوجد بها مسام كبيرة تسمح بمرور الجزيئات من خلالها”.

الأقنعة يجب أن تقوم  بجمع الجزيئات الدقيقة من هواء التنفس لحماية الآخرين من العدوى المحتملة بفايروس كورونا

وأضاف الخبير الألماني أنه ليس بالضرورة أن تكون هناك مشكلة في التنفس إذا كانت المسام صغيرة للغاية في الماسك، وتشتمل مثل هذه الخامات على العديد من القنوات، ولكنها تكون دقيقة للغاية، وهذا يعني أن المساحة الإجمالية للمسام المفتوحة تكون كبيرة نسبيا، وبالتالي يمكن للهواء أن يمر بسهولة مع فصل الجزيئات بصورة جيدة، ويتم شحن الألياف الخاصة بخامات الماسكات الجراحية، أو ما يعرف بماسكات “أف.أف.بي”، بشحنات ستاتيكية، وهو ما يعمل على فصل الجزيئات بصورة أفضل.

وتجدر الإشارة إلى أن حجم فايروس سارس كوف 2 يبلغ من 60 إلى 140 نانومتر، علما بأن النانومتر هو جزء من المليون من المليمتر. وعادة ما تكون الفايروسات دقيقة الحجم للغاية، ولكنها لا توجد بمفردها في الهواء، بل تكون مرتبطة بجزيئات أخرى أكبر منها حجما، ولكنها تظل في نطاق الميكرومتر ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

وأضاف الباحث الألماني فرانك درفينيك أن الخامات المختلفة المصنوعة من الألياف القطنية جاءت في مرتبة متوسطة في نتائج الاختبار، ومن الأمور الواجب مراعاتها هنا مدى كثافة هذه المنسوجات؛ لأنها تؤثر على حجم المسام الموجودة في النسيج، وأكد الخبير الألماني على ارتفاع كفاءة فصل الجزيئات كلما كان النسيج أكثر إحكاما.

ومن جانبها تنصح بوابة ماسكتزيجين غير الربحية الأشخاص، الذين يرغبون في خياطة ماسكات من الأقمشة أو الجيرسي المصنوعة من القطن 100 في المئة، بأن تكون كثيفة قدر الإمكان، وأن تسمح بنفاذ الهواء بما يكفي للتنفس، كما تنصح البوابة الألمانية باختبار كثافة الماسك أمام المصباح، وكلما قل عدد نقاط الضوء التي يمكن رؤيتها وصغر حجمها، كانت المنسوجات أكثر كثافة، وبالتالي توفر المزيد من الحماية.

وأشارت بوابة ماسكتزيجين إلى توصية منظمة الصحة العالمية بشأن التوليفة المثالية للماسكات القماشية، والتي يجب أن تتكون من ثلاث طبقات؛ حيث يجب أن تكون الطبقة الداخلية المواجهة للفم والأنف ماصة للماء، بينما يجب أن تكون الطبقة الموجودة في المنتصف طاردة للماء ومصنوعة من خامات غير منسوجة مثل القطن أو البولي بروبلين، والتي تجمع القطرات، أما الطبقة الخارجية فيجب أن تكون طاردة للماء ومصنوعة من البوليستر.

وعلى العكس من الماسكات الجراحية أو الماسكات المزودة بفلاتر للجزيئات، فإنه لم يتم إثبات تأثير الحماية للماسكات القماشية، إلا أن الحواجز القماشية تقلل من سرعة تدفق القطرات عند العطس والسعال، كما أنها تعمل على فصل الجزيئات بشكل جزئي، بالإضافة إلى أنها توفر قدرا من الحماية لمرتديها على الأقل.

نوعية الخامات التي يمكنها إيقاف جزيئات في حجم فايروس كورونا بصورة جيدة، والخامات الأقل جودة، لا تزالان محور عديد البحوث
نوعية الخامات التي يمكنها إيقاف جزيئات في حجم فايروس كورونا بصورة جيدة، والخامات الأقل جودة، لا تزالان محور عديد البحوث

وقبل وضع قناع، يجب تنظيف اليدين جيدا بالماء والصابون، ثم تغطية الفم والأنف بالقناع والتأكد من عدم وجود فجوات بين الوجه والكمامة، وفق ما ينصح به الخبراء. ويجب أيضا تجنب لمس القناع أثناء استخدامه، ومن الضروري أيضا استبدال الكمامة عندما تكون رطبة. كما ينصح الخبراء بخلع القناع دون لمس الجزء الأمامي منه، وضرورة التخلص منه على الفور في سلة مغلقة.

ويوصي عديد الأطباء بارتداء قناع واق للحدّ من انتقال عدوى فايروس كورونا المستجد، سواء كان قناعا مخصصا للجراحة، وهو عادة ما يكون أزرق اللون، أو قناعا بمنقار أو حتى قناعا مصنوعا من القماش أو من مواد أخرى من شأنها منع تنقل العدوى بشكل مباشر للشخص عبر الأنف أو الفم.

وتختلف درجات الحماية من قناع إلى آخر وتبقى الأقنعة الطبية أكثر فعالية لكونها مصنعة بشكل يحول دون تسرب الفايروسات التي هي كائنات مجهرية، مما يجعل الأقنعة اليدوية أقل حماية للشخص. ويعتقد الخبراء أنها أفضل من لا شيء، لكونها تقلل بنسب مختلفة من مخاطر الإصابة خاصة إذا التزم الشخص بالمبادئ الأساسية للسلامة.

وينصح الخبراء باستخدام الأقنعة الواقية بما فيها المصنعة في البيت شريطة الالتزام بالمبادئ الأساسية للسلامة من الإصابة والمتمثلة أساسا في احترام مسافات السلامة والحرص على غسل اليدين جيدا والعطس في أعلى الكف. والتأكد من أن القناع مناسب بشكل مريح حول الأنف والفم، وأنه لا توجد مساحة تسمح بمرور الهواء للأنف أو الذقن أو الخدين.

كما ينصح الخبراء بالحرص على عدم لمس الأقنعة باليد، لأنها قد تكون أقصر وسيلة للإصابة بالعدوى وأكثر خطرا من عدم ارتداء القناع.

21