الجزائر تلتقط أنفاسها بعد تعليق الاحتجاجات

البلاد تشهد يوماً عادياً خالياً من الاحتجاجات للمرة الأولى منذ عام بهدف تجنيب الجزائريين المزيد من الإصابات بوباء كورونا المستجد.
الأربعاء 2020/03/18
هدنة إلى حين

الجزائر - عاشت الثلاثاء، العاصمة الجزائرية وجلّ المدن والمحافظات يوما عاديا لأول مرة منذ أكثر من عام، بعدما علّقت فعاليات الحراك الشعبي أنشطتها ومظاهراتها الاحتجاجية المناهضة للسلطة، بسبب انتشار وباء كورونا الذي أصاب العشرات من الجزائريين وأدى إلى وفاة خمسة أشخاص.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة حملة تعبئة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل الدخول في هدنة لثلاثة أسابيع، بغية تجنيب الجزائريين المزيد من الإصابات، قوبلت في بداية الأمر بشيء من الاستهتار قبل أن يدخل الجميع في خانة الحذر والامتثال لنصائح وتوجيهات السلطات الطبية.

وعمد طلبة الجامعات إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية كل ثلاثاء، قبل أن يلتحق بهم منتسبون لفئات اجتماعية أخرى، من أجل الضغط على السلطة وحضها على تلبية المطالب السياسية المرفوعة منذ الثاني والعشرين فبراير من العام الماضي.

وشكّل شغور الشارع الجزائري من المتظاهرين، في انتظار المظاهرات الشاملة التي تنظم كل جمعة، تحوّلا كبيرا في الاحتجاجات المشتعلة في البلاد، حيث عجزت السلطة طيلة الأشهر الماضية عن إقناع الجزائريين بعروضها السياسية، بينما تمكّن وباء كورونا من تطويع الحراك الشعبي.

ودعا ناشطون ميدانيون، إلى ضرورة الدخول في هدنة مؤقتة مع السلطة، من أجل تجنيب المجتمع إصابات جديدة وعدم المساهمة في تعقيد الوضع أكثر، في ظل الإمكانيات الصحية الهشة للدولة، ودخول البلاد في حالة غير مسبوقة من الفزع والخوف.

واعتبر الناشط إبراهيم دواجي، في تصريح لـ”العرب”، بأن تعليق الاحتجاجات والمظاهرات يسمح لفعاليات الحراك من أخذ استراحة محارب، وأخذ نفس لتقييم الوضع والتفكير في آليات ضغط جديدة بعد استجلاء غبار معركة كورونا.

وحظي تعليق الاحتجاجات الشعبية بتأييد عدّة قوى سياسية، على غرار حزب الحرية والعدالة، المشارك في السلطة.

4