الأمم المتحدة تعيد تنشيط تبادل الأسرى اليمنيين

عمان - استأنفت الأمم المتحدة جهودها لاستكمال تنفيذ الشقّ المتعلّق بتبادل الأسرى في اتفاق ستوكهولم الموقّع قبل أكثر من عام بين الحكومة اليمنية والمتمرّدين الحوثيين.
وتعثّرت إلى حدّ الآن الجهود الأممية للبدء بعملية سلام جادّة تنهي الحرب المتواصلة في اليمن منذ خمس سنوات، لكنّ التركيز على الجوانب الإنسانية، تحوّل في الآونة الأخيرة إلى مدخل لبناء الثقة بين الأطراف المتدخّلة في الصراع اليمني، تمهيدا للسلام الذي أبدى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تفاؤلا بإمكانية تحقيقه خلال السنة الجارية.
وأعلن مصدر في الأمم المتحدة أنّ ممثلي الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين بدأوا، الإثنين في العاصمة الأردنية عمّان، جولة جديدة من المباحثات حول اتفاق تبادل الأسرى.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، إنّ اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى التي بدأت اجتماعها الثالث، تجمع بين أطراف النزاع في اليمن برئاسة مكتب المبعوث الخاص للأمين العام مارتن غريفيث، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبحسب ذات المصدر فإنّ الاجتماع مخصص لمناقشة التزامات الطرفين المعلنة في اتفاقية تبادل الأسرى التي أبرمتها الأطراف في ستوكهولم بالسويد أواخر العام 2018.
وكان الطرفان وافقا في محادثات السويد على تبادل 15 ألف أسير وسلموا لوائح بأسماء هؤلاء إلى وسيط الأمم المتحدة، لكن تنفيذ هذا البند من الاتفاق تعثّر على غرار أغلب باقي البنود.

وأضاف المصدر الأممي أنّ الاجتماع يعقد خلف أبواب موصدة، حيث لم تتم دعوة وسائل الإعلام ولكن من المفترض أن يصدر بيان حال انتهاء الاجتماعات التي قد تستمر عدة أيام.
وعقدت آخر جولة من المباحثات بين ممثلي الحكومة اليمنية والمتمرّدين الحوثيين من 14 إلى 16 مايو من العام الماضي وتركزت حول إدارة عائدات الموانئ اليمنية الواقعة على البحر الأحمر. ووصفت الأمم المتحدة الاجتماعات حينها بأنها بنّاءة.
وسُجّل مؤخرا تقدم طفيف نحو بناء الثقة في اليمن عبر بوابة الأوضاع الإنسانية، حيث نقلت طائرتان خلال الأيام الماضية نحو 30 مريضا إلى عمّان بصحبة مرافقيهم من أجل تلقي العلاج في مستفشيات المملكة الأردنية.
ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي. وفي شهر مارس 2015، تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية.
وجاءت الموافقة على فتح المجال الجوي لنقل المرضى من صنعاء نحو الخارج بموافقة التحالف العربي المسيطر على الأجواء اليمنية، الأمر الذي اعتبر خطوة من السعودية لبناء الثقة وفتح الطريق لعملية سلام شاملة في اليمن، في ظل تعثّر المسار السياسي وعودة التصعيد إلى جبهات القتال بعد انهيار التهدئة النسبية التي شهدها البلد خلال الأشهر السابقة.