لا.. لا تكذبي

لو صحَّ ما خلصت إليه دراسة بريطانية قرأت عنها مؤخرا، من أنه مع كل كذبة يكذبها الإنسان تتساقط 5 شعرات من رأسه، لما وجد على ظهر الكرة الأرضية من يحتفظ بشعره ولأصبحنا جميعا من “الصلعان” وليذهب العامل الوراثي للجحيم.

وكي تفرح النساء، وربنا يشمتن أيضا، فقد أشارت نتائج دراسة علمية حديثة قام بها باحثون من ألمانيا وبريطانيا، إلى أن الرجال هم الأكثر كذبا من النساء، إذ يكذبون 1095 كذبة سنويا (بمعدل 3 مرات يوميا)، في حين أن النساء يكذبن بمعدل 728 كذبة في نفس الفترة، ويُفترض أن يتساقط شعرهنَّ كذلك.. إلا أن لا امرأة صلعاء رأيتها شخصيا، عدا ما قرأته عن مغنية رائد مسرح العبث الفرنسي يوجين يونيسكو في مسرحيته التي حملت ذات الاسم “المغنية الصلعاء”، وعُرضت للمرة الأولى في باريس (1950)، حيث كان السؤال عن أخبارها، فجاءت الإجابة: مازالت تصفف شعرها بنفس الطريقة!

وقبل أن تتهكم النسوة على الرجال “الصلع”، وكأنهم وحدهم الكاذبون، لا ننسى أن الشعر المستعار، مع الطرحة، جاء من قبيل “الستر” للمرأة حتى لا تنفضح أكاذيبها، إذ أن سقوط 5 شعرات يوميا، لو افترضنا معدل كذبة واحدة في اليوم، كفيلٌ كما تقول الدراسة بأن يجعل أي امرأة بالمقابل تخسر شعرها كله في أقل من شهر، وربما تتضاءل الفترة لأسبوع إذا اجتمعت النسوة مع بعضهن في حفلات “النميمة” والتباهي المعتادة التي تحاول كل واحدة منهن فيها التباهي بما اشترت أو دفعت أو “طبخت” أو حتى بعدد “الدكاترة” والمهندسين وعلماء الذرَّة الذين تقدموا لخطبتها قبل أن ترضى بزوجها!

عموما.. ما علينا من كل الدراسات الخزعبلية، التي ستجعل من كل “أصلع” نراه في الشارع مثلا، كذوبا بالضرورة، وببراهين علم “لا يكيل بالبتنجان” بتعبير فيلسوف مصر الفكاهي عادل إمام، لذا عليكم جميعا رجالا ونساء أن تتحسسوا رؤوسكم جيدا وتعدّوا خصلات شعركم قبل أن يقدم أي منكم على اجترار كذبة ما، ولو كانت من النوع الأبيض.

سألتني صديقتي على فيسبوك في دلال يوما: مَن الأقرب إلى “قلبك”؟ أجبت ساخرا “الرئتان”!، أنهت المحادثة وعملت لي “بلوك”.. فهل كانت إجابتي خاطئة وأن “الكبد” هو الأقرب؟ أم أنني كاذب شأن الدراسات إياها؟. لا أعتقد.. لأنني، والله العظيم ثلاثا، مازلت أحتفظ بغالبية شَعري.