عمالقة إنكلترا يعززون حضورهم بترشيحات الكرة الذهبية

رياض محرز ومحمد صلاح يحملان راية العرب في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية.
الأحد 2019/10/27
أسهمه في تصاعد

كشفت قائمة المؤهلين لنيل جائزة الكرة الذهبية التي أعلنت عنها مجلة “فرانس فوتبول” هيمنة لاعبي إنكلترا على أسماء المرشحين بما يعادل النصف، ما يعكس السيطرة التي باتت تفرضها كرة القدم الإنكليزية على أوروبا في المواسم الأخيرة، فيما جاء التمثيل العربي معززا بتواجد نجمين هما الجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح.

لندن – تستأثر جوائز كرة القدم العالمية باهتمام كبير من قبل الأوساط الرياضة والمهتمين بأخبار النجوم في شتى أنحاء العالم، وخصوصا أولئك الذين ينشطون في كبرى الأندية العالمية، وحققوا نتائج لافتة في صفوفها أو في صفوف منتخبات بلدانهم ما يجعلهم مؤهلين أكثر من غيرهم لنيل أحد هذه الألقاب سنويا.

وكان المثال لافتا هذا العام بحصد الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي للقبي جائزة الأفضل “ذا باست” والحذاء الذهبي، وهو أيضا ضمن قائمة المرشحين مكوّنة من ثلاثين لاعبا سيتنافسون على جائزة الكرة الذهبية المقررة الإعلان عن نتائجها في ديسمبر المقبل.

وأعلنت مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، الاثنين الماضي، عن 30 مرشحا لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في كرة القدم. وتواجد الثنائي العربي محمد صلاح مهاجم ليفربول ورياض محرز لاعب مانشستر سيتي ضمن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية.

وبعد دمجها بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لأفضل لاعب في العالم بين 2010 و2015، عادت “فرانس فوتبول” في 2016 لتقدم جائزة الكرة الذهبية بشكل منفصل عن “فيفا”، وتوزع أيضا جائزة “كأس كوبا” لأفضل لاعب تحت 21 عاما.

هيمنة الفرق الإنكليزية تعكسها أسماء اللاعبين الناشطين بمختلف هذه الأندية، يأتي على رأسها فريق ليفربول بحصيلة 7 لاعبين، وفي مستوى ثان يحلّ مانشستر سيتي وبدرجة أقل توتنهام

وضمّت القائمة الثلاثي ليونيل ميسي نجم برشلونة وفيرجيل فان دايك مدافع ليفربول وكريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس. وترشح إلى الجائزة أيضا دوسان تاديتش لاعب أياكس أمستردام، وزميله السابق فرينكي دي يونغ الذي انتقل مطلع الموسم الجاري إلى برشلونة الإسباني. وتواجد أيضا السنغالي ساديو ماني مهاجم ليفربول الإنكليزي، والأرجنتيني سيرجيو أغويرو نجم مانشستر سيتي، والحارس الفرنسي هوغو لوريس لاعب توتنهام هوتسبير. كما تواجد كيليان مبابي مهاجم باريس سان جرمان ومنتخب فرنسا ضمن المرشحين للجائزة.

وضمت قائمة المرشحين أيضا ترينت أرنولد ظهير أيمن ليفربول، دوني فان دي بيك لاعب أياكس أمستردام، بيير إيميرك أوباميانغ مهاجم أرسنال الإنكليزي، والألماني مارك أندريه تير شتيغن حارس مرمى برشلونة. وانضم إلى السباق أيضا ماتياس دي ليخت مدافع يوفنتوس، أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول وزميله جورجينيو فينالدوم وكريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد.

كما تواجد ضمن المرشحين روبرتو فيرمينو مهاجم ليفربول، روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ، بيرناردو سيلفا لاعب مانشستر سيتي وسون هيونغ مين لاعب توتنهام.

وضمت القائمة أيضا أنطوان غريزمان لاعب برشلونة، وكيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي، وكاليدو كوليبالي مدافع نابولي. وإيدين هازارد لاعب ريال مدريد، وماركينيوس مدافع باريس سان جرمان، ورحيم ستيرلينغ نجم مانشستر سيتي، وأخيرا الشاب جواو فيليكس لاعب أتلتيكو مدريد.

هيمنة إنكليزية

ما يلحظه أي متابع حصيف لقائمة المرشحين هو هيمنة الفرق الإنكليزية تعكسها بوضوح أسماء اللاعبين الناشطين بمختلف هذه الأندية، يأتي على رأسها فريق ليفربول الحاصل على لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بمرتبة أولى بحصيلة معتبرة ضمت قرابة سبعة لاعبين، وفي مستوى ثان يحل مانشستر سيتي حامل الألقاب المحلية الثلاثة في إنكلترا، وبدرجة أقل توتنهام الذي خاض الدور النهائي لرابطة الأبطال، والممثّل بلاعبيْن وأرسنال المشارك في نهائي الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” بلاعب وحيد.

ويرجع محللون رياضيون تعزيز الفرق الإنكليزية لحظوظها في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية بتواجد قرابة نصف اللاعبين المرشحين لنيل هذا اللقب ينشطون في أندية الدوري الممتاز، إلى سيطرة واضحة باتت تفرضها كرة القدم الإنكليزية على أوروبا في الأعوام الأخيرة، وتجلّت أبرز ملامحها العام الماضي ببلوغ أندية الدوري الممتاز النهائي في كلا المسابقتين الأوروبيتين، دوري الأبطال والدوري الأوروبي.

وخلافا للسيطرة التي يفرضها نسق المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا، تستمد هذه الوجوه المرشحة قيمتها من أهمية الرهان على المسابقات الأوروبية، ومنها بالخصوص كأس أمم أوروبا وبطولة أفريقيا للأمم بالنسبة إلى اللاعبين الأفارقة أو العرب، حيث يمثّل قارة أفريقيا ثلاثة لاعبين هم النجم المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز، إضافة إلى العملاق السنغالي ساديو ماني.

ومن المفيد التذكير بأن هؤلاء اللاعبين الثلاثة ينشطون في الدوري الإنكليزي الممتاز ضمن فريقين هما الأقوى ويحتلان صدارة الترتيب هذا الموسم، ليفربول المتصدر وملاحقه المباشر مانشستر سيتي.

تمثيل عربي وازن

الآمال معلقة على النجم الجزائري رياض محرز
الآمال معلقة على النجم الجزائري رياض محرز 

خلافا لمحمد صلاح الذي نال شرف صعود المنصة ليرفع مع فريقه لقب دوري رابطة الأبطال في الموسم الماضي لأول مرة في تاريخه، لكنه تعرّض إلى انتكاسة بعد مشاركة مخيّبة في كأس أمم أفريقيا على أرض بلاده في مصر، فإن الآمال تعلّق على النجم الجزائري رياض محرز الذي قاد منتخب بلاده للتتويج بثاني لقب أفريقي في تاريخه بعد 1990 وكان ضمن مهندسي كتيبة المحاربين بقيادة المدرب العملاق جمال بلماضي.

وشاءت الأقدار أن يقابل محرز في نهائي أمم أفريقيا، النجم السنغالي ساديو ماني الذي نال الشرف في أن يحصل على ميدالية فضية بعد بلوغ المباراة النهائية برفقة منتخب بلاده، وانهزم في النهائي أمام المنتخب الجزائري.

ويستمد هذا الثنائي العربي قيمته في المنافسة على لقب الكرة الذهبية من واقعية حضوره الوازن على مستوى أوروبي وأفريقي أيضا. وبالتوازي مع تتويجهما برفقة فريقيهما ليفربول ومانشستر سيتي، فإن صلاح كما محرز تظل حظوظهما قائمة في نيل لقب هذه الجائزة هذا العام، باعتبار مستواهما الفني والأخلاقي الذي يميزهما عن سواهما من المنافسين الآخرين. كما هو الشأن بالنسبة للعملاق الأفريقي ماني الذي يظهر تفاهما وانسجاما كبيرين مع صلاح داخل المستطيل الأخضر وخارجه، حيث تابعت الجماهير العربية والأفريقية في الصائفة الماضية كيف كانت الجماهير المصرية تتابع النجم السنغالي وتهتف باسمه رغم خروج منتخبها من منافسات المسابقة القارية مبكرا.

وكما أن لبروز البعض قاريا ودوليا جدواه وفاعليته في ترشيح كفة بعض النجوم فإن المستوى المتراجع لبعضهم الآخر وضعهم خارج دائرة المراهنة وأضعف حظوظهم بأن يكونوا ممثّلين هذا العام في المنافسة على هذا اللقب.

وتغيب على ترشيحات القائمين على جائزة الكرة الذهبية أسماء لامعة على غرار حامل لقبها في الموسم الماضي الكروتي لوكا مودريتش، والبرازيلي نيمار لاعب باريس سان جرمان الفرنسي. وستقدّم الجائزة في حفل سيقام في 2 ديسمبر المقبل في العاصمة الفرنسية باريس. وفاز لوكا مودريتش لاعب وسط ريال مدريد ومنتخب كرواتيا بالجائزة العام الماضي.

خارج دائرة الترشيحات

خلت اللائحة النهائية من اسمين لامعين ذاع صيتهما في ملاعب كرة القدم الأوروبية طيلة المواسم الأخيرة، يأتي أولهما حامل الكرة الذهبية العام الماضي الكرواتي لوكا مودريتش صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني، أما الثاني فهو البرازيلي نيمار نجم باريس سان جرمان الفرنسي.

وفسّر الخبراء والمهتمون بالشأن الرياضي ذلك بتراجع مستوى الأول بشكل كبير كما هو حال فريقه ريال مدريد في الموسم الأخير، وإصابة الثاني التي أدّت إلى غيابه لفترة طويلة عن الملاعب، ودخوله في أزمة من المشاكل التي لا تنتهي سواء مع فريقه سان جرمان أو مع منتخب بلاده البرازيل.

واستُبعد نيمار لأول مرة من اختيارات أفضل 30 لاعبا على مستوى العالم منذ 2010. وكان البرازيلي احتلّ المركز الثاني عشر في ترتيب العام الماضي الذي شهد أيضا غيابه لفترة طويلة عن الملاعب بعد خضوعه لعملية في مشط القدم.

وأبرزت المجلة الفرنسية الأسباب التي أطاحت بنيمار خارج القائمة المختصرة للكرة الذهبية، تمثّل أهمها في الإصابة التي تعرّض لها أمام ستراسبورغ في يناير الماضي وتسبّبت بغيابه عن فترة حاسمة من موسم باريس سان جرمان، وتحديدا في مواجهتي مانشستر يونايتد في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

حظوظ صلاح قائمة في نيل لقب الجائزة
حظوظ صلاح قائمة في نيل لقب الجائزة

كما قام نيمار بتوجيه إهانة إلى حكام مباراة إياب ثمن نهائي دوري الأبطال بالموسم الماضي بين فريقه ويونايتد، حيث وصفهم بأنهم لا يعرفون شيئا عن كرة القدم. ومن بين الأسباب أيضا الاشتباك مع مشجع رين عقب خسارة سان جرمان في المباراة النهائية لبطولة كأس فرنسا، إضافة إلى تعرّض النجم البرازيلي لإصابة في الكاحل تسببت في غيابه عن المشاركة مع منتخب البرازيل في بطولة كوبا أميركا الأخيرة، التي حصل راقصو السامبا على لقبها.

كما بدّدت أزمة تورط نجم باريس سان جرمان في قضية اغتصاب عارضة أزياء برازيلية، حظوظه في أن يكون ضمن المرشحين، إضافة إلى غضب مشجعي باريس سان جرمان من نيمار، بسبب رغبته في الانتقال إلى برشلونة خلال الصيف الماضي، وهو ما تمت ترجمته في المدرجات إلى استهجان من الجمهور الفرنسي تجاه اللاعب. إضافة إلى تعرّض نيمار إلى إصابة أخرى في الفخذ مؤخرا خلال المشاركة مع منتخب البرازيل في مباراة ودية أمام نيجيريا، وبالتالي غيابه عن الملاعب لفترة تصل إلى 4 أسابيع.

أما مودريتش فلم يكن أشدّ المتفائلين بحظوظ هذا اللاعب يتوقع استبعاده خارج دائرة الترشيحات خصوصا أنه متحصل على آخر لقب لهذه الجائزة في الموسم الماضي، لكن الوضعية التي ألمّت بفريقه ريال مدريد الموسم الماضي أثّرت كثيرا على حظوظه بأن يكون ضمن نخبة النجوم المراهنين على لقب الجائزة ذائعة الصيت.

وأدلى مودريتش بتصريحات لمجلة “فرانس فوتبول” حول من يتوقع فوزه بلقب هذا العام وأقرّ بترشيحه لأربعة لاعبين يرى أن اللقب لا يمكنه أن يخرج من دائرتهم. وقال النجم الكرواتي “بالنسبة لي سأختار أربعة لاعبين لنيل الكرة الذهبية وهم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وفيرجيل فان دايك ومحمد صلاح.. حظا سعيدا لهم”.

الأكثر حظوظا

الأكيد أن العديد من العناصر ستكون حاضرة أثناء الإعلان عن النتائج النهائية للجائزة الأبرز في أوروبا بعد جائزة “ذا باست”، لكنّ متابعين رياضيين يرون أن هذه العناصر يزيدها إثارة مستوى نجم هولندي بارع بدأ يشق الصفوف في الملاعب الأوروبية منذ العام الماضي. ورغم أنه كان بين المرشحين لجائزتي الأفضل لاعب والحذاء الذهبي، إلا أن أكثر الترشيحات تميل إلى كفة عملاق ليفربول فيرجيل فان دايك.

وبعد أن وضع مودريتش حدا لفوز الثنائي رونالدو-ميسي على اللقب في السنوات العشر قبل الأخيرة، بعد قيادته منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم في مونديال روسيا 2018 وتتويجه في صفوف ريال مدريد بطلا لأوروبا، ينتظر أن يكرر الهولندي فان دايك الأمر ويتوج وباللقب المرموق على حساب نجمي ريال مدريد وبرشلونة.

وحقق فان دايك موسما رائعا من خلال قيادته فريقه إلى التتويج بدوري أبطال أوروبا ووصافة الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث اختير أفضل لاعب فيه، وبلوغه في صفوف منتخب بلاده المباراة النهائية من دوري الأمم الأوروبية، حيث حل وصيفا لمنتخب البرتغال.

وكان فان دايك اختير أفضل لاعب في أوروبا بحسب الاتحاد القاري للعبة، في حين نال ميسي جائزة أفضل لاعب بحسب الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”.

يذكر أن آخر مدافع توج بالكرة الذهبية كان الإيطالي فابيو كانافارو عام 2006 عندما قاد منتخب بلاده إلى إحراز كأس العالم في ألمانيا في العام ذاته.

أما في فئة السيدات، فتبدو الأميركية ميغان رابينوي مرشحة فوق العادة لإحراز اللقب بعد أن قادت منتخب الولايات المتحدة إلى إحراز اللقب العالمي في مونديال فرنسا الصيف الماضي، وتوجت هدافة له وأفضل لاعبة فيه.

ومن أبرز منافساتها الأسترالية سام كير. يذكر أن الكرة الذهبية لأفضل لاعبة جائزة استحدثت العام الماضي وكان الفوز فيها من نصيب النرويجية آدا هيغربرغ. كذلك ستشهد هذه النسخة استحداث جائزة أفضل حارس مرمى، وأطلقت “فرانس فوتبول” على الكرة الذهبية المخصصة للحراس اسم “جائزة ياشين”، تكريما للنجم السوفييتي السابق ليف ياشين الذي كان ولا يزال حارس المرمى الوحيد الذي نال الكرة الذهبية المخصصة لأفضل لاعب (أحرزها عام 1963).

22