الشرطة النيجيرية تداهم مصنعا لإنجاب الأطفال

لاغوس- أعلنت الشرطة في لاغوس كبرى المدن النيجيرية الخميس، عن اكتشافها “مصنع أطفال”، تحتجز فيه النساء ويلقّحن ويجبرن على إنجاب أطفال بهدف بيعهم.
واكتشفت السلطات هذا المجمع في مقاطعة إيسولو بعدما وجد شرطيون سبع نساء حوامل تمكّن من الهرب منه. ويأتي هذا الاكتشاف بعد أيام قليلة فقط من إعلان الشرطة أنها أنقذت 19 من الأمهات الحوامل من أماكن مماثلة في منطقة أخرى من المدينة.
وقال الناطق باسم الشرطة بالا إلكانا “تلقينا معلومات عن سبع نساء حوامل ينتظرن في محطة للحافلات وذهب عناصرنا إلى هناك لجلبهن”.
وأوضح أنهم عثروا على هؤلاء النساء السبع اللواتي تتراوح أعمارهن بين 13 و27 عاما وأن الباقيات ربما هربن إلى أماكن أخرى، مشيرا إلى أنه “بعد الاستجواب، قالت النساء إنهن من بين 20 امرأة أجبرن على الحمل في المكان وهربن جميعهن”.
وقد وصف إلكانا المنشأة التي جرى اكتشافها في إيسولو بأنها “مركز احتجاز تلقّح فيه النساء والفتيات لإنجاب أطفال يباعون لاحقا”.
وأشار إلى أن الشرطة تلاحق الأشخاص الذين يقفون وراء “هذه الجريمة اللاإنسانية والبشعة”. وكان متحدث باسم الشرطة قد أعلن في وقت سابق أنه يتم عادة بيع المواليد الذكور في هذه ”المصانع” مقابل 1400 دولار، فيما تباع الإناث مقابل 830 دولارا.
وأطلقت الشرطة مؤخرا سراح ما يصل إلى 400 من المحتجزين الرجال والصبية، الذين تراوحت أعمارهم بين ستة أعوام و50 عاما من مبنى موجود في ولاية كادونا بشمال نيجيريا خلال مداهمة.
وتؤكد منظمة اليونسكو على أن الاتجار بالبشر من أكثر الجرائم انتشارا في نيجيريا، بعد الاحتيال والاتجار بالمخدرات.
وتشير العديد من التقارير الحقوقية إلى أن الهدف من هذه العمليات هو تهريب هؤلاء الأطفال حيث يقع استغلال الفراغ الأمني في بعض البلدان على غرار ليبيا للعبور بهم إلى أوروبا وبيعهم هناك.
ويشير مراقبون إلى أن عمليات التهريب تتم عبر ليبيا التي تغيب فيها مؤسسات الدولة وتسودها الفوضى منذ العام 2011، خاصة في الغرب الليبي أين تتمركز ميليشيات حكومة الوفاق.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن نيجيريا تعد أحد أكبر مصادر تهريب البشر إلى أوروبا، حيث تجبر الفتيات المهربات غالبا على ممارسة البغاء.
وتقول العديد من المنظمات الحقوقية إن عمليات بيع الأطفال تقع إما للتبني غير القانوني، أو لاستخدامهم ضمن عمالة الأطفال، أو حتى بغرض قتلهم واستخدام أجزاء من أجسادهم في طقوس معينة.
وباتت الطفولة مهددة في نيجيريا بسبب نشاط التنظيمات المتشددة على غرار بوكو حرام التي تقوم هي الأخرى باستغلال هؤلاء لكن بأشد خطورة من خلال تجنيدهم للقيام بهجمات انتحارية.
وتسيطر هذه الجماعات على بعض المدارس الإسلامية التي يختار عدد من السكان إلحاق أبنائهم بها لقسوة ظروفهم المادية. وأظهرت تقارير اعلامية أن الأطفال الذين يتم إيداعهم في هذه المدارس يقع استغلالهم؛ ففيهم من يجبر على التسول في الشوارع وفيهم من يجبر على القتال في صفوف الجماعة المتشددة.
وكانت اليونيسيف قد أعلنت سنة 2017 أن جماعة بوكو حرام جندت 83 طفلا خلال عام واحد فجّروا أنفسهم. وأودى تمرد بوكو حرام والجماعات المتشددة في نيجيريا الذي يدخل عامه العاشر بحياة أكثر من 20 ألف شخص.