معرض الكتاب العربي بدمشق يراهن على الأطفال والشباب

المعرض في دورته الـ31 يحتفي بأبي العلاء المعري ويقدم 50 ألف كتاب، ويقدم الفرصة لأربعمئة كاتب وكاتبة للتوقيع على كتبهم في احتفاليات خاصة.
الأربعاء 2019/09/18
الكتاب نافذة أمل

تتواصل فعاليات الدورة الحادية والثلاثين لمعرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب إلى غاية 22 سبتمبر الجاري تحت شعار “الكتاب بناء للعقل”. وللعام الثاني على التوالي يحتفي المعرض بإحدى الشخصيات العربية المؤثرة في التاريخ، كما يقدم برنامجا ثقافيا متنوعا إضافة إلى عناوين هدفها الأساسي تلبية حاجيات كل الشرائح ولتحقق شعار المعرض وترسخ ثقافة التنوير.

دمشق - كعادتها، تبدو مدينة دمشق وجمهورها المثقف مهتمة بالحدث الذي تنتظره كل صيف وهو “معرض الكتاب العربي” الذي كان أحد الملامح الصيفية السنوية المتألقة في الفضاء الثقافي السوري والدمشقي خصوصا.

ويعود المعرض في دورته الحالية، الحادية والثلاثين، التي افتتحت مساء يوم الثاني عشر من سبتمبر الجاري، وتستمر حتى الثاني والعشرين منه، برعاية رئيس الجمهورية العربية السورية وافتتحتها نائبة الرئيس السيدة نجاح العطار تحت شعار “الكتاب بناء للعقل”.

دورة جديدة

تحتفي الدورة الحالية من معرض الكتاب العربي في دمشق بشخصية الشاعر والفيلسوف العربي الكبير أبوالعلاء المعري. ليكون عنوان هذه الدورة، والمحور الذي تقدم فيه أبحاث ودراسات.

وتشارك في هذه التظاهرة الثقافية الأبرز في سوريا عشر دول، من خلال مئتين وسبع وثلاثين دار نشر قدمت ما يقارب الخمسين ألف عنوان. كما تم التوسع المكاني في هذه الدورة ليستوعب المشاركات الجديدة.

ومثلما جرت العادة تحضر في خطوط موازية فعاليات فكرية وشعرية وسينمائية وتشكيلية، كما يقدم المعرض فرصة لأربعمئة كاتب وكاتبة للتوقيع على كتبهم في احتفاليات خاصة بدور النشر التي نشرت مؤلفاتهم.

شعار الدورة الجديدة
بنا العقل شعار الدورة الجدية

عن جديد المعرض يقول إياد مرشد مدير عام المعرض في حديث خاص مع “العرب” إن “المشاركة هذا العام أكثر اتساعا من السابق. هذه المشاركة الأوسع تتميز باستقطاب المنشورات الأكثر انفتاحا وتنويرا على آفاق الفكر العالمي. ونحن بهذا نمشي خطوة هامة إلى الأمام، بأن نخرج من عباءة الاهتمام بكتب التراث فقط، والانتقال للاهتمام بكتب المستقبل أيضا. فهنالك الكتب العلمية والمترجمة وكتب الأطفال والناطقة باللغات الأجنبية”.

ويضيف مرشد “نحن في توجهنا العام ننطلق نحو الأسرة، التي تعرضت للكثير من الظلم والعنف خلال سنوات الحرب، وعلينا الاهتمام بها. حاليا تقوم الأسرة السورية مجددا نحو بناء مستقبلها، ونحن نعطيها ما يدعم خلق منظومات فكرية وعلمية واجتماعية تؤهلها للأفضل ونحرص على تكريس فكرة أن يكون العلم هو المشعل الذي يقودنا للغد”.

ويتابع “هنالك اهتمام خاص في هذه الدورة بالكتب التي ألفها أو نشرها الشباب، وتم تقديم ركن خاص بالذين لم تتح لهم الفرصة لتقديم منشوراتهم بسبب الحرب، فمنحتهم وزارة الثقافة مشاركة مجانية بجناح خصص لهم. في الدورة ملمح مهم، وهو التنافس الحيوي في تقديم كتب للأطفال، وهو المجال الهام الذي نريده، فنحن نريد كتابا جيدا ومتميزا وعناوين جميلة، نتوجه للأطفال من خلالها، بحيث نجعلهم على علاقة قوية مع الكتاب كونهم جيل المستقبل الذي سنبني عليه. وعندما تقوى العلاقة ما بين الطفل والكتاب فإننا ننشئ جيلا متعلما يعرف كيف يبني الغد”.

في مداخلة له، قال هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين “في هذه الدورة العديد من الإضافات، منها نمو عدد دور النشر وبالتالي العناوين التي تعرض للزوار، فرغم كل ظروف الحرب والوضع الاقتصادي في البلاد فإن حركة تطور جيدة تعيشها مهنة النشر والتوزيع. كان أحد أهدافنا في هذه الدورة استقطاب الناشرين الشباب، وأولينا اهتماما خاصا بالأطفال وتم توزيع كتب مجانا أحيانا، كما قدمنا فكرة تبادل الكتب وأكدنا على وجود التخفيضات في المبيع وقد وصلت إلى 80 بالمئة في بعض الأجنحة”.

مشاركات متحدية

المراهنة على جيل المستقبل
المراهنة على جيل المستقبل

في جولة بين أجنحة المعرض، تحدث رضا عوض، صاحب ومدير دار رؤية للنشر والتوزيع من مصر، حيث يقول لـ”العرب” إن “مهمة الناشر اليوم، كما الجندي على الجبهة، لأن المخاطر واحدة، فالجندي يواجه خطر السلاح الناري على خطوط القتال، والناشر يواجه خطر الجهل، وبتكامل جهودهما يمكن أن يحدث شيء يعطينا دفعا إلى الأمام نحو حياة أكثر ألقا وجمالا. الحال الاقتصادية التي يعاني منها المثقف العربي تلقي بظلالها على حركة التأليف والنشر، فتكاليف الطباعة والنشر والمشاركات الخارجية أو الداخلية كبيرة، والمثقف لا يكاد في أيامنا يجد قوت يومه، لذلك فإن هذه المهنة تعاني الأمرّين، وهذا ليس مختصا بجزء واحد من الوطن العربي بل يعني كل العرب، فكلنا في الهمّ شرق كما يقال”.

وعن رأيه في حركة المعارض العربية وأهميتها يقول عوض “الأمور لا تسير كما ينبغي، لكنها في كل الحالات تسير بتقدم ما، وحركة النشر عربيا فيها مطبّات إدارية ومالية وتسويقية، والأهم دائما هو ضعف المستوى المالي للقارئ، وفي كل الحالات، اعتدنا على هذه العوائق ونحن ما زلنا نكافح لكي نتابع العمل في مهنتنا. نحن دار نهتم أساسا بالكتب الفلسفية والدراسات، ولكننا نهتم بإصدارات أخرى ونسعى إلى تقديم ما هو متنوع. هنالك كتب غاية في الأهمية جئنا بها من مصر إلى الشام، منها مثلا ‘المثقف والسلطة’ وكذلك كتاب هام يتحدث عن الشخصيات الإسلامية المهمشة ‘المهمشون في التاريخ الإسلامي’ للمؤلف محمود إسماعيل، الذي يعيد النظر في حقائق كثيرة في تاريخنا العربي الإسلامي”.

من لبنان تشارك دار المعارف الشهيرة، التي ساهمت في هذه الدورة بجناح مخصص لكتب الأطفال التي قدمت فيه أحدث منشوراتها. وفي مداخلة له بين مدير الدار أنه “كان يطمح للمشاركة منذ زمن في هذا المعرض، لكن توقف انعقاده وقف حائلا، لكن وبعد معاودة نشاطه، عزمنا على المشاركة، جئنا إلى سوريا لكي نقدم نموذجا من الكتب الجديدة من حيث شكل الطرح، فهنالك كتب إلكترونية وأخرى تعتمد على الوسائل البصرية التي تزيد من عوامل جذب الطفل للكتاب وتجعله في حالة استقطاب له”.

وللمرة الأولى تشارك دولة إندونيسيا في معرض الكتاب العربي بدمشق، وقد أشرفت سفارتها بدمشق على تهيئة ظروف المشاركة فيه، وحضر سفير إندونيسيا في فضاء المعرض، وقد تمنى على الزوار التعرف على الكتب التي تقدم معلومات عن إندونيسيا وتطرح تعريفا شاملا بها وبحضارتها.

15