هل ينهي غانتس زعامة نتنياهو على إسرائيل

زعيم الليكود بنيامين نتنياهو يبحث عن "هدية انتخابية" في روسيا.
الخميس 2019/09/05
لمن ستكون الغلبة؟

تل أبيب - يزداد المشهد في إسرائيل سخونة مع بدء العد التنازلي لإجراء الانتخابات العامة التي لم يعد يفصل عنها سوى 11 يوما، وسط عدم اتضاح الرؤية بشأن الجهة التي ستفوز بهذا الاستحقاق، حيث تتأرجح الكفة بين حزب “الليكود” بزعامة بنيامين نتنياهو وتحالف “أزرق أبيض” برئاسة الجنرال السابق بيني غانتس.

وعلى خلاف الاستحقاق الماضي الذي جرى في أبريل الماضي بدا رئيس تحالف “أزرق أبيض” أكثر ثقة بالنفس، وبراغماتية لجهة طرحه إمكانية التحالف مع حزب الليكود، لتشكيل حكومة علمانية خالية من الأحزاب الدينية، التي وصفها بـ“الانتهازية”.

والأحزاب الدينية في إسرائيل مثل “شاس” و“يهودوت هتوراه” و“البيت اليهودي” رغم أن حضورها الشعبي

ليس كبيرا مقارنة بغيرها من الأحزاب اليمينية واليسارية، بيد أنها مجتمعة قادرة على إحداث الفارق، ويراهن عليها رئيس الوزراء الحالي لتحقيق أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة جديدة، بعيدا عما يعتبره ابتزاز حزب “إسرائيل بيتنا”.

وجدير بالذكر أن حزبي “شاس” و“يهودوت هتوراه” كانا سببا رئيسيا في فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة السابقة من خلال رفضهما مشروع قانون يتيح تجنيد المتدينين، كان طرحه رئيس “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان وأصر عليه خلال مداولات التشكيل الحكومي.

وحمل نتنياهو حينها مسؤولية فشله على ليبرمان، الذي سعى جاهدا، وفق نتنياهو، لوضع العصي في دواليب تشكيل حكومته، ما قاده لحل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة وذلك في مايو الماضي.

وقال مسؤول كبير في تحالف “أزرق أبيض” الأربعاء إنهم يطمحون لتشكيل حكومة تمثل الأغلبية العلمانية بمشاركة الليكود دون الخضوع لابتزاز الأحزاب الدينية.

وسبق وأن تحدث غانتس عن سعي لحكومة وحدة وطنية دون مشاركة الأحزاب الحريدية، مشددا “نحن ضد الابتزاز، وسنتوجه إلى الليكود لتشكيل حكومة قائمة على الأغلبية العلمانية في إسرائيل”.

 وأكد القيادي في تحالف “أزرق أبيض”، أن غانتس أدرك أن التعاون مع الأحزاب الدينية أصبح أمرا مستحيلا، وأن قناعاته تجاه الأحزاب الدينية تتعارض مع قناعات نتنياهو، حتى في ما يتعلق بإمكانية منحهم امتيازات وتشريعات وميزانيات.

وسبق وأن أعلن رئيس “إسرائيل بيتنا” عن تبنيه لحكومة تجمع “الليكود” مع تحالف أزرق أبيض وتستثني الأحزاب الحريدية.

Thumbnail

ويرى مراقبون أن طرح غانتس التحالف مع الليكود قد يكون الهدف الأساس منه هو تشتيت جهود نتنياهو في جذب الأحزاب الدينية وضمان دعمها، وأيضا محاولة إحداث شرخ داخل الليكود نفسه، حينما ربط أيضا هذا التحالف بعدم ترشيح نتنياهو لتشكيل الحكومة.

ويقول المراقبون إن حظوظ غانتس الذي صعد نجمه في الاستحقاق الماضي تبدو مرتفعة جدا لنيل الأغلبية البرلمانية، خاصة وأن موقف نتنياهو يبدو ضعيفا، نتيجة قضايا الفساد التي تلاحقه زد على ذلك أنه حظي في الاستحقاق الماضي بجملة من “الهدايا” الأميركية والروسية أيضا، رفعت كثيرا في شعبيته، في الأيام الأخيرة من الحملة، وجعلته عنوان استقرار بالنسبة للإسرائيليين، ولكن هذه المرة لا تبدو أن الأمور تتجه لصالحه، حتى تحركاته على الجبهة الشمالية لم تعط المفعول المطلوب.

ويقوم نتنياهو الأسبوع المقبل بزيارة إلى موسكو، فيما بدا الهدف منها الحصول على إنجاز في سوريا يسوقه للناخب الإسرائيلي.

وقال غانتس في تصريحات صحافية “سأكون رئيس الوزراء المقبل” وأكد على تفضيله سياسة إسرائيل التقليدية المتمثلة في “الغموض” كواحدة من نقاط قوتها في المنطقة، لافتا إلى أنه في حال فاز في الانتخابات سيواصل الحملة ضد نقل الأسلحة المتطورة من إيران عبر سوريا إلى لبنان التي قد تستخدم ضد إسرائيل في يوم من الأيام، قائلًا “لذلك يتعين علينا القيام بكل ما في وسعنا لاعتراض ذلك”.

وعما إذا كان يخشى من تأثير دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزعيم الليكود على الاستحقاق الذي سيجرى في 17 سبتمبر قال إنه لا يزعج نفسه “لأن نتنياهو سوف يخسر تلك الانتخابات”.

2