انتخابات جوبالاند تخلط أرواق الرئيس الصومالي

الحكومة المركزية في مقديشو تعلن عدم اعترافها بنتيجة التصويت وتؤكد أن عملية اختيار المرشحين خالفت الدستور، واتهمت مدوبي بالتدخل في العملية.
الجمعة 2019/08/23
الفيدرالية تنتصر مجددا

جاروي (الصومال) – فاز أحمد محمد مدوبي رئيس ولاية جوبالاند في جنوب الصومال، والتي لا تزال حركة الشباب المتشددة تسيطر على جزء منها، بفترة رئاسية جديدة الخميس وذلك في خضم توتر متصاعد بين الحكومة الاتحادية ومسؤولي الولاية.

وقال رئيس البرلمان الشيخ عبدي محمد عبدالرحمن، إن مدوبي حصل على 56 صوتا من بين 74 صوتا أدلى بها أعضاء برلمان الولاية.

وكانت الحكومة المركزية في مقديشو قالت السبت، إنها لن تعترف بنتيجة التصويت لأن عملية اختيار المرشحين خالفت الدستور، واتهمت مدوبي بالتدخل في العملية كما دعمت مرشحين معارضين رفضتهم مفوضية الانتخابات عندما حاولوا تسجيل أسمائهم.

وخاطب مدوبي البرلمان بعد التصويت قائلا “مستعد للجلوس والتحدث مع الجميع بمن فيهم المعارضة. سأتحدث وأعمل مع كل من لديه شكوى”.

وقال مرشحو المعارضة الذين منعوا من المشاركة في الانتخابات إنهم أجروا تصويتا خاصا بهم في مدينة كسمايو الساحلية بولاية جوبالاند الخميس وانتخبوا عبدالرشيد محمد حدغ، وهي خطوة من المرجّح أن تؤجج التوتر بين الولاية والحكومة المركزية.

ويجمع هذا الإقليم أغلب العشائر الصومالية، لذلك تحمل انتخاباته أهمية كبرى من حيث التحالفات السياسية، والمصالح المتبادلة بينها وبين الحكومة المركزية في مقديشو.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المنطقة تشهد سباقا قويا بين مختلف العشائر والتحالفات السياسية. لكن، تجمع المنافسة الأكثر حدة قبيلة أوغادين التي ينتمي إليها حاكم الولاية، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، أحمد مدوبي، وعشيرة مريحان‎ التي ينتمي إليها الرئيس الصومالي محمد عبدالله فارماجو.

وبعيدا عن التنافس بين العشائر، يتصارع فارماجو ومادوبي حول النظام الحكومي في البلاد، حيث يساند مادوبي فكرة نظام الحكومة الفيدرالية الاتحادية، بينما يريد الرئيس فارماجو عودة الحكومة المركزية الموحدة التي حلّت عندما أطيح بالرئيس محمد سياد بري سنة 1991. وبدأ الصراع بين الطرفين فور انتخاب فارماجو رئيسا للبلاد.

وبذل فارماجو جهدا كبيرا في دعم مرشحين موالين له أو يمكن الضغط عليهم في المستقبل، وفي حالة خسارة مرشحه.

ويستطيع الرئيس الصومالي رفض نتائج الانتخابات وإعادة تنظيمها من جديد، لكن ذلك لن يضمن له فوز مرشحه أيضا.

ورغم أن انتخابات إقليم جوبالاند محلية، إلا أنها تمثّل اختبارا للمجتمع الدولي نظرا لأهمية المنطقة في العملية السياسية الصومالية الشاملة وفي الصراع بين الأنظمة التي تريد أن تؤسس حكومتها في البلاد.

ومنذ انتخاب أحمد مدوبي رئيسا له، قبل سنوات، تمتّع الإقليم باستقرار أمني حيث أقام مدوبي نظاما مكن قوات الأمن من إحباط هجمات عديدة لحركة الشباب، ومنع تسلل عناصرها إلى الإقليم، لشن هجمات أو اغتيال شخصيات سياسية.

وشكلت منطقة جوبالاند بدءا من 2008 ولأربع سنوات، معقلا لحركة الشباب التي كانت تستفيد من عائدات مرفأ المدينة. واستعادت قوات خاصة محلية بمساندة الجيش الكيني المنطقة في 2012. وتدير المرفأ الواقع على بعد نحو 500 كم جنوب غرب مقديشو وجوبالاند المحيطة به، حكومة محلية مرتبطة بالسلطات الفيدرالية الصومالية.

5