جهود السعودية تنصبّ على تأمين موسم الحج ومنع تسييسه

350 ألف شخص مجندون لخدمة الحجاج الذين فاق عددهم هذا الموسم 1.8 مليون حاج من خارج المملكة.
الجمعة 2019/08/09
لحظة صفاء وسعادة روحية

مكّة المكرّمة - بدأت المنظومة الضخمة الإدارية والخدمية والصحية والأمنية التي سخّرتها السعودية لتأمين موسم الحجّ وضمان حسن سيره، في العمل بأقصى طاقتها مع إعلان سلطات المملكة عن مغادرة أفواج الحجيج المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج. وبالإضافة إلى العناية المتزايدة بالجوانب الخدمية من إقامة ونقل ورعاية صحيّة للحجيج، والتي تشهد تطوّرا ملحوظا من موسم إلى آخر، تولي السلطات السعودية عناية متزايدة للجانب الأمني، جنبا إلى جنب تصدّيها الصارم لأي محاولة لتسييس الحج ومحاولة حرفه بأي شكل عن طابعه الديني الصّرف.

وعرف بعد سنة 1979 تاريخ سقوط نظام الشاه وإنشاء نظام الملالي في إيران أنّ الأخيرة هي صاحبة محاولات تسييس الحجّ واستثمار تجمّع مئات الآلاف من المسلمين من مختلف أصقاع العالم لنشر شعاراتها والترويج لمنظورها السياسي والديني، لكنّ قطر دخلت على خط تسييس الحجّ منذ إقدام أربع دول عربية من بينها السعودية على مقاطعتها بسبب دعمها للإرهاب.

وتقوم فكرة التسييس القطرية على الترويج للمظلومية من خلال اتهام السعودية بالتضييق على القطريين والمقيمين على أراضي قطر الراغبين في الحجّ، وهو ما تنفيه الرياض بشكل متكرّر مؤكّدة ترحيبها بالحجاج القادمين من قطر وتسهيل إجراءات دخولهم أراضي المملكة بإجراءات بديلة عن الإجراءات الاعتيادية التي اقتضت ظروف المقاطعة تعديلها جزئيا.

اجراءات أمنية مشددة
اجراءات أمنية مشددة

وتفاعلا مع الأحداث الجارية في المنطقة، لاسيما الحرب الكلامية بين إيران وبعض خصومها وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وتصعيد جماعة الحوثي في اليمن المجاور وتكثيف استهدافها للأراضي السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، أعلنت الرياض في وقت سابق من هذا الأسبوع أنّ “سماء منطقة مكّة المكرمة محمية من أي أجسام عسكرية عبر منظومات الدفاع الجوي التي تمتلك قدرات عالية لاعتراض وتدمير أي هدف معاد”.

وأعلنت السعودية، الخميس، مغادرة أفواج من الحجيج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج. ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، فقد “غادر ضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة حج”.

وبحسب المصدر ذاته، تبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام، اليوم الجمعة، في الصعود إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة النبي محمّد.

والأحد، قال أمير منطقة مكة، رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل، إن بلاده جندت 350 ألف شخص في مختلف القطاعات لخدمة الحجاج خلال موسم الحج الحالي.

والأربعاء، أعلنت السعودية اكتمال وصول حجاج الخارج، بعدد يفوق 1.8 مليون، فضلا عن صدور 235 ألف تصريح لحجاج الداخل حتى الآن.

وطلب مسؤولون سعوديون من المسلمين التركيز على الشعائر الدينية وحذروا من تسييس الحج في وقت تشهد فيه المنطقة حروبا وتشتد فيه التوترات بين السعودية وإيران.

وقال الأمير خالد الفيصل أمير مكة مخاطبا الحجاج “أنتم هنا للحج والعبادة”. وطالبهم بأن يؤدوا “حجهم بعبادة تامة وليتركوا كل الأمور الأخرى في بلادهم عندما يعودون يناقشونها مع أهل بلادهم، أما الحج فللعبادة فقط”.

من أجل حج آمن
من أجل حج آمن

وأمنيا قال اللواء منصور بن سلطان التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، في تصريحات لوكالة رويترز، إن السلطات استكملت استعداداتها للحفاظ على أمن الحجاج.

وفي مجال الخدمات لا تتردّد السعودية في تجاوز ما هو ضروري إلى إضفاء قدر من الرفاهية، فخارج الحرم المكي حيث أكبر مساجد العالم مساحة وحيث تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية تدور المراوح الضخمة وتنثر رذاذ الماء لتلطيف الجو.

واستعانت السعودية بالتكنولوجيا لإدارة حركة الملايين في مكان واحد وتوقيت واحد. ومن ذلك استخدام أساور التعريف الإلكترونية المتصلة بأنظمة تحديد المواقع التي تمّ اعتمادها بعد مقتل المئات في حادث تدافع عام 2015.

كما تعمل خلال موسم الحج الحالي خدمة قطارات سريعة جديدة تربط مكة بالمدينة المنورة للمرة الأولى بعد افتتاحها في سبتمبر الماضي.

ورغم الطابع الديني للحجّ إلاّ أنّه لا يخلو من أبعاد اقتصادية إذ يمثل عماد خطة للتوسع في السياحة في ظل حملة لتنويع اقتصاد المملكة بدلا من الاعتماد على النفط. ويدر الحج ورحلات العمرة على مدار العام مليارات الدولارات من إيرادات إسكان الحجاج وانتقالاتهم ومصروفاتهم وما يشترونه من هدايا.

3