محاربة الفقر والتشدد أولوية الرئيس الموريتاني الجديد

نواكشوط - سيد محمد ولد زين العابدين- يترقب الشارع الموريتاني الإعلان عن أول تشكيلة حكومية في عهد الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي انتُخب رئيسا للبلاد في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ22 والعشرين من شهر يونيو 2019.
وبعد 5 أيام من تسلم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة من خلفه محمد ولد عبدالعزيز، في حفل تنصيب أقيم فاتح في أغسطس الجاري، حضره نحو خمسة آلاف مدعو بينهم 11 رئيس دولة أفريقية، ينظرُ الموريتانيون بكثير من التفاؤل إلى وعود الرئيس الجديد التي قدمها في برنامجه الانتخابي والتي لقيت صدى كبيرا لدى الموريتانيين.
ويُعتبر الفقر في موريتانيا تركة ثقيلة، اعترف بها الرئيس الموريتاني الجديد في خطاب حفل التنصيب، معتبرا أن أولى أولوياته تتمثل في إحداث تحول حقيقي لدى حياة الموريتانيين من خلال سن إصلاحات وبرامج اقتصادية من شأنها أن تحدّ من الفقر في البلاد، حيث وصل نسبة الأسر الفقيرة وفق تقارير حكومية إلى 31 بالمئة مطلع العام 2019.
وحسب تقارير البنك الدولي، فإنه رغم الخطط الحكومية السابقة لمكافحة الفقر عن طريق استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك 2016/ 2030، إلا أن نسبة الفقر تزداد يوما بعد يوم في موريتانيا.
وتعهد الرئيس الموريتاني بخلق قطيعة مع الماضي عن طريق إحداث عشرات الآلاف من فرص العمل لصالح الشباب الموريتاني، خاصة وأن البلاد على أعتاب اكتشافات ضخمة من الغاز قد أعلن عنها في نهاية العام 2018.
ويرى بعض المراقبين أن موريتانيا وبحكم موقعها الجغرافي المطل على منطقة جنوب الصحراء تبرز باعتبارها بلدا تهدده الأخطار الإرهابية، إذ يثير تقاطع مجموعة من العوامل المشتركة في منطقة الساحل “تحديا جوهريا” ينضاف إلى تحديات الرئيس الجديد، وإن كانت خلفيته أمنية بامتياز، حيث شغل سابقا منصب وزير الدفاع ورئيس المخابرات، وحققت موريتانيا إبان توليه تلك المسؤوليات نجاحات أمنية باهرة، وهو ما يعني أن ملفات الأمن ستكون على رأس أولوياته.
ويُعرف الرئيس الموريتاني الجديد بعدائه الشديد لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت له اليد الطولى خلال الفترة السابقة في تجفيف منابع التنظيم في البلاد، ممثلا في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ومنظماته الفرعية المدعومة من قطر وتركيا.
ويُحسب لولد الغزواني وقوفه الحازم ضد الجماعة التي أعلن عدد من قادتها براءتهم من فكر الإخوان خلال لقائهم به إبان إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، مطلع مارس 2019، وإن كان بعض المراقبين يعتبرون الرئيس الموريتاني الجديد قد نجح في هذا الملف حتى قبل تسلمه السلطة من خلال توجيه ضربة للإخوان المسلمين الذين أعلن عدد من قادتهم التخلي عن فكر التنظيم ووصفوا رفاقهم السابقين بممارسي التدين المغشوش بحثا عن مكاسب دنيوية.
كما يَنتظر الرئيس الجديد ملف شائك طالما أرق الموريتانيين، وهو ملف مكافحة مخلفات العبودية التي عرفتها البلاد في نهاية القرن العشرين، وما زالت تبعاتها ماثلة للعيان، بالرغم من الجهود السابقة للقضاء على مخلفات الرق.