نواد للسباحة تتيح فرصة العلاج بالألعاب المائية لأطفال التوحد

السباحة والألعاب المائية تدفع الطفل نحو المشاركة الاجتماعية، وتجعله يدرك أنه قادر على التأثير في محيطه من خلال الحركة.
الخميس 2019/08/08
أمل في التعافي

غزة - يسبح خمسة أطفال مصابون بالتوحد داخل حوض سباحة، بمهارة وخفة غير معتادة، ويمررون إلى بعضهم كرات ملونة في أجواء حماسية يتطاير فيها رذاذ الماء وتتعالى أصوات ضحكاتهم.

مشهد من مخيم صيفي أطلقه نادي “الدولفين” للرياضة المائية في قطاع غزة بتمويل من وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية بالقطاع، لعلاج أطفال التوحد من خلال السباحة، ويشارك فيه نحو 20 طفلا.

ويعمل مدربون مختصون على تعليم أطفال التوحد أساسيات السباحة والتحرك داخل الماء، إضافة إلى إشراكهم في بعض الألعاب المائية، تحت إشراف مختصين اجتماعيين.

وتقول ريم جعرور، إحدى المشرفات على المخيم، “فكرة مخيم السباحة والألعاب المائية لأطفال التوحد تنفذ للمرة الأولى في غزة، وقد حققت نجاحا كبيرا بسبب قدرة السباحة على إخراج الطفل من بيئته العادية إلى بيئة جديدة توفر له العلاج والترفيه في وقت واحد”.

نظام العلاج بالسباحة يضاهي العلاج الموضعي والطبيعي واللغوي لدى أطفال التوحد

وتضيف جعرور “العلاج المائي أو العلاج بالسباحة لأطفال التوحد إحدى الطرق العالمية، ويتم خلالها استخدام الماء كوسيلة مقاومة لتقوية العضلات القادرة على الحركة أو وسيلة مساعدة لتحريك العضلات الضعيفة”.

وتشير في حديثها إلى أن السباحة تساعد الطفل على تطوير مهاراته المعرفية والإدراكية والحركية، وتزيد من لياقة أجهزة الجسم المختلفة وخصوصا القلب والأوعية الدموية.

وتعتقد ريم أن الشعور بالأمان يزيد لدى الطفل داخل بركة السباحة مما يشجعه على الاستقلالية بالحركة داخل الماء وخارجه.

كما تساعد السباحة بعض أطفال التوحد على تنظيم عملية التنفس وتحسين الصوت والنطق، حسب جعرور.

وتوضح المشرفة على المخيم، أن السباحة والألعاب المائية تدفع الطفل نحو المشاركة الاجتماعية، وتجعله يدرك أنه قادر على التأثير في محيطه من خلال الحركة، فهو يرى نتائج حركته بشكل مباشر على الماء ويشعر بها.

ومن ناحية أخرى، فإن مخيم السباحة لأطفال التوحد يهدف إلى توفير فرصة للترفيه عن أمهات الأطفال اللواتي ينشغلن طوال الوقت برعاية أطفالهن.

ووفق جعرور، فإن المخيم مقدمة لدورات سباحة لأطفال التوحد، سيتم تنظيمها خلال الفترة المقبلة بهدف تعليم هؤلاء الأطفال مهارات جديدة.

ووسط الأطفال في حوض السباحة، كانت علامات الفرح ترتسم على وجه الطفل أحمد البنا (9 سنوات)، خاصة عندما يتركه المدرب ليطفو على سطح الماء بمساعدة عوامات بلاستيكية يرتديها بذراعيه.

العلاج بالسباحة

وتقول رنا أبوالفول، والدة الطفل أحمد، “نظام العلاج بالسباحة يضاهي العلاج الموضعي والطبيعي واللغوي لدى أطفال التوحد، لذلك عندما علمت بهذا المخيم سارعت لتسجيل طفلي فيه”. وتضيف “ابني يتلقى العلاج في مستشفى المقاصد ومؤسسة الأميرة بسمة في مدينة القدس، وهناك يتم استخدام العلاج المائي بشكل رئيسي”.

وتشير أبوالفول إلى أن الأطباء توقعوا وفاة طفلها بسبب سوء حالته الصحية، لكن بفضل العلاج بالسباحة أصبح الطفل يمشي ويتحرك ويأكل بعد أن كان لا يستطيع تحريك فكه لتناول الطعام.

وتوضح الأم “هناك أطفال مصابون بالتوحد كانوا لا يملكون القدرة على النطق، إلا أنهم عندما تلقوا العلاج المائي بالتوازي مع علاج النطق والعلاج الموضعي تعافوا تماما”.

وتؤكد ضرورة تطوير منظومة العلاج المائي في قطاع غزة نظرا لأهميتها الكبيرة بالنسبة لأطفال التوحد. وتعتقد أبوالفول أن التنسيق بين العلاج المائي والوظيفي والطبيعي وعلاج النطق يمكن أن يصل بأطفال التوحد إلى مرحلة الطفل الطبيعي الذي لا يعاني من أي مشاكل.

والتوحد أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة “اضطرابات في الطيف الذاتويّ”، وتظهر  قبل بلوغ الطفل عمر الثلاث سنوات.

ورغم اختلاف خطورة وأعراض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطراباته تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات التبادل معهم.

21