الإمارات تحتفي بتجربة الريس الجمالية، والسعودية والبحرين تنتصران لفن الفيديو

تميز العام 2018 ببعض الأحداث المهمة في تاريخ الفن التشكيلي الخليجي، والتي تعد مؤشرا لمستقبل أفضل للتشكيل في المنطقة.
ومن أبرز الأحداث التشكيلية في السعودية هذا العام كان مهرجان “39-21” بجدة، والذي تنظمه مؤسسة المنصورية ومجلس الفن السعودي بجدة، حيث تلتقي فيه أهم قاعات العرض في العالم، وفي الرياض شارع الثقافة الذي يعتبر سمبوزيوم ثقافيا بصريا يشارك فيه نخبة من فنانين المملكة في الهواء الطلق.
ويقول الفنان التشكيلي السعودي عبدالعظيم الضامن “كان معرض وفاء القنيبط واحدا من أهم المعارض الفنية في المملكة من حيث الطرح والفكرة، فقد تجاوزت المألوف وحاورت الروح في منحوتاتها الرخامية وتشكيلاتها البرونزية، أما التجربة الأكثر تميزا فكانت للفنان نهار مرزوق في ملتقى البرلس الدولي بمصر، والذي استخدم فيها العديد من المواد المختلفة على قوارب الصيد الخشبية،
وفي القصيم كان للفنان صالح النقيدان الأثر الكبير في النهوض بالذائقة البصرية لجمهور الفن، فهو عاشق للطبيعة ويحاورها بحب، وعطاؤه لا يتوقف عند حدود، فكانت مشاركاته في الرياض والدوادمي في جداريات وطن العز أكثر ما ميز تجربته الفنية للعام 2018”.
التشكيل الخليجي شهد في 2018 طفرة في الكم والنوع، مع انفتاح متزايد على فنون ما بعد الحداثة كملتقى فن الفيديو بالدمام
ويتابع الضامن “سرّني كثيرا، هذا العام، تكريم رواد الفن التشكيلي في السعودية، والذي كان مصدر سعادة لجميع الفنانين في المملكة، فكم كنا نأمل ذات يوم أن يكون للرواد التشكيليين في المملكة حفل يليق بمكانتهم، والحمد لله تحقق في هذا العام، وتلا هذا التكريم حفل آخر بنكهة شرقية تمتزج برائحة البحر والنخيل، حيث تم تكريم الفنان الرائد عبدالرحمن السليمان لمسيرة عطاء تشكيلي قاربت الأربعين عاما، ورافق هذا التكريم معرض مميز شارك فيه عدد كبير من الفنانين الذين غابوا منذ زمن طويل عن الساحة التشكيلية المحلية، حيث كان معرض التكريم محطة للتعريف بجيل الرواد في المنطقة الشرقية الذي بات في عداد المنسيين”.
وفي باب التكريمات أيضا تواصل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي حتى 23 مارس 2019، تقديم المعرض الفني الاستعادي الأول من نوعه “عبدالقادر الريس: 50 عاما من الفن”، والذي يتضمن أعمال الفنان الإماراتي الشهير عبدالقادر الريس من أواخر ستينات القرن العشرين حتى يومنا هذا، مستعرضا تطور مسيرته الفنية بدءا من أولى لوحاته التشخيصية المبكرة وصولا إلى سلسلته الأخيرة والشهيرة في فن الخط التجريدي.
ويضم المعرض أكثر من 70 لوحة من أعمال الفنان، مقسمة إلى ستة أقسام هي اللوحات التشخيصية الأولى، الوطن، الأرض والسماء، الناس والزمن، انطباعيات وتجريديات، وحروفيات، التي تتيح للمشاهد استكشاف المراحل الانتقالية والتحولات التي عاصرها الفنان.
وعلى الجانب البحريني شهد هذا العام حراكا فنيا كثيفا في المنطقة، وتميز بعودة توجهات فنية إلى الواجهة مرة أخرى، فالكثير من المعارض صارت تحمل طابعا حداثيا في الأعمال، وأيضا في طريقة العرض التي أعادت الفن المفاهيمي إلى الواجهة.
ويقول التشكيلي البحريني علي حسين ميرزا “بالرجوع إلى المعرض السنوي نلاحظ أن جميع الأعمال الفائزة في المنافسة ذات طابع حديث، وخرجت عن نطاق اللوحة التقليدية، وهذا ما ينبئ بأن الساحة صارت في حاجة إلى التجديد والمزيد من البحث لتقديم تجارب مختلفة، تحاكي تطلعات المتلقي الذي بات يشاهد التجارب العالمية من خلال العالم الافتراضي، وصار يقارن بينها وبين ما يرى من تجارب محلية، فلم يعد عنصر الدهشة موجودا في الكثير من المعروضات، فكل شيء بات مألوفا للمُشاهد”.
وتجدر الإشارة إلى أن الأعمال الفائزة في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته 44 كانت لكل من علي حسين ميرزا في المركز الأول، والشيخة مروة آل خليفة في المركز الثاني، وزينب السباع في المركز الثالث.
ويضيف ميرزا “تصدر المشهد الفني في منطقة الخليج العربي هذا العام عودة لفن الفيديو أو الفيديو آرت، ففي المعرض السنوي في البحرين خصصت قاعة مغلقة لعرض اثنين من الأعمال، كما أن هناك توجها من جمعية الفنون بالدمام السعودية إلى تركيز وتبني هذا النوع من الطرح، فتم العمل على تأسيس ملتقى فن الفيديو وفتحت المشاركة لجميع دول العالم، وأقيم الملتقى خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الجاري في الدمام، وشهد مشاركات عربية وعالمية”.
هذا ولا بد من الإشارة إلى معرض “سينكوبيشن”، فهو من التجارب البحرينية الجديدة في فن الفيديو والموسيقى، حيث يشتغل في المشروع عدد من الفنانين الشباب في البحرين وهم علي حسين ميرزا ومحمد حداد ومريم النعيمي وميسم الناصر، وهم مجموعة اعتادت أن تقدم تجارب مختلفة خارج اللوحة، تحاكي الموسيقى.