منصات ذكية تدعم سوق الكلمة بآليات تفاعلية في مصر

حظيت منصات إلكترونية حديثة تعنى بالثقافة والكتاب بتفاعل من الجمهور والمؤسسات الثقافية في مصر، وهي تخطو باتجاه محاربة النمطية وسوء التنظيم في الثقافة، وتحريك المياه الراكدة في حقول الإعلام والنشر الإلكتروني وحركة تداول المعرفة والمعلومات.
الأربعاء 2018/02/21
تكريس الكتاب الورقي في مبادرة رقمية

القاهرة - أنعشت منصّات ذكية تم إطلاقها حديثًا في مصر سوق النشر بآليات تفاعلية، وحصدت جوائز المبادرة التي منحتها للمرة الأولى إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب في ختام دورته التاسعة والأربعين في فبراير الجاري.

وخُصصت جوائز المبادرة لأصحاب الإلهام والابتكار من الشباب، وعلى رأس قائمة المنصات الفائزة: موقع “بوكابيكيا”، الذي يغازل الشباب بـ”سور الأزبكية الإلكتروني” لتبادل الكتب القديمة، وبوابة “كتب وكُتّاب” الإلكترونية.

وتشمل مبادرة توظيف التكنولوجيا والإعلام الحديث لخدمة الثقافة والفنون تطبيقات الموبايل والمواقع والمنصات الإلكترونية، وغيرها. وفازت مواقع “بوكابيكيا” و”كتب وكتّاب” و”متحف الشرق” و”عنادل” كأفضل منصات إلكترونية لنشر الثقافة والفنون.

ويشكل هذا التوجه نحو تشجيع الشباب المبتكرين والملهمين خطوة نحو مواجهة النمطية وسوء التنظيم في الثقافة، وتحريك المياه الراكدة في حقول الإعلام والنشر الإلكتروني وحركة تداول المعرفة والمعلومات بمصر.

ولا تتحقق مصداقية جوائز المبادرة، خاصة المنصات الإلكترونية التي يعنى بها هذا الطرح، من حداثة مجال المسابقة فقط، إنما تبقى المصداقية معلقة بأن تكون المنابر الإعلامية الفائزة ذات رصيد حقيقي جاد ومؤثر في نشر الثقافة والفنون، خاصة أن الصحافة الثقافية والفنية في مصر تعاني من مشكلات تتعلق بندرة المختصين والمحترفين، وضعف التمويل، والانشغال باللهاث الإخباري على حساب التحليل المضموني، وتناول المواضيع بطريقة تقليدية، وفقدان الجاذبية والاستعاضة عنها بالإثارة الفجة.

وحظيت الفكرة المبتكرة للموقع الفائز بالجائزة الأولى كأفضل منصة إلكترونية بوكابيكيا (bookabikia) باستجابة جيدة في المجتمع المصري، خصوصًا بين الشباب، من خلال إبدال الكتب التي قرأها أصحابها، بكتب أخرى قرأها آخرون، ويبدو الموقع كأنه ينافس سور الأزبكية التاريخي للكتب الورقية الذي يعد من الأمكنة الشهيرة بقلب القاهرة وفي معرض الكتاب، ويعنى بتداول الكتب القديمة والتاريخية التي يستغني عنها أصحابها.

وأحدث الموقع حراكًا في اقتناء الكتب من خلال المكتبة المركزية، ويحصل المتبرع بكتبه على رصيد من “نقاط الإكس بي”، ثم يطلب بموجب نقاطه الكتب التي يريدها.

وحقق الموقع خلال فترة وجيزة عشرات الآلاف من المتابعات عبر الواجهة الإلكترونية وفيسبوك وتويتر.

والمبادرة، رغم كونها إلكترونية، تنتصر للكتاب الورقي على حساب الرقمي، وكلمة السر في نجاحها استبعاد العنصر المالي من المعادلة، فلا مجال للبيع والشراء، وهي خطوة نحو التمسك بأخلاقيات عدم قراءة الكتب الإلكترونية المسروقة، ومقاومة ارتفاع أسعار الكتب بمصر، وانخفاض الدخل.

ويعتبر موقع “كتب وكتّاب(kotobwakotab.com)"، الفائز بالجائزة الثانية في مسابقة المنصات الإلكترونية، بوابة إلكترونية متخصصة، ترصد الحركة الثقافية، وتقتفي حركة النشر، وتحتفي بالكاتب والكتاب، وتفتح بابًا لأقلام تؤمن بالكلمة بوصفها القادرة على إحداث التغيير.

ويستخدم الموقع في أبوابه المختلفة الصور والفيديوهات والآليات التفاعلية لخدمة الأقسام المتنوعة من أخبار ومقالات وإبداعات وملفات ومتجر الكتب ولقاءات وحوارات وشبابيك (سينما، مسرح… إلخ).

ويقول سامح فايز رئيس تحرير “كتب وكتّاب”، إن فلسفة هذه المنصة الإلكترونية تأخذ في الاعتبار تحديد إطار واضح لخصوصية العمل في الصحافة الثقافية.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” “هذه الخصوصية تعني تناول المعنى الأشمل لمصطلح ثقافة على إطلاقه، سواء على مستوى المنتج الإبداعي، أو على مستوى الصانع، أو (على مستوى) الوسطاء بين الصانع ومتلقي الخدمة الثقافية”.

وتابع “صارت الصحافة الثقافية صناعة تدر دخلا بمقتضيات العصر الحالي”، ويرى أن “زمن التوجيه والإرشاد والتلقين، واعتبار الثقافة خدمة مجانية، انتهى منذ سنوات، ويجب أن تتجاوز اهتمامات الصحافة الثقافية التوقف عند نشر قصة أو قصيدة أو مقال، أو حتى كتابة خبر عن ندوة، لمناقشة منتج إبداعي، وتناول عالم صناعة الثقافة الأكثر رحابة”.

وأكد أن “كلمة السر وراء نجاح نافذة كتب وكتّاب، هي توسعة دائرة الشريحة المستهدفة على مستوى الكاتب والقارئ، حيث كسرت المنصة دائرة النخبة الضيقة التي تهتم بها الصحافة التقليدية، ولا تكاد ترى سواها”.

واتجه الموقع منذ انطلاقه نحو الحدث العام، والثقافة كصناعة، والخبر الثقافي الذي يشغل مجموعات صغيرة.

18