أوروبا تفتح نافذة لصادرات مصر من الخيول العربية الأصيلة

لاحت في أفق الصادرات المصرية نافذة جديدة من خلال تصدير الخيول العربية الأصيلة، بعد رفع الاتحاد الأوروبي حظر الاستيراد من مصر مؤقتا بعد سبع سنوات من الحظر. ولا تزال مصر تنتظر رفع حظر دول الخليج، الذي فرض في أعقاب الحظر الأوروبي.
السبت 2017/08/19
معايير عالمية صارمة لتربية وتدريب الخيول العربية الأصيلة

القاهرة – أكد خبراء أن قطاع تربية الخيول في مصر لا يزال يواجه تحديات كبيرة لإنعاش القطاع المتعثر بسبب الحظر الأوروبي رغم رفعه في وقت سابق من الشهر الحالي. وطالبوا بتعزيز الرقابة على تطبيق المعايير الصحية لمنع حدوث انتكاسة جديدة.

وقالوا إن عدم الالتزام بالمعايير الصارمة في تربية الخيول كان وراء حظر الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي استيراد الخيول الأصيلة من مصر.

وكانت دول الخليج قد تبعت الحظر الأوروبي قبل 7 سنوات، ولا تزال القاهرة تنتظر أن تقوم برفع ذلك الحظر أسوة بالاتحاد الأوروبي.

وقد تسبب الحظر في خسائر كبيرة لمزارع الخيول العربية الأصيلة والتي يصل عددها إلى نحو 1100 مزرعة في مصر، نتيجة إغلاق الأسواق أمام تصديرها للخارج، في ظل ارتفاع تكلفة تربيتها. ويصل متوسط سعر الحصان الذي يعود إلى الأنساب الخمسة الرئيسية للخيول العربية الأصيلة وهي هدبان ودهمان وكُحيلان وصقلاي وعُبيان إلى 50 ألف دولار. ويعد نسب عُبيان الأغلى بين تلك الأنساب.

وكشفت شيرين إدوار مديرة الإدارة العامة لتربية الخيول في محطة الزهراء المسؤولة عن تربية الخيول والتابعة لوزارة الزراعة، عن المعوقات التي وقفت وراء منع تصدير الخيل العربي الأصيل من مصر إلى الأسواق الخارجية.

وقالت لـ“العرب” إن السبب الأول عدم وجود حصر لجميع فصائل الخيول، سواء العربية الأصيلة أو البلدي، أو حتى الحمير، إلى جانب عدم وجود مسح وبائي يرصد جميع الأمراض الموجودة في البلاد.

وأشارت إلى أن السبب الثالث يكمن في غياب منظومة الحجر البيطري بين شمال وجنوب البلاد، ووجود أمراض في الجنوب تختلف تماما عن الموجودة في الشمال نتيجة اختلاف طبيعة المناخ، أما السبب الرابع فيتعلق بعدم وجود نظام موحد لإصدار الشهادات الصحية للخيول. ويصل عدد الخيول العربية الأصيلة في مصر إلى نحو 25 ألف حصان، وهي مصنفة جميعا ضمن الأنساب الخمسة للخيول العربية الأصيلة.

50 ألف دولار متوسط سعر الحصان العربي الأصيل الذي تتم تربيته وفق أساليب ومعايير صارمة

ويقوم عدد كبير من مربي الخيول بتأجير أماكن في محطة الزهراء القريبة من وسط القاهرة لتربية خيولهم ورعايتها بيطريا، ويفضل هذه الطريقة الكثير من المستثمرين الخليجيين وخاصة من الإمارات والسعودية والكويت، إلى جانب مستثمرين من ليبيا.

ويتم حجر الخيول الموجهة للتصدير لنحو 90 يوما في أماكن مخصصة يطلق عليها “كارنتين” وخلال تلك الفترة يمكن ملاحظتها وعمل التحاليل اللازمة لمعرفة خلوها من الأمراض الوبائية.

أما بالنسبة للخيول التي يتم تصديرها مؤقتا بهدف المشاركة في المسابقات الدولية، فيتم حجرها لنحو 40 يوما وفق نفس الاشتراطات.

وقد جرى خلال الأسبوعين الماضيين تصدير شحنتين؛ الأولى من 8 خيول إلى ألمانيا وبلجيكا، وضمت “غالية الخرافي”، وضمت 6 خيول يمتلكها رجل الأعمال الكويتي جاسم الخرافي، وحصانين يعودان لمزرعة رباب التي يديرها رجل الأعمال السعودي خالد بن لادن.

أما الشحنة الثانية فضمن حصانين من مزرعة بن لادن وقد تم حجر كافة الخيول المصدرة بيطريا بمحجر القوات المسلحة لنحو 90 يوما.

وقالت منى محرز نائبة وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، إن الفترة المقبلة سوف تشهد تصدير نحو 7 خيول عربية أصيلة، تعزز وتيرة صادرات الخيول بعد فترات طويلة من الحظر الأوروبي.

وأضافت لـ”العرب” أن الخيول العربية التي تمت تربيتها في مصر كانت ممنوعة أيضا من المشاركة في المسابقات العالمية، كإجراء ملازم لحظر التصدير، وترتبت على ذلك خسائر كبيرة لتلك الصناعة الهامة التي تتميز بقيمتها المضافة المحلية العالية جدا.

وتقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية بإصدار شهادات ميلاد لكل حصان وجواز سفر عند تصديره إلى الخارج، سواء بصفة مؤقتة للمشاركة في المسابقات أو للتصدير النهائي.

وتفرض القوانين على مربي الخيول الأصيلة تقديم نموذج معتمد يحتوي على تاريخ الميلاد والجنس واللون والاسم المزمع بهدف تسجيله رسميا.

وتتم تسمية المُهر العربية الأصيلة عند تسجيلها في كتاب أنساب الخيول في البلد الذي تولد فيه ويجب أن تكون الأسماء غير متكررة ولا يسمح بعد ذلك بأي حال تغيير الاسم في كتاب الأنساب أو السجل الأصلي بعد تثبيت التسجيل المحلي.

ويجب ألا يزيد عدد حروف الاسم عن 27 حرفا شاملا الفراغات، وينبغي أن تحمل الخيول المستوردة رمز البلد الذي ولدت فيه بهدف التوضيح، ويصبح هذا الأمر ضروريا إذا كان اسم الجواد مطابقا لاسم جواد مسجل محليا.

ويقوم بعض مربي الخيول بوسمها بعلامات مميزة ويتم إجراء العملية من قبل جراح بيطري مؤهل ومعتمد من قبل المنظمة الأوروبية للخيول العربية الأصيلة والمعروفة اختصارا باسم “إيكاهو”.

11