قرطاج يعيد صوفية صادق لجمهورها التونسي بعد طول غياب

غابت عن الساحة الفنية التونسية اختياريا، منذ سبع سنوات لتجدد مساء الأربعاء علاقتها مع جمهورها وتحفز فيه الحنين لفترة الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين حيث كانت الأغنية التونسية في أوجها، وتمكنت المطربة التونسية صوفية صادق في السهرة الخامسة والعشرين لمهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ53 من استقطاب جمهور اشتاق إلى واحدة من صفوة الأصوات التونسية.
الجمعة 2017/08/18
عودة في حجم الانتظارات

تونس – بفرقة موسيقية أوركسترالية وافرة العدد بقيادة المايسترو التونسي نبيل زميط، اعتلت الفنانة التونسية صوفية صادق مساء الأربعاء خشبة المسرح الأثري بقرطاج بعد طول غياب لتعانق جمهورها الغفير الذي اشتاق لصوتها الماسي، فافتتحت ليلتها كما هي عادتها بالأغاني الوطنية من خلال مقطع من نشيد النصر وأغنية “أمّتي”، لتنطلق إثرهما في غناء أكثر من كوكتال تونسي وآخر مغاربي على غرار “يا بنية العرجون” و”أمان أمان” و”عشيري الأول” و”يا أم العوينة الزرقة” و”خالي بدلني” وغيرها، وسط تفاعل جماهيري كبير بالرقص والغناء وحتى الزغاريد أحيانا.

ونجحت صاحبة رائعة “مراسيلي” في ما فشل فيه غيرها من الفنانين التونسيين الصاعدين الذين يستبيحون غناء التراث في حفلاتهم المهرجانية، في ظّل شحّ إنتاجهم الخاص، فلا يكون التفاعل الجماهيري معهم كحاله مع صوفية، وهي التي لها في سجلها الغنائي الخاص أكثر من أغنية ناجحة طبعت مسيرتها الفنية التي جاوزت ثلاثة عقود كـ”يهبّل” و”وفّر كلامك” و”فيك إيه” و”تعرفني أنا نموت عليك” و”تدلل”، علاوة على أغاني ألبومها الأخير “راني حرت معاك” الذي أصدرته سنة 2016.

تنويعات صوفية بين الإيقاع التونسي الأصيل والطرب الشرقي الذي عوّدت به جمهورها الوفيّ لصوتها وإن غابت لأكثر من سبع سنوات، جعتلها تختتم حفل عودتها لقرطاج بـ”ألف ليلة وليلة” لأم كلثوم مع مقطع من أغنية “من غير ليه” لمحمد عبدالوهاب، لتودّع جمهورها كما انطلقت بأغنية وطنية “الله عليك يا تونس”، ربّما في إشارة منها إلى أنّها ستظل على نفس النهج الملحمي الذي عوّدت به جمهورها التونسي والعربي على السواء، رغم المتغيرات المجتمعية والسياسية التي مرّت بها تونس بعد أحداث 14 يناير 2011.

ومعلوم أن صوفية صادق اختارت طواعية الغياب عن الساحة الفنية التونسية بعد الثورة، حيث صرحت في مقابلة بأنها تفرغت لحملها وبعدها للاهتمام بابنتها، فضلا عن أسباب نفسية وعائلية جعلتها تبتعد في السنوات الأخيرة من المشهد الموسيقي في تونس، مشيرة إلى أنها في المقابل سجلت حضورها في عدد من التظاهرات الثقافية بالعالم العربي والخارج، وهي التي ستغني في فلسطين في الخامس من سبتمبر القادم.

وصوفية صادق مطربة تونسية من جيل الصحوة الفنية في بداية التسعينات، ولدت سنة 1963، وصعدت على خشبة مسرح قرطاج في العديد من المناسبات، سافرت إلى القاهرة وأقامت بها بعض السنوات، وعرفت بأغانيها الوطنية.

ويذكر أن الدورة الـ53 من مهرجان قرطاج الدولي انطلقت في 13 يوليو الماضي، مقترحة على سمار السهر بتونس 27 عرضا بين الموسيقى بجميع أنماطها من الوتري مرورا بالفن الشعبي وصولا إلى الجاز، علاوة على المسرح بتعبيراته المختلفة.

وتختتم دورة هذا العام السبت بعرض “بهاراتي في قصر الأوهام”، والذي يروي حكاية حب على طريقة الأفلام البوليوودية، لكن على خشبة تونسية هذه المرة.

24