"موطئ وطن" شهادات إبداعية في التجارب البحرينية

يستعرض كتاب “موطئ وطن”، مجموعة من شهادات لكتاب بحرينيين شاركوا بها حول تجربتهم في السياق الإبداعي ضمن مبادرة “وجود للثقافة والإبداع” الموسومة بـ”شهادات إبداعية في التجارب البحرينية” على مدى أشهر امتدت من 2015 حتى 2016، وخلالها تم عرض أكثر من خمس وعشرين تجربة تنوّعت بين السرد والشعر والنقد والكتابة.
وتعرض الشهادات في الكتاب، الصادر عن دار فراديس 2017، بحسب جدولتها في الأمسيات التي تمت برعاية دار فراديس البحرينية للنشر والتوزيع، إلا ما اقتضته الحاجة الفنية إلى تغيير جدولتها بهدف إخراج الكتاب بصورة كاملة.
يستفتح الكتاب بسؤال وجودي مفصلي لا يحاول أن يقترح إجابة محددة، لكنه يؤسس لفهم منهج المشروع بالكامل، حيث يقول “كيف يسير المرء بلا تجربة”. ثم يبدأ القائمون على مشروع “وجود” باستقصاء الاحتمالات الواردة من فرضية غياب التجربة عن الحياة، “فإن كنت لا تعرف أن السقوط مؤلم ستظل تسقط أبداً، وإذا كنت لم تدرك أن ثمة طريقة لتجاوز الجدار فستظل تصطدم بالسدّ مراراً قبل أن تخبرك التجربة أن ثمة طريقة أخرى لتجاوزه، فوحدهم من يحملون التجارب في ذاكرتهم يتجنبون السقوط ويفتحون بصبر وبصيرة أفقاً ينتشلهم من الحيز الضيق، فالتجربة تقودهم دائماً لأماكن أقل خطراً، وأكثر اتساعاً”.
وبحسب مدير مبادرة “وجود” القاص عبدالعزيز الموسوي “في التجربة ليس هناك كبير وصغير، ولا يجب أن تكون ناضجة كما يروج البعض، إنها لا تقف عند زمن محدد، بل هي عملية متكررة، إنها ليست رمية النرد الأخير، فكل شهادة في الكتاب تعبّر عن اللحظة التي خرجت فيها، وقد تتغيّر بعد دقيقة واحدة –فقط- إثر تجربة أخرى أو رمية نرد تغيّر كل المعطيات وتقلب الحسابات”.
ويضيف الموسوي “إن التجارب أوطان آمنة، وأردنا لتجارب مبدعينا أن يكون لها ‘موطئ وطن’ خليق بأن يعلق بالذاكرة. كل تجربة هي عبارة عن جرعة من الثقة لخطوة أخرى أكثر ثباتاً، إنها اختصار مذهل وقفزة هائلة تتخطى عوالم كثيرة من الخيبات، كنا سنقع فيها بحكم الجهل”.
وقد تنوّعت المشاركات وتفاوتت بين الأدبية والثقافية والفكرية ذات البعد السياسي أو الاجتماعي، وشارك في تقديم الشهادات كل من كريم رضي، وجعفر حمزة، وأحمد العجمي، وحسن مدن، وأمين صالح، وأحمد رضي، وأحمد الحجيري، ومهدي سلمان، وأحمد الستراوي، وجعفر حسن، وأحمد المؤذن، ومنيرة سوار، وليلى السيد، وحسن بوحسن، وقاسم حداد، وحسين السماهيجي، ومنى الصفار، وإيمان أسيري، وشيماء الوطني، ورسول درويش، وأيمن جعفر، وباسمة القصاب، وعبدالعزيز الموسوي، ونعيمة السماك، وفواز الشروقي، وعلي الديري.
الجدير بالذكر أن “وجود” مبادرة تطوعية أهلية مستقلة، تدعم وتساهم في تنشيط الحركة الثقافية بمختلف المجالات الإبداعية، وتتخذ من مقر دار فراديس للنشر منطلقا لفعالياتها، التي من المؤمل أن تتعدّد وتتنوّع مستقبلاً في مجالات إبداعية أخرى، تلحّ على أن تكون هناك خطوة ثانية قد تتركز -حسب الموسوي- على فنون مغايرة؛ كالتشكيل والتصوير والمسرح.