"آيات دنيوية".. قصص مراوغة تسرد القمع اليومي في حياة الإيرانيين

نجح المخرجان الإيرانيان علي أصغري وعلي رضا خاتمي في بناء فيلم متماسك عبر قصص منفصلة بشخصياتها وأحداثها ومآلاتها، ما يجمعها فقط هو السلطة المحجبة، التي تواجهها الشخصيات، وتتحكم في مسارات حياتها العادية والبسيطة للغاية، مثل التحكم في اللباس والأفكار والأسماء وغيرها.
فيلم "آيات أرضية" وبعنوان آخر "آيات دنيوية" لعلي أصغري وعلي رضا خاتمي عبارة عن لوحات قصيرة تعكس الواقع الإيراني القمعي للمرأة والرجل على حد سواء، مجموعة قصص من النضال اليومي في إيران، صورت أحداثه بعد الانتفاضة الشعبية التي شهدتها إيران بعد مقتل الشابة مهسا أميني بسبب الحجاب.
عنوان الفيلم مستمد من قصيدة الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد التي توفيت عن 32 عاما عام 1967 في حادث سيارة غامض، وتعتبر من أهم الشاعرات الإيرانيات في الأدب الحديث. ويتكون الفيلم من 11 مقطعا، مدخل وخاتمة و9 فصول (أو مقاطع)، يتراوح زمن كل منها بين 6 إلى 9 دقائق، بحيث يصل زمن الفيلم كله إلى 77 دقيقة.
قصص القمع
ينتقل سرد الحكايا في الفيلم من الولادة إلى الموت، بدءا من الجهود المحبطة لأب جديد (بهرام آرك) لتثبيت اسم لابنه الرضيع. الشخصية التالية هي فتاة مفعمة بالحيوية تبلغ من العمر حوالي 8 سنوات (أرغفان شاباني). ويتقدمون في العمر تدريجيا مع انتقال الفيلم من تسلسل إلى آخر. حتى نصل في النهاية إلى رجل يحتضر، وكأن هذه اللوحات تعكس دورة حياة الإيراني وتتداخل معها أسئلة عميقة حول السلطة وتدخلها المباشر في حياة المواطن.
في اللوحة الأولى نشاهد رجلا يريد تسجيل مولوده الذكر الجديد تحت اسم “ديفيد” وهو يخاطب موظف التسجيل البيروقراطي الذي لا نراه لكننا نسمع صوته، ونتابع حواره المراوغ للرجل وهو يرفض قبول إطلاق اسم “ديفيد” على المولود الجديد، بدعوى أن اللوائح تحظر ذلك والحكومة لن توافق على إطلاق اسم أجنبي على طفل إيراني، لكن الرجل يلحّ ويصرّ على أنه وزوجته استقرا على اسم “ديفيد”، بينما يطلب الموظف منه اختيار اسم آخر مثل “علي أو الحسين” أو “محمد”، فيجيبه بأن هذه الأسماء هي أيضا أسماء عربية وليست إيرانية.
سلسلة من المشاهد تظهر الإيرانيين العاديين وهم يتعاملون مع القيود الثقافية والدينية والمؤسسية التي تفرضها عليهم السلطات
في المقطع الثاني نرى طفلة في الثامنة من عمرها خارج محل الملابس، حيث تشتري لها أمها ملابس جديدة للمدرسة، الطفلة ترتدي قميصا منقوشا عليه صورة “ميكي ماوس”، وترقص على نغمات الموسيقى الغربية (البوب)، تستمع إليها بواسطة سماعات. تسألها الأم عن الملابس الملائمة لها، تناقش والدتها خارج الشاشة الزي المدرسي الذي جاءت لشرائه، ثم تتدخل البائعة لتخبرها بأنها لا تستطيع ارتداء ملابس بهذه الألوان التي تحبها، ثم تقدم لها ملابس فضفاضة وحجابا، لتبدو في نهاية المشهد في صورة مخالفة تماما لروحها وشخصيتها، تبدأ وضع القيود على ملابس الطفلة سيلينا وعلى الألوان التي تحبها. إن مشهد الطفلة الكوميدي/المفجع لها مدفونة في ثوب وحجاب كبيرين وباهتين هو رؤية ضوء ينطفئ.
في القصة الثالثة الأكثر جرأة والتي تتمحور حول فتاة مراهقة (سارفين زابيتيان) تتعرض للاستجواب والتوبيخ من جانب مديرة المدرسة لأنها شوهدت مع صبي على دراجة نارية، جرأتها مثمرة لأنها تحتفظ بصورة للمديرة خارجة عن المألوف، كما اتضح، لديها ورقة تلعبها تكشف نفاق هذه المديرة. تلوّح الطالبة أخيرا بالورقة التي في حوزتها، وتخبرها أن لديها ما يدين مديرة المدرسة بسبب تصرف شائن صورته بكاميرا المحمول من وراء ظهرها.
في القصة الرابعة نرى فتاة عشرينية تدعى “صدف”، تحقق معها رقيبة من السلطة، حيث ضبطتها كاميرات المراقبة وهي داخل سيارتها بعد أن خلعت الحجاب، الشابة (صدف) تجادل بأنها لم تخالف القانون لأنها كانت داخل مكانا خاصا وهو السيارة، لكن الموظفة لا تقتنع ولا تريد السماح لها باستعادة سيارتها التي صودرت، “ماذا لو وقفت في النافذة داخل بيتي وخلعت الحجاب، هل هذا يعتبر أيضا مخالفا للقانون؟”، تسأل. “نعم، إذ يمكن لأحد أن يراكِ،” ترد عليها الرقيبة، “ولكن ليس لي شعر،” فهي قد حلقت شعر رأسها على نحو يذكرنا بالاحتجاجات النسائية الماضية في إيران، ويستمر الحوار دون جدوى بالطبع، إلى أن تنصرف الموظفة بتجاهل حجج الشابة، تسأل زميلتها عن نوع الطعام الذي ستتناوله في وجبة الغذاء، بحيث تخرج من الجدل حول موضوع لا يهمها، وتتألق في هذا المقطع من الفيلم الممثلة الشابة صدف أصغري ابنة أخ المخرج علي أصغري وهو أحد مخرجي هذا الفيلم.
في القصة التالية لن يكون الحجاب مطلوبا لفائزة (فائزة راد) 30 عاما إذا تم تعيينها من قبل الشركة الخاصة التي ردت على الإعلان ورضخت لرغبات مدير الشركة. في المقابلة يسألها المدير أسئلة شخصية تماما بعيدة كل البعد عن موضوع الوظيفة ومتطلباتها، ثم يطلب منها أن تخلع حجابها، فالحجاب ليس مهما هنا، وإن من مهام وظيفتها أن تستجيب لرغباته، وهو الوحيد الذي يمكنه أن يسند إليها الوظيفة، لكن يشرط عليها أن تقدم التنازلات المطلوبة، فلا تجد مفرا سوى الهروب ومغادرة المكان الموبوء.
في قصص قصيرة وبنبرة لا تخلو من الفكاهة تظهر مشاهد معاناة المواطنين ويسمع المشاهد فقط صوت محاوريهم
تؤثر الحماقات أيضا على الرجال، بمن فيهم فرباد (حسين سليماني)، الذي يتحول طلبه للحصول على رخصة قيادة سيارة إلى محاكمة سخيفة ومزعجة. يستحوذ وشم فرباد (من أبيات الرومي) على اهتمام المحاور الرافض، والذي يتحول إلى شخص منحرف. يطالبه بكشف ذراعيه ثم صدره، لكن الشاب يقول إن المنقوش على جسده ليس سوى أبيات من أشعار جلال الدين الرومي، وإنها غير مخالفة للقانون. لكن الموظف يمضي في طلباته الفظة، ويأمره بنزع قميصه ثم باقي ملابسه، وكأنه يتلذذ، ليس فقط بتعذيبه وإهانته، بل بالتطلع إلى جسده.
ربما يكون الوضع الذي يواجهه علي (فرزين موهاديس) مخرج في منتصف العمر يتقدم بطلب للحصول على تصريح تصوير لفيلمه، هو الأكثر وضوحا بين القصص القصيرة، وأيضا الأكثر دراية لأيّ شخص شاهد بقلق اضطهاد الحكومة الإيرانية للمخرجين جعفر بناهي ومحمد رسولوف ومصطفى الأحمد. ويظهر المشهد مخرجاً يرغب في تصوير فيلم عن والدته التي تتعرض للضرب على يدي والده، فيطلب منه أحد المسؤولين “حذف” 12 صفحة من سيناريو العمل، ويجب على المخرج علي (فرزين موهاديس) أن يمزق حرفيا أجزاء من سيناريوه لتلبية المطالب الأيديولوجية للرقيب.
في حكاية أخرى بعنوان “مهري” تذهب امرأة كبيرة في السن (جوهر خيري أنديش) إلى قسم الشرطة تبحث عن كلبها الذي خرج إلى الشارع، فأخذته دورية شرطة تصطاد الكلاب الضالة، لكن الشرطي ينفي وجوده في القسم، ثم يعرض عليها أن تأخذ كلبا آخر بديلا له، بيد أنها ترفض ذلك.
في شكل “القصص القصيرة” وبنبرة لا تخلو من الفكاهة، تظهر مشاهد معاناة المواطنين ويسمع المشاهد فقط صوت محاوريهم. “كان من المهم ألا نرى الوجه. يبدو الأمر كما لو كان شخصا واحدا، أو نظاما واحدا،” يعلق المخرج علي أصغري “آيات أرضية” تشريح سلطة الدولة بكل قمعها وسطوتها. من خلال تسعة مشاهد تظهر أشخاصا عاديين أمام الكاميرا يكافحون مع محاور خارج الشاشة يمثل قوة مجهولة الهوية تظل بعيدة عن الكاميرا، مسموعة فقط، لا ترى.
هذه اللوحات الواقعية الغريبة تردد صدى بعضها البعض وتعطي فلسفة للفيلم. كأنها قصائد مرئية من خلال الترابط الذي يشكل في جوهره أبيات قصيدة الشاعرة والمخرجة الإيرانية. يتم الاستشهاد بهذه القصائد من أجل حرية المرأة واستقلالها، والتي يتم التشكيك فيها أكثر من أيّ وقت مضى في إيران اليوم.
نظرة على المجتمع
يرفض علي رضا خاتمي القول إنّ العمل ينقل “صوراً عن إيران” ويضيف “لا نريد التظاهر بأننا نمثل روحية أمة برمّتها لكنّ كل إيراني سيجد نفسه في أحد مشاهد الفيلم،” ويتابع “إنّ الفيلم عبارة عن عمل فلسفي يتمحور على طريقة عمل النظام أكثر من تجسيد للوضع السياسي في البلاد،”
يُظهر المخرجان علي أصغري وعلي رضا خاتمي عبثية الحياة اليومية في إيران في سلسلة من المشاهد القصيرة الذكية. يشير كل أسكتش – ومجموعها تسعة، بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة – إلى آليات إساءة استخدام السلطة والرقابة الاجتماعية والخضوع البيروقراطي التي تعكس ما اختبره أو شهده الجميع تقريباً في حياتهم. “كلّ القصص تجارب لي ولعلي رضا، ولعائلتينا وأصدقائنا. كان لدينا في البداية 15 قصة، أبقينا تسعا منها نظراً إلى أنّ ‘الفورمات‘ صارمة للغاية، خشينا أنْ تطول أكثر من اللازم، ويتضاءل الاهتمام. المَشاهد المتبقية تلك التي فيها شيءٌ شخصيّ على المحك بالنسبة إلى الشخصيات” يعلق المخرج على أصغري.
فيلم “آيات أرضية” نظرة فريدة على الحياة اليومية في إيران، وتتألف من لقطات قصيرة لأشخاص يتجادلون مع شخصيات ذوات سلطة لا تظهر أمام الكاميرا أبدًا. سلسلة من المشاهد تظهر الإيرانيين العاديين وهم يتعاملون مع القيود الثقافية والدينية والمؤسسية التي تفرضها عليهم السلطات الاجتماعية المختلفة، من معلمي المدارس إلى البيروقراطيين. هذه المقالات القصيرة المثيرة والمؤثرة تجسد روح الناس وتصميمهم وسط الشدائد.
وقال المخرجان علي أصغري وعلي رضا خاتمي في تصريح سابق لوكالة فرانس برس إنهما “استلهما كتابة الفيلم من تجارب الحياة الواقعية للأصدقاء والعائلة، والتي يعتقدون أنها ستكون مألوفة على الفور لإخوانهم الإيرانيين. نضجت الفكرة بعد أن تم رفض الصيغة السابقة للسيناريو التي تقدم به خاتمي حيث انعكست في المشهد الأخير في الفيلم، حين وجد المخرج نفسه مجبرا على تقطيع سيناريو الفيلم إلى أجزاء لتهدئة الرقابة. هذا بالضبط ما حدث معه مع الرقيب، في مشهد رجل يريد قتل والده لأنّه يضرب والدته كثيراً ما أصابها بالشلل.” كان عليه حذف الكثير وفقاً لتعليمات الرقابة إلى درجة أنّه قرر التخلي عن تنفيذ الفيلم وشعر بخيبة أمل كبيرة وأراد العودة إلى كندا.
اللوحات الواقعية الغريبة تردد صدى بعضها البعض وتعطي فلسفة للفيلم وكأنها قصائد مرئية من خلال الترابط الشعري
قدم فيلم “آيات أرضية” صورة عن المواجهة المباشرة بين المواطن الإيراني والقوانين الشمولية المتعددة؛ التي تُسيطر على حياة الفئات المجتمعية الإيرانية المختلفة، وتضع أمام المشاهد واحدة من أهم الأحداث السينمائية في العالم. الفيلم يأتي في مرحلة ما بعد احتجاجات “المرأة، والحياة، والحرية”، كان تصوير “آيات أرضية” قد انطلق في طهران قبل أسبوعين من اندلاع الحركة الاحتجاجية التي تلت وفاة مهسا أميني في منتصف سبتمبر. وبعد تصوير ثلاثة مشاهد من العمل، أوقف المخرجان أعمال التصوير في خضم الاحتجاجات. ويقول خاتمي “كان من المؤثر جداً أن نرى فكرة الفيلم تتجسّد فعلياً في الشوارع،” فسرد قصص الأشخاص جاءت في وقت مناسب جداً.
تعطي هذه القصص التسع تأثيرا تراكميا قويا حيث نرى البيروقراطيات الصغيرة والكتل اليومية التي تدفع حياة الطبقة العاملة إلى التعقيد، وتكشف القيود الثقافية والدينية والمؤسسية التي ترهق الناس البسطاء في طهران. تنطوي مواقف أصحاب السلطة الذين لا يظهرون على مظاهر مختلفة للنفاق الديني والتدخل الصريح في الشؤون الشخصية، بداية من موظف الإدارة الذي يرفض من منطلق الأبوة الاسم المقترح لابنه، وحتى مدير المدرسة الذي يُعاقب طالبة شابة على خلفية اللقاء مع أحد الشباب، أو المرأة الشرطية التي تُسّجل مخالفة على إحدى السيدات التي تقود سيارة لأنها تضع في سيارتها إطار صورتها دون حجاب.
قال علي رضا خاتمي مخرج الفيلم عند العرض الأول في مهرجان كان “‘آيات أرضية‘ نظرة فريدة على الحياة اليومية في إيران، يتألف من لقطات قصيرة مروعة وكوميدية على حد السواء مثل إجبار رجل على خلع ملابسه وشرح وشمه أثناء التقدم بطلب للحصول على رخصة قيادة، أو عامل فقير يُجبر على تلاوة بعض الآيات القرآنية للحصول على وظيفة بنّاء.”
وأضاف “ما حدث خلال الأشهر الماضية من احتجاجات نتيجة مقتل مهسا أميني، يُقسّم التاريخ إلى قبل وبعد، هذا لا يعني أنه لم تكن هناك مقاومة قبل ذلك، بل هناك عقود من المقاومة، لكن ما حدث في إيران قبل أشهر، كان بمثابة نقطة الذروة في الوعي العام. نقطة الذروة في شفافية الأمل بالنسبة إلينا. أظن أنه من غير الأخلاقي أن نجلس في مثل هذا الزمن إلى جانب النيران ونقدم قصص الآخرين. نحن كنا في النيران وقد تطلب ذلك وجود أشكال سينمائية جديدة. لم نرد أن نكون صوت أحد، ولكن هم يمتلكون أصواتًا أدرنا فقط أن نكون أذنا ونسمع. ليس من أجل الشعارات السياسية، ولا من أجل المعارضة أو السياسيين أو المستنيرين، ولكن لكل الهمسات الشعبية اليومية.”
مراوغة الرقابة
الشخصيات المعنية – المعلمون والبيروقراطيون ورجال الأعمال – تتميز فقط بأصوات مجهولة الهوية، لا تتحول الكاميرا أبدا إلى مشاهدتها، مما يعزز ليس فقط تواطؤهم في هذا النظام الصارم، ولكن أيضا يضمن أن المواطنين العاديين الذين يتم تقييدهم في طليعة الفيلم.
كيف تصنع فيلما عن مجتمع غارق في القمع؟ حين يجعل النظام الشمولي من المستحيل تسمية طفلك ديفيد، أو أن تزيل النساء الحجاب أثناء القيادة، لا توجد إجابة واحدة على هذا السؤال. تظهر في كل صورة مصغرة من “آيات أرضية” مواطنا تتم إهانته، مما يساهم في جو يتراكم في الضغط وهذه هي سخافة القيود المفروضة على حياة الشعب الإيراني.
“آيات أرضية” تبدو مأساوية بشكل لافت للنظر، هل نضحك أو نبكي عندما تواجه مثل هذه القوانين المرهقة والمنافقة. في نهاية المطاف، “آيات أرضية” هي عمل من أعمال التمرد الضروري في شكل سينمائي، وهي صورة طبق الأصل لمجتمع وعالم جاهزين للانفجار.
في اللقطة الختامية يظهر الممثل الإيراني الشهير أرديشير كاظمي، رجل يبلغ من العمر 100 عام، صامتا وكئيبا، ويتسع الإطار لمدينة تنهار خارج مكتب الرجل العجوز وتحترق. العشرات من المواقف المؤثرة التي تحمل روح الكوميديا السوداء لواقع حال المواطن الإيراني خلال العشرات من الأشخاص الذين يحاولون مقاومة قمع السلطة التي أصبحت بوضوح القاعدة في إيران اليوم.
عاقبت السلطات الإيرانية المخرج على أصغري على المشاركة في إخراج الفيلم، عندما عاد أصغري إلى إيران بعد العرض في مهرجان كان الدولي، وصادرت السلطات المحلية جواز سفره لمنعه من حضور المزيد من المهرجانات الدولية. وفي محاولة لإسكاته، هدده النظام الإيراني أيضا بإرساله إلى السجن كما حدث مع مخرجين إيرانيين آخرين.
في الختام فيلم “آيات أرضية”، هجاء للنظام الإيراني ويلاحق هموم الناس العاديين من جميع مناحي الحياة. ومن اللافت للنظر أن مثل هذا الفيلم المشحون سياسيا نجح في مراوغة الرقابة الصارمة في البلاد. فشل الرقباء الإيرانيون في إدراك أن هذه الدراما المشدودة التي تبلغ مدتها 76 دقيقة هي في الواقع تكريم دافئ للحريات الفردية وحرية الإبداع الفني والأدبي.