وفد إسرائيلي أميركي في المغرب لاستئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب

جاريد كوشنر يشدّد على استئناف الاتصالات الرسمية بين المغرب وإسرائيل بتدشين رحلات جوية مباشرة من وإلى إسرائيل لجميع الإسرائيليين.
الثلاثاء 2020/12/22
كوشنر في رحلة تفعيل قرار استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية

الرباط – يزور اليوم وفد أميركي إسرائيلي المغرب في أول رحلة طيران مباشرة من تل أبيب إلى الرباط حيث تستهدف هذه الزيارة تفعيل قرار استئناف العلاقات الإسرائيلية المغربية.

ويرأس الوفد الإسرائيلي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مئير بن شبات، والوفد الأميركي يقوده جاريد كوشنر مستشار الرئيس دونالد ترامب الجديد، ومبعوث الإدارة الأميركية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، آفي بيركوفيتش.

وأعلنت شركة طيران العال الإسرائيلية، رسمياً، إجراءها أول رحلة طيران مباشرة بين المغرب وإسرائيل حيث تتم الزيارة بعد أقل من أسبوعين من إعلان الرباط استئناف الاتصال مع تل أبيب.

ويرى مراقبون أن إعادة تسيير الرحلات من تل أبيب إلى الرباط تنطوي على خلفيات اقتصادية وهوياتية لاسيما مع وجود عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يتحدرون من المغرب.

وشدد كوشنر على استئناف الاتصالات الرسمية بين المغرب وإسرائيل بتدشين رحلات جوية مباشرة من وإلى إسرائيل لجميع الإسرائيليين مشيرا إلى أنهم “سيعيدون فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب على الفور لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية”.

إحصائيات:

قرابة 80 ألف إسرائيلي قاموا بزيارة المغرب خلال عام 2018، على الرغم من عدم وجود رحلات جوية مباشرة بين البلدين

وأوضح أن “هناك أكثر من مليون إسرائيلي ينحدرون من أصول مغربية ويوجد أيضا علاقات عظيمة ورائعة بين المغرب وإسرائيل”، مشيرا إلى أن “العاهل المغربي ووالده وجده دائمًا كانوا متسامحين للغاية مع الشعب اليهودي، ولاسيما في الحرب العالمية الثانية”.

ويقول الخبير في الشؤون الدبلوماسية وعمل منظمة الأمم المتحدة، سمير بنيس، إن “المغرب حريص على الحفاظ على سياسة التواصل مع اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل أو الدول الغربية وإدماجهم كجزء من سياسة راسخة لتعزيز الحوار بين الأديان وجسر فجوة سوء التفاهم بين الثقافات”.

ووفقا لدراسة بحثية للمعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، والمعروف باللغة العبرية باسم “ميتفيم” فإن “التعاون الحالي بين إسرائيل والمغرب واسع نسبيا ومصالحهما المتبادلة قوية ودائمة”، موضحة أن “التعاون قائم على تاريخ اليهود المغاربة الذي استمر لأكثر من ألفي عام”.

وأشارت الدراسة العبرية إلى أنه “على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية مشتركة، فإنه يوجد في المغرب الآلاف من المواطنين اليهود داخل أراضيه ويستضيف الكثير من الإسرائيليين كل عام”.

ونوهت إلى أنه “يعيش اليوم حوالي مليون يهودي مغربي في إسرائيل، ويزور عشرات الآلاف من الإسرائيليين المغرب كل عام للسياحة أو التجارة أو الزيارات العائلية”.

وهناك إحصائيات تفيد بأن “قرابة 80 ألف إسرائيلي” قاموا بزيارة المغرب خلال عام 2018، على الرغم من عدم وجود رحلات جوية مباشرة بين البلدين.

ورفضت مصادر دبلوماسية مغربية في تصريح لـ”العرب” الربط بين عودة الاتصال مع إسرائيل والاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء مشيرة إلى أن ذلك “لا يستقيم في السياسة الخارجية المغربية، كون تسيير رحلات من تل أبيب إلى الرباط ترتيب إجرائي لتسهيل توافد اليهود المغاربة المتواجدين بإسرائيل”.

ولفت بنيس إلى أن “دعم الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية من بين ركائز السياسة الخارجية للمغرب، منذ أن تولى الملك محمد السادس مقاليد الحكم من والده الملك الحسن الثاني عام 1999، حيث لم يتردد أبدًا في إدانة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية”.

4