هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي تستحوذ على شركة إعلامية لتطوير المحتوى

الهيئة تطلق مبادرات للخروج من ركود المنظومة الإعلامية.
الثلاثاء 2021/06/29
تطوير الإعلام يستوجب مواكبة مستجدات العصر

انخرطت هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي في شراكات نوعية مع المؤسسات والشركات في القطاعات الإعلامية الخاصة، وآخرها الاستحواذ على شركة الإعلام المتكاملة التجارية للرفع من مستوى الإنتاجات والخروج من دائرة الركود التي تطغى على المنظومة الإعلامية.

الرياض - أعلن مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي الموافقة على الاستحواذ الكامل على شركة الإعلام المتكاملة التجارية، في إطار تطوير الأعمال الإعلامية عبر جميع منصات الهيئة.

وتعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون على مشروع تطوير شامل تستهدف من خلاله تحسين المحتوى الإبداعي إذاعيًا وتلفزيونيًا، بالاعتماد على الكفاءات السعودية والرفع من مستوى المخرجات الإعلامية بالشراكة مع أفراد وقطاعات المجتمع كافة للوصول إلى مراحل متقدمة من التطور المهني والفني.

وبالتزامن مع إعلان الاستحواذ قررت الهيئة الموافقة على الحساب الختامي للعام المالي، واستعرض الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد بن فهد الحارثي أبرز ما تم إنجازه من أعمال خلال الفترة الماضية، حيث حققت قنوات الهيئة زيادة في نسب المشاهدات وتضاعف الدخل الإعلاني.

ويحاول القائمون على الإعلام السعودي حل مشكلة الإعلام الذي يواجه انتقادات بأنه منظومة راكدة بطيئة الحركة، مقيدة بعقبات تمنعها من مواكبة مستجدات العصر ومقتضيات المرحلة التي تمر بها السعودية، فضلا عن عدم استطاعتها تحقيق طموحات القيادة والرأي العام وما تتطلبه من استحقاقات تجديد هيكلية في الإدارة والاقتصاد والمجتمع.

وتتعالى أصوات هذه الانتقادات من داخل المنظومة نفسها، لوضع اليد على مكامن الضعف من حيث تواضعه داخليا وضعفه خارجيا.

محمد بن فهد الحارثي: قنوات الهيئة حققت زيادة في نسب المشاهدة والدخل الإعلاني

ولاحظ متابعون للمشهد الإعلامي السعودي تحرك هيئة الإذاعة والتلفزيون في الآونة الأخيرة واتخاذها عدة مبادرات وقرارات للخروج من الركود الذي يغلب على المنظومة الإعلامية ككل. والتلاؤم مع المتغيرات الحديثة في صناعة الإعلام.

وشملت القرارات إعادة هيكلة قطاع الإذاعة والتلفزيون؛ ليرتبط بهذا القطاع البرامج والمحتوى والإنتاج والخدمات الفنية وإدارة القنوات والإعلام الرقمي.

وجاء هذا التحديث بعد اكتمال تغيير الهيكل التنظيمي في القطاع الهندسي وقطاع الخدمات المساندة. وهذا يعزز من التكامل المهني في منظومة هيئة الإذاعة والتلفزيون.

وأوضح الحارثي أن تلك التغييرات تتكامل مع التنظيم الحديث الذي أُطلق لتطوير عمليات الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني؛ إذ استبدلت التنظيم القديم الذي يمتد لما قبل تأسيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بتنظيم يحقق تكاملًا بين مراكز الإنتاج الرئيسة والفرعية وأستوديوهات الإذاعة في مناطق السعودية.

ويعمل كذلك على ربط عمليات الإنتاج الإذاعية والتلفزيونية بمرجعيات موحدة، تمنع التضارب والتداخل في المهام.

وأطلقت الهيئة مبادرة الصف الثاني من القيادات وهي تهدف إلى صناعة جيل ثانٍ من القياديين الذين يتطورون في المسار المهني، ويُمنَحون الفرصة؛ ليتولوا مواقع قيادية، يساهمون من خلالها في مرحلة التحول التي تمرُّ بها هيئة الإذاعة والتلفزيون.

وأعلنت في نوفمبر الماضي مبادرة شراكة مع “شركات الإنتاج السعودية”، التي تهدف إلى دعم الإنتاج المحلي.

وتسعى المبادرة إلى صنع شراكات نوعية مع المؤسسات والشركات في القطاعات الإعلامية الخاصة، للرفع من جودة المحتوى عبر دعم محلي واسع النطاق يقدم ثراء في المواد وجودة في المحتوى يدعمان هيكلة البرامج والأعمال الإعلامية التي تقدمها قنوات وإذاعات هيئة الإذاعة والتلفزيون.

وتهدف الهيئة من خلال هذه الخطوة إلى تحفيز القطاع الخاص واستقطاب المحتوى الإبداعي، وتقييم الخدمات الإعلامية في هذا النطاق عبر أعمال نوعية تساهم في زيادة قوة المعايير وضبط الجودة وقياس التأثير.

تحفيز القطاع الخاص واستقطاب المحتوى الإبداعي يتطلب إرادة قوية
تحفيز القطاع الخاص واستقطاب المحتوى الإبداعي يتطلب إرادة قوية

وأفاد الحارثي أن التوجه الإستراتيجي للهيئة هو التركيز على المحتوى المحلي والتأكيد على معايير النوعية الجيدة وفي هذا الإطار أدخلت الهيئة نظام التقييم من خلال لجنة متخصصة تستند إلى 38 معيارا يضمن الجودة.

واتجهت الهيئة إلى عقد اتفاقيات تفاهم لاستمرارية هذه الأعمال المميزة على مدى أربعة مواسم مما يضمن الاستمرارية والاستعداد المبكر، وتعمل الهيئة على وضع تصنيف داخلي لمستوى جودة شركات الإنتاج من خلال تقييم الأعمال المقدمة للهيئة وتعزيز التعاون مع الشركات المتميزة.

وأكد الحارثي أنّ توجه مجلس الإدارة جاء لدعم وتشجيع صناعة الإنتاج المحلي، والنهوض بالمحتوى هو الخطوة الأسمى في صناعة المادة الإعلامية وأن الشراكة مع القطاع الخاص تأتي في ظل سعي الهيئة لمواكبة التسارع الهائل في المجال الإعلامي.

وأشار إلى أن الهيئة تشجع الإنتاج المشترك مع شركات الإنتاج. كما أنها ستحرص على مشاركة فريق منها في أعمال الإنتاج الخارجية لتعزيز التبادل المعرفي وضمان الجودة.

وستكون الإسهامات من الشركات التي تحقق أعلى مؤشرات الجودة في المحتوى مرشحة للدخول في مشاريع اختصاصية على الصعيد الإعلامي، وذلك كخطوة أخرى لتحفيز العمل الإعلامي وضخ المزيد من الخبرات المحلية في الإنتاج وصناعة المحتوى.

واستقطبت الهيئة عددًا من الكفاءات لتعزيز جودة المادة الإعلامية المقدمة للجماهير عبر الإذاعات الدولية من خلال 15 لغة منها العبرية والفارسية والروسية والصينية والفرنسية والإسبانية وغيرها.

18