هيئات الإعلام التونسي تدعو الرئاسة إلى تطوير سياستها الاتصالية

تونس- أجمعت الهياكل المهنية الممثلة لقطاع الإعلام في تونس على ضرورة إحداث آلية تواصل مع رئاسة الجمهورية في انتظار تعيين رئيس للحكومة، وذلك للحصول على المعلومات من المصدر.
وبحث أعضاء مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري “الهايكا” وممثلون عن نقابة الصحافيين التونسيين والجمعية العامة للإعلام التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل في اجتماع تنسيقي الاثنين المستجدّات الأخيرة المتعلّقة بقطاع الإعلام إثر الإعلان عن التدابير الاستثنائية في الخامس والعشرين من يوليو الماضي.
ولاحظت فوزية غيلوفي، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين، أن تغطية وسائل الإعلام للأحداث كانت متوازنة في بعض وسائل الإعلام ومنحازة في البعض الآخر.

فوزية غيلوفي: لا حياد إلا مع الفساد والإرهاب باعتبارهما من القضايا الكبرى
وشددت في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء على أن الصحافي يجب أن يكون مستقلا وموضوعيا وأن “لا حياد إلا مع الفساد والإرهاب باعتبارهما من القضايا الكبرى التي لا بد للصحافي الانخراط فيها وفي المجهود الوطني لمكافحتها والقضاء عليها، أما في ما يتعلق ببقية القضايا فيجب أن يلتزم بأخلاقيات المهنة وبميثاق الشرف وأن يقدم المعلومة الصحيحة”.
وتحدثت غيلوفي عن التنسيق الحاصل بين الهياكل المهنية معتبرة ذلك “أمرا ضروريا”، وقالت إن نقابة الصحافيين طالبت مع بقية الهياكل عقب الاجتماع التنسيقي بأن تطور رئاسة الجمهورية سياستها الاتصالية وتكلف شخصا يمكن للصحافيين التوجه إليه مباشرة لاستيضاح مسألة أو للاستفسار عن معلومات معينة.
ونبّه اجتماع الهياكل المهنية إلى ضرورة تكليف مسؤول مؤقت لتسيير مؤسسة الإذاعة التونسية والالتزام بسد المنصب الشاغر لرئيس مدير عام مؤسسة الإذاعة التونسية ومنصب رئيس مدير عام مؤسسة التلفزيون التونسية طبق آلية الرأي المطابق للهايكا حال تعيين رئيس للحكومة.
وخلص الاجتماع أيضا إلى ضرورة تفعيل القرار القاضي بإلحاق إذاعة “الزيتونة للقرآن الكريم” بمؤسسة الإذاعة التونسية العمومية، فضلًا عن حث كافة وسائل الإعلام على التحلي بالمسؤولية الاجتماعية والتقيد بقواعد المهنة وأخلاقياتها والتثبت من صدقية الأخبار قبل نشرها والتصدي للشائعات وخطابات الكراهية والتحريض على العنف، والدعوة إلى عدم المساس باستقلالية القطاع وضمان حماية الصحافيين وحرية التعبير والصحافة، والنأي بوسائل الإعلام عن التوظيف ومحاولات الاستغلال والاستقطاب.
وعاش المشهد الإعلامي التونسي في الفترة الأخيرة حالة من التخبط وغياب الرؤية الواضحة في العمل بالعديد من المؤسسات الإعلامية، فبعضها اختار الاصطفاف وراء جهة محددة لخدمة أجندات معينة، والبعض الآخر حاول البقاء في منطقة محايدة في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث والأوضاع، بينما الإعلام العمومي “شبه غائب” بحسب تعبير صحافيين تونسيين.
ولفتت غيلوفي إلى ظاهرة انتشار العديد من الإشاعات التي يتداولها مواطنون وصحافيون على مواقع التواصل الاجتماعي وقد بلغت حد النشر في بعض وسائل الإعلام، وهو ما اعتبرته مضرا جدا بالوضع الذي تمر به البلاد.
ودعت الهايكا الهياكل المهنية والصحافيين إلى التمسك باستقلالية الخط التحريري لمؤسساتهم الإعلامية والدفاع عن حرياتهم في صناعة المضامين الإعلامية وفق ما تقتضيه القواعد المهنية والأخلاقية.