تفريغ الشرق الأوسط، المهد الأول للمسيحية، من مسيحييه وتحويل وجودهم إلى أطلال أثرية خاوية، يشكل خطورة كبيرة كونها قضية أخلاقية ثقافية ترتبط بتركيبة وبنية المجتمعات.

المتطرفون في كافة الأيديولوجيات الدينية استفادوا من استحضار المقدس والمفهوم العقائدي المتجذر لعودة المخلص أو المهدي في القيام بأعمال فظيعة لتصعيد الصدام وحرق المراحل استدعاء لنهاية العالم وآخر الزمان.

الإرهاب الديني الجهادي ولد من رحم التطرف وبات في هذه الأزمنة واقعاً يندفع الجميع لمكافحته عبر شن المزيد من الحروب التي تولّد حالة الكره والسلبية تجاه دين بعينه.

الوطن ليس مجموعة طوائف تتصالح حينا وتتناحر أحيانا، ولا هو إقطاعيات يحكمها أمراء إذا التقوا عم السلام وإذا تناحروا كانت الحرب.

مخاض عسير توجهه جملة من الانتهاكات تغلق الدائرة على المزيد من الدماء المهدورة التي تصطاد ظلال الأمل في مرحلة انتقالية لن تدوم إلى الأبد.

لغة القتل التي صاحبت الإنسان في كل الأزمنة، باتت تفتح أبواب الدم على كافة الاتجاهات في مسيرة نحو تصادم عالمي.

التهجير من منطقة إلى منطقة، يمثل إعادة ترتيب لخارطة طائفية ودينية ستخلق بؤر توتر مستقبلية نتيجة تغيير بنية المناطق الاجتماعية والثقافية والخلط بين ما هو طائفي ومذهبي، وما هو استراتيجي وسياسي.

مسألة التعليم تشكل مفصلا هاما لدى تنظيم داعش، فعمل التنظيم، في مناطق سيطرته، على استحداث نظام تعليمي يتوافق ورؤيته الدينية للدولة.

الإرادة الإنسانية تهاوت على إيقاع أصوليات ممانعة لكل ما هو حداثي، تهدف إلى تشكيل العالم عبر ربط السلطة الدنيوية بالدين.

مع السعي الدولي لفتح ثغرة في جدار الحرب الوحشية السورية للتقدم نحو التهدئة، لم تمتلك المعارضة أي خطة إنقاذ سواء في مستوى التفاوض أو في مستوى تغيير موازين القوى على الأرض.

الدروز يرفضون أن يتم جرهم إلى حرب طائفية سيخرج الجميع منها خاسرا ما دامت أطواق النجاة لكافة مكونات الشعب السوري لم تجهز بعد.

التخلص من الدكتاتورية لا يعني فقط إسقاط الحاكم، فهو مجرد ناطق باسمها، إنما يوجب التخلص من ظلها الذي يحجب إمكانية البناء الحضاري.

تنقسم الصور بين الدكتاتورية أم الإرهاب لبعض من تنسيهم الأزمة أن الإرهاب الذي تلبسنا ليس دولة، وبين الإيمان أو التكفير الذي تسيره كوميديا سوداء لها حصة في قيادة الواقع.

ما يجري تمهيده في المناطق الآمنة هو تحويل الأراضي السورية إلى كانتونات نار محمية، وسيفتح الطريق نحو إقامة كانتونات جديدة على الجبهة الأردنية في مرحلة لاحقة.