إعادة تقييم الثقافة العربية، بكافة جوانبها الدينية والقومية وحتى الثورية منها، باتت ضرورة تفرضها الأزمة الشاملة والمركبة والمزمنة.

الأكراد تعاظم ولاؤهم لكرديتهم، وتردادهم للمظلومية التاريخية لتبرير حالة الكره التي باتت تتجسد في مدن الشمال السوري، وتكرارهم لخطاب أكراد العراق عبر الحديث عن حق تقرير المصير.

حالة التعبئة والشحن الطائفي وغلبة الحلول الإقصائية كرست حقيقة الخوف من الآخر، وشكلت نموذجا مستعصيا من الانغلاق الفكري والاجتماعي والسياسي.

حضارات تتهاوى، صفعات قاسية تعيدنا إلى الكهوف، ويقدم الماضي والمستقبل وليمة على طبق الحاضر الدامي، ويصير البشر قرابين لأيديولوجيا سوداء صاغها الجهل والتجهيل.

إغراء العنف الذي وجد تبريره اللاواعي يتفاعل مع الغرائز البدائية في الطبيعة البشرية دافعا بعض الشباب، ليسقطوا ضحية إعلان انتصار موعود يقودهم نحو إلغاء ارتباطهم بالمجتمع المألوف.

كل الدول مؤهلة لأن يطالها الخراب، والعالم العربي يشكل البؤرة الأنسب في تثبيت دعائم الحرب طويلة الأمد، فهذه المنطقة من العالم مفتوحة للاستثمار فيها بالاعتماد على ظاهرة توتر العلاقة بين الدين والدولة.

فانتازيا العبث تقود واقعها، تخلط الأوراق والدماء والبراميل والانهيار والنزوح والمخيمات والفقر والإعانات، والجميع يمد رقبته المتورمة من انحباس الدم نحو الرضوخ لموت الأمل.

يكفي تقديس الغاية حتى يتم السير تحت لواء القتلة أيا كان تصنيفهم، ويبدو المشهد شديد الهزل عندما تكون بين قاتلين أحدهما لغاية سماوية مقدسة، والآخر لقدسية الحياة.

ما يحصل اليوم في القدس، من هجمة استيطانية عنيفة هو جزء لا يتجزأ من مسيرة الاحتلال الصهيوني ومحاولاته المستمرة لتهويد الجغرافيا والتاريخ وتزوير هوية القدس بمختلف الوسائل.

تأتي أهمية الانتخابات التونسية كون نتائجها ستقدم صورة النظام السياسي التونسي القادم، وستحدد مصير الرئاسة والحكومة والبرلمان وربما سياسة الدولة بحد ذاتها.

الحل الأمثل لما يجري على الأرض السورية يكمن في تجفيف منابع التسليح للفصائل المتصارعة، وليس عبر ضخ المزيد من السلاح في سوريا.

"الوطن" المرتبط بسلطة دينية مطلقة لا يمكن حصره بين سوريا والعراق، فهو يمثل أكثر من مجرد أرض بالنسبة للتيارات الجهادية، إنه يشكل مركز انطلاق نحو "دولة الخلافة" الحلم.

الحلم العثماني بقيادة الشرق الأوسط جرى التفاوض على ضبطه ضمن الرؤية الأميركية، ينحصر فيه دور تركيا و"سيفها الطويل" في تنفيذ هذه الرؤية وفق الشروط الأميركية.

للولايات المتحدة أولويات في المنطقة تتقدم على مواجهة "داعش"، منها حمل إيران على قبول تسوية نهائية لبرنامجها النووي تناسب مصالح دول الحلف الأطلسي.

كانت الحروب المقدسة عبر التاريخ أشد الحروب عنفا، لأنها ترتبط بموجة التعصب الديني الذي يستوجب تكفير الآخر وإباحة دمه.

التقسيم الديني والعرقي يرسم جغرافية الأحقاد المجانية، وينهي الوعي بالمشتركات الإنسانية ويلغي أي أمل في إمكانية التوحد.

هذيان العودة إلى الأصل واستفحال المذهبية والقبلية والعشائرية الذي نعاصره في الأزمنة الحالية، بات يشكل حالة مرعبة، وكأن كل جماعة كانت تنتظر فرصة الجنون الطائفي.

صارت الشهادة شعارا للقتل بدل التضحية، وتحول الصراع إلى قاتل ظالم، ومقتول مظلوم يتلقى الاثنان لقب شهيد، وينال صكوك الجنة.