هل يؤثر انقلاب السودان على التطبيع مع إسرائيل

وسائل إعلام إسرائيلية تتوقع أن تكون للأحداث الأخيرة في السودان تداعيات سلبية على مستقبل عملية التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.
الأربعاء 2021/10/27
التطبيع الرسمي مسألة وقت

القدس - تراقب إسرائيل تطورات الوضع في السودان، دون أن تُعلّق عليها بشكل رسمي، وسط تساؤلات عن مصير التطبيع بين البلدين.

ويرى محللون أن إسرائيل ليس لديها خيارات، حول ما يدور من أحداث سوى الانتظار والترقب، وعدم اعتبارها منحازة لما يجري.

وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن تكون للأحداث الأخيرة في السودان حيث أطاح الجيش بالحكومة المدنية الاثنين، تداعيات سلبية على مستقبل عملية التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.

وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان” أن عدة مشاورات أجريت في إسرائيل بشأن الانقلاب في السودان، وحسب مصادر مطلعة، فإنه من المرجح أن تؤدي الخطوات الأخيرة في السودان إلى تأجيل انضمام السودان الرسمي إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.

وصرح دبلوماسي سوداني كبير لـ”كان” بأن رئيس الحكومة السودانية المعزول، عبدالله حمدوك، أراد التوقيع على الاتفاق مع إسرائيل وكان يستعد في الفترة الأخيرة للسفر إلى واشنطن للتوقيع على اتفاق السلام.

وأضاف الدبلوماسي السوداني أن التطبيع مع إسرائيل سيستمر أيضا بعد الانقلاب، الذي من غير المتوقع أن يؤثر فيه بشكل كبير، لأن رجال الجيش مؤيدون للتطبيع.

لكن الدبلوماسي السوداني الكبير المحسوب على معسكر حمدوك أشار إلى أن الانقلاب قد يؤدي إلى إضعاف التأييد الشعبي للتطبيع، وحذر من أنه على المدى البعيد، مجرد حقيقة أن الجيش لوحده دون قوى مدنية مؤيد للتطبيع مع إسرائيل، سيؤدي إلى المساس بالتأييد الجماهيري للتطبيع، وذلك بسبب المعارضة الكبيرة في الشارع السوداني للانقلاب.

من المرجح أن يؤدي الانقلاب العسكري في الخرطوم إلى تأجيل انضمام السودان الرسمي إلى اتفاقيات أبراهام

وقال الدبلوماسي السوداني إن الجيش ارتكب خطأ كبيرا ويمكن أن يواجه انتفاضة من الداخل. وأشار إلى أن المسؤولين العسكريين “ألقوا التعاون مع الجهات المدنية إلى حاوية القمامة” وأنهم لا يقدرون بصورة صحيحة رد الرأي العام الذي ملّ من الانقلابات العسكرية، إضافة إلى ما قد يترتب على قرار واشنطن تعليق المساعدات الاقتصادية للسودان.

ومن جانبه، اعتبر موقع “واينت” الإسرائيلي أن الانقلاب في السودان قد تكون له عواقب وخيمة على علاقات الدولة الأفريقية مع إسرائيل وعملية التطبيع بينهما.

وأشار الموقع إلى أن الجانب العسكري للقيادة السودانية كان يدعم التطبيع بسبب وعود الولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على السودان في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، بينما كانت الكتلة المدنية للقيادة أقل حماسا لهذه الخطوة، لكن تم إقناعها في النهاية.

وحسب التقرير، فإنه بإمكان معارضي القيادة العسكرية الإضرار بعملية التطبيع، حيث من غير المرجح أن يقبل الغرب بحكم العسكر في السودان، ما قد يزيد من تدهور العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وفي نهاية المطاف مع تل أبيب أيضا.

وأشار التقرير إلى أنه قبل اعتراف السودان بإسرائيل وبدء عملية التطبيع، بدأت الولايات المتحدة في رفع العقوبات عن الدولة الأفريقية، لكن الانقلاب العسكري قد يعرقل هذه العملية لنرى إعادة فرض العقوبات بمجملها، ما قد يؤدي إلى تراجع الخرطوم عن الصفقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

ولم يصدر أي تعليق عن المسؤولين الإسرائيليين على أحداث السودان، وهم يتريثون في الإدلاء بتصريحات حتى تتضح الصورة في السودان.

Thumbnail

ومساء الاثنين قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس إن هناك حاجة إلى “إعادة فحص” التطبيع بين إسرائيل والسودان في أعقاب الانقلاب العسكري في البلاد.

وكانت إسرائيل والسودان قد أعلنتا العام الماضي قرارهما تطبيع العلاقات بعد تعهد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإزالة السودان من قائمة الإرهاب، وتقديم مساعدات أميركية للبلد العربي الأفريقي.

وما إن بات التطبيع بين إسرائيل والسودان، بمثابة الحقيقة الواقعة، إلا وبدأت المعركة بين الأطراف السياسية السودانية في الداخل، حول مكاسب الخطوة وخسائرها، وحول ما إذا كان الخطاب الذي صدره مسؤولو الحكومة الانتقالية، بطرفيها العسكري والمدني للشارع السوداني، حول فوائد التطبيع كان يمثل الحقيقة الكاملة، أم أنه كان خطابا مليئا بالمغالطات.

ويرى مراقبون أن فوائد السودان ستنحصر في فتح الأبواب له للتعاون اقتصاديا مع مؤسسات العالم المالية، بعد رفع اسمه من القائمة الأميركية للإرهاب، هذا بجانب إمكانية استعانة الخرطوم بالتقنية الإسرائيلية المتطورة، في مجال الزراعة بما يسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتنوع المحاصيل بالنظر إلى أن السودان، يملك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

وعلى الجانب الإسرائيلي يعدد الإسرائيليون الفوائد، التي سيجنونها من التطبيع مع السودان، ومن اتساع رقعة التطبيع مع الدول العربية بشكل عام، وقد لخص رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو كل ذلك، في تصريحات تلت الإعلان عن التطبيع مع السودان.

وقال نتنياهو إن التقارب مع الخرطوم، سيفتح منافع للإسرائيليين، الذين يعبرون المحيط الأطلسي، وأضاف “نحن الآن نطير غربا، فوق السودان، وفقا لاتفاقات عقدناها حتى قبل أن نعلن التطبيع، وفوق تشاد، التي أقمنا معها أيضا علاقات، إلى البرازيل وأميركا الجنوبية”.

وبجانب ما تحدث عنه نتنياهو، تبدو الفوائد الأمنية والاستراتيجية التي ستحصل عليها إسرائيل متعددة، فعبر إقامتها علاقات أمنية ودبلوماسية مع السودان، ستطلع الحكومة الإسرائيلية على نشاطات تعتبرها إرهابية أو معادية لها، في مناطق متاخمة للسودان، مثل تشاد ومالي والنيجر، كما أن إسرائيل تنظر للفائدة الأكبر من الناحية الاستراتيجية، وهي إبعاد السودان تماما عن الحلف الإيراني.

2