هالوين رقمي يستهدف حسابات داعش على الإنترنت

القاهرة - سقط تنظيم داعش مجددا في فخ القرصنة الإلكترونية بعد أن نجحت مجموعة من القراصنة أطلقت على نفسها “عصابة الأشباح”، في اختراق أعداد كبيرة من حسابات أعضاء التنظيم على تطبيق تلغرام، وهو المنصة الإلكترونية الأكثر استخداما للمتطرفين.
وجد أصحاب الحسابات التي تروج للكثير من المواد الإعلامية لداعش العشرات من الصور التي تتضمن أشكالا لرموز التنظيم وأشخاصا ارتدوا وشاحا على الوجه، ووجدوا صورا مأخوذة من مواقع إباحية على حساباتهم الشخصية، واشتركت جميع الصور في تهنئة بعيد الهلع الشهير في أوروبا “الهالوين”، والذي احتفل به الملايين حول العالم، الأربعاء.
ووقعت أغلب صور الاختراق بجمل كتبت بالإنكليزية تشبه في تصميمها بيانات وكالة أعماق، الذراع الإعلامية للتنظيم، دونت بكلمات مقتضبة “عيد هلع سعيد داعش” ومهرت الصور بثلاثة أحرف “جي.آتش أس G H S”.
ورجح خبراء أن يكون التوقيع المختصر لشركة القرصنة المعروفة فريق الأشباح القراصنة، والمعروفة بقدرتها الدقيقة على اختراق أعقد النظم الإلكترونية، وكان أبرز تلك الأنظمة التي نجحت في اختراقها وزارة الدفاع الإٍسرائيلية عام 2016 وموقع الحكومة الأفغانية عام 2017 وبعض المحطات الشهيرة مثل “فوكس نيوز″ و”سي أن أن”.
ووجهت تلك المجموعة نشاطها في العام 2017 نحو اختراق كل ما هو موال أو متشابك مع تنظيم داعش إلكترونيا ورقميا بعد ارتفاع موجة الهجمات الإرهابية في أوروبا، واختارت اختراق الحسابات والمواقع الإلكترونية التابعة لداعش وتسريب معلومات خاصة بالتنظيم ودعم إدارات المواقع الإلكترونية، فيسبوك وتويتر، للمشاركة في الحرب على تلك الحسابات.
وحققت مجموعة القراصنة الأشباح نجاحا في تجميد الكثير من الحسابات، وتعمدت أحيانا إثارة غضب أعضاء التنظيم عن طريق وضع صور إباحية وتركيب أخرى على وجوه رموز داعشية مثل زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي ومصعب الزرقاوي، لكنها لم تحقق تأثيرا ملموسا يقوض العمل الإعلامي لداعش على الإنترنت بسبب نطاقها المحدود.
ورغم تعقيد كشف طرق الاختراق الإلكتروني، لكن بعض الخبراء ربطوا بين نجاح عملية القرصنة الأخيرة لحسابات داعش، وعرفت باسم عملية “الهالوين” وإنشاء القراصنة العشرات من الحسابات، والتي قامت بدورها بنشر محتوى مزيف وروابط تحميل وهمية تحمل في طياتها فيروسات لآلاف المرات بغرض جمع وسرقة المعلومات وكلمات السر للحسابات ثم السطو عليها وإعادة بث محتويات أخرى فيها كوسيلة لإعلان سيطرتهم على تلك الحسابات.
قال عمرو يوسف، خبير الاتصالات والباحث في مركز الفضاء الإلكتروني المصري، إنه مع تمدد داعش على شبكات الإنترنت باتت حسابات التنظيم مستهدفة من قبل الجميع: الحكومات والمؤسسات الدولية وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي، وشركات القرصنة.
ومع كل المحاولات المضنية لدحر النشاط المتطرف على الإنترنت من قبل القراصنة الذين نجحوا في التشويش على المحتوى الذي يُبث لأوروبا والولايات المتحدة، لكن لم ينجح أحد بشكل حاسم في هدم إمبراطورية داعش الإعلامية.
وأضاف لـ”العرب” أن هناك مجموعة من القراصنة أطلقت على نفسها “داعشغرام” تخصصت في اختراق حسابات داعش فقط، وأعلنت أن هدفها الأساسي والوحيد هو إنهاء وجود داعش على مواقع التواصل بحلول عام 2019، ورغم اقتراب الموعد المعلن تبدو فرص تحقيق ذلك ضعيفة للغاية.
وأوضح يوسف أن التحركات الدولية الحالية لمحاصرة الخطاب المتطرف لا ترقى إلى زعزعة استقرار الحركة الإرهابية على الإنترنت، وتميزت منذ ظهورها عام 2014 بكونها شديدة الاحترافية وذات مقدرة تقنية وعلمية عالية على التطور والتمحور للتأقلم مع كل وضع عالمي جديد يؤثر على تواجدها الميداني، مشددا على أن مواجهة الإعلام المتطرف تحتاج إلى تعاون دولي للعمل وفق آلية موحدة تضمن عدم نفاذ داعش من بوق إلى آخر ومن منصة إلى أخرى.